ورشة عمل حول الصحة الذهنية بين الطيارين ومضار الكحول والعقاقير

عقدت ورشة عمل تحمل عنوان الصحة الذهنية بين الطيارين ومضار الكحول والعقاقير يوم السبت 30 أبريل 2011م في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بتنظيم طيران الاتحاد بالتعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني، حضرها نخبة من المختصين من دول مجلس التعاون وممثلي شركات الطيران العاملة في الدولة.
و تناولت ورشة العمل بصورة رئيسية مناقشة دراسات متعلقة بشكل خاص بمخاطر الكحول والعقاقير على الأداء - وبالتحديد فيما يخص آثار ذلك على قيادة مركبة أو طائرة ـ بشكل معمّق مع مختصين كلٌّ في مجال عمله.
وشارك في هذه الورشة عدد من المتخصصين من الهيئة العامة للطيران المدني، وهيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة، وشركة الاتحاد للطيران وشرطة دبي إلى جانب أطباء ومختصين من جامعة كينغز كوليدج في لندن، ومستشفى توام في العين، والمركز الأمريكي للطب النفسي والأعصاب في أبوظبي، بما فيهم الدكتورة نبيلة العوضي، رئيس قسم طب الطيران في الهيئة العامة للطيران المدني؛ والدكتور بول كولينز هاوجيل، رئيس قسم التدريب على طب الملاحة في هيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة؛ والدكتورة نادية بستكي، أخصائية طب الطيران في الاتحاد للطيران؛ والدكتور دينيش فوجرا، بروفيسور الصحة الذهنية في جامعة كينغز كوليدج في لندن.
وكان قطاع الطيران قد شهد زيادة في عدد الوفيات الناجمة عن حوادث متعلقة بتعاطي الطيارين للكحول بين عامي 1987 و1993، بحسب قسم أبحاث علم السموم الشرعي في معهد طب الطيران المدني التابع لإدارة الملاحة الفيدرالية. وقد تم تقديم هذه المعلومات بناءً على تحليل الدم وعينات من الأنسجة المأخوذة من الطيارين الذين تعرضوا لحوادث مميتة في عالم الملاحة الجوية.
وقد يكون الدوار والآثار التي تخلفها المشروبات الكحولية بعد زوال حالة السكر الشديد، خطراً بمقدار السكر نفسه. وتشمل العلامات المصاحبة لهذه الآثار عادة الصداع والدوار وجفاف الفم وانسداد الأنف والإجهاد والاضطراب في المعدة وسوء الحكم على الأشياء وزيادة الحساسية تجاه الضوء الساطع. ومن المؤكد أن أي طيار يُظهر هذه العلامات لن يكون بالوضع المناسب لقيادة الطائرة بسلام. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن اعتبار هذا الطيار في الواقع على أنه "تحت تأثير الكحول".
وقد أظهر الطيارون خللاً في قدرتهم على قيادة الطائرة باستخدام برنامج محاكاة الطيران ILS أو التحليق ضمن قواعد الطيران في الظروف الجوية غير الملائمة IFR، وحتى القيام بمهمتهم كالمعتاد ضمن قوانين الطيران في ظروف الرؤية الجيدة VFR عندما يكونوا تحت تأثير الكحول، بغض النظر عن خبرتهم الفردية في التحليق.
وقد صرحت الدكتورة نبيلة العوضي قائلة: " أدركنا في الهيئة بأن طبيعة الطيران تضع مسؤولية خاصة على شركات الطيران والهيئات التنظيمية المختصة لحماية السلامة العامة ومنع الضرر المحتمل، وأن استخدام المواد المخدرة والكحول يؤثر سلباَ على الحالة العقلية والنفسية لمتعاطيها وبالتالي تؤثر سلباَ على أداء واجبات طاقم الطيران المتعلقة بالسلامة واحتمالات حدوث الخطأ والحوادث".
وأضافت: "تبعاَ لذلك قامت الهيئة بالتوصية باتخاذ التدابير التي تركز على منع استخدام المواد المخدرة والكحول في قطاع الطيران، لمنع الخطر المحتمل من استخدام تلك المواد. وننصح شركات الطيران العاملة في الدولة بإجراء الفحص العشوائي على كل العاملين في مجال الطيران حتى نحد من الأخطاء الناتجة من تناول تلك المؤثرات ونرفع مستوى السلامة الجوية".
خلفية عامة
الهيئة العامة للطيران المدني
أنشئت الهيئة العامة للطيران المدني في عام 1996 بموجب القانون الإتحادي الصادر عن مجلس الوزراء (قانون رقم 4) وذلك من أجل تنظيم شؤون الطيران المدني وتقديم الخدمات المطلوبة مع مراعاة لوائح السلامة والأمن، و ذلك من أجل تقوية صناعة الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة وأجوائها. منذ عام 1996، والهيئة العامة للطيران المدني تحقق تقدماً ملحوظاً من خلال تبنيها للمبادرات الجديدة و ضمان تقديم الخدمات المطلوبة لعملائها ومساهميها في قطاع الطيران. كما أنجزت، منذ نشأتها، العديد من المشاريع الجديدة والابتكارية بنتائج متميزة، من بينها تحديث برامج مركز التحكم في حركة الطيران، ومعدات الرادار وتأسيس المرافق الجديدة لخدمة النمو المتعاظم في قطاع الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة.
الاتحاد للطيران
شهد عام 2003 انطلاق الاتحاد للطيران، الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقدمت خدماتها المتميزة إلى أكثر من 8.3 مليون مسافر خلال عام 2011 وتخدم من محطتها التشغيلية في مطار أبوظبي الدولي 86 وجهة تجارية وشحن على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وأستراليا وآسيا وأمريكا الشمالية، وتشغل أسطولاً حديثاً يضم 67 طائرة من طراز إيرباص وبوينغ، و100 طائرة تحت الطلب، تشمل 10 طائرات من طراز إيرباصA380، التي تعد أضخم ناقلات ركاب في العالم.