أكد تقرير لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" نقلا عن بعض منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة أن السوق على وشك أن تشهد انخفاضات حادة وكبيرة في إنتاج النفط الصخري الأمريكي وهو ما سيكون له تداعيات وتأثيرات واسعة على سوق النفط العالمية.
وأشار التقرير إلى أن الانخفاض الحاد للنفط الصخري سيدفع أسعار النفط إلى مستوى 75 دولارا للبرميل بحلول نهاية العام المقبل مؤكدا أنه بعد العودة إلى هذا المستوى السعري سيعود النفط الصخري الأمريكي لاستئناف نشاطه وسينمو إنتاجه من جديد.
وأضاف التقرير أنه من المعروف أن وكالة الطاقة الدولية منظمة تعبر بالأساس عن المستهلكين بينما منظمة أوبك تعبر عن المنتجين لكن عندما نقيم وضع السوق في السنوات الخمس الماضية نجد أن نمو الإنتاج في الدول الأعضاء بوكالة الطاقة الدولية كان أعلى بنحو خمسة أضعاف الإنتاج في دول "أوبك".
وأوضح التقرير أنه على الرغم من اتجاه السوق نحو استعادة التوازن وتصحيح العلاقة المتفاوتة بين العرض والطلب إلا أن الوقت غير مناسب للسوق للاطمئنان الشديد والاسترخاء ويجب تكثيف الجهود من أجل ضبط الأداء في السوق بعد فترة غير قصيرة من التوتر والاضطراب.
ولفت التقرير إلى التصريحات الصادرة من عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة أوبك حول وجود فائض يقدر بنحو 200 مليون برميل في السوق وأن الظروف الراهنة تتطلب تنسيقا واسعا بين جميع منتجي "أوبك" وخارجها من أجل العمل على إزاحة هذا العبء أو حتى تخفيضه إلى الوضع الراهن بمنزلة مشكلة للجميع.
وجدد تقرير "أوبك" التأكيد على أن حالة زيادة العرض اليوم لم تكن نتيجة نمو إنتاج أوبك بل على العكس تم ضخ نحو ستة ملايين برميل يوميا من إنتاج النفط الخام بواسطة دول خارج "أوبك" وذلك على مدى سبع إلى ثماني سنوات ماضية، فيما أبقت "أوبك" إنتاجها مستقرا إلى حد ما خلال الفترة نفسها.
ونبه التقرير إلى حقيقة أنه نظرا لانخفاض الأسعار فإن الاستثمارات النفطية سجلت في عام 2015 تراجعا بنحو 20 في المائة على الأقل مقارنة بعام 2014، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيكون له آثار في العرض في المستقبل مؤكدا أن انخفاض الأسعار لفترة طويلة ليس جيدا لأي طرف سواء المنتجين أو المستهلكين.
وتوقع التقرير أن يبلغ الانخفاض في الاستثمارات النفطية نحو 130 مليار دولار هذا العام، التي تقدر بنحو 650 مليار دولار في العام السابق وهو ما سيؤدى لانكماش العرض في المستقبل وبالتالي يعني ارتفاع الأسعار.
وشدد تقرير أوبك على أن المنظمة على قناعة تامة ودائمة أن حدوث أي من النقيضين وهما الأسعار المرتفعة جدا أو الأسعار المنخفضة جدا ليس في مصلحة السوق ومضر للصناعة بشكل كبير.
وبحسب التقرير فإن العام الماضي كان صعبا ومثل تحديات جسيمة واجهت كل المعنيين بصناعة النفط سواء المنتجين أو المستثمرين أو مقدمي الخدمات وغيرهم من الأطراف حتى دول الاستهلاك أيضا.
وأشار التقرير إلى أن أبرز صعوبات العام الأخير تمثلت في التقلبات الحادة والكبيرة التي جاءت عقب عدة سنوات من الاستقرار النسبي.
ويرى التقرير أن الفترة الراهنة تمثل فترة من القلق والشكوك التي تساور القائمين على هذه الصناعة وهو ما يتطلب التعاون والبحث جيدا في السبل والوسائل الممكنة المتاحة للتغلب على الأزمة الراهنة والتوصل لرؤى مشتركة للتطورات بشأن مستقبل هذه الصناعة.
واعتبر التقرير أن كثرة التحديات والصعوبات تتطلب أن يتبنى المعنيون بالصناعة رؤية مستقبلية جديدة وشجاعة للنهوض بقطاع الطاقة وإدراك المتغيرات الواسعة التي لحقت به، حيث أصبحنا بالفعل نعيش عالما جديدا في مجال الطاقة.
وشدد التقرير على أهمية وجود تنسيق خاص بين منظمة أوبك والوكالة الدولية للطاقة ودعم علاقات تعاون جيدة ومتطورة من أجل التعامل الجيد مع الحالة الراهنة للسوق والتغلب على كل التحديات الخاصة بهذه الصناعة الحيوية.
ونبه التقرير إلى أنه على مدى العقود الماضية خاضت صناعة النفط العالمية عددا من الدورات الاقتصادية والتغييرات المتعددة في السوق الذي كان يحركه الطلب في بعض الأوقات وفى البعض الآخر يحركه العرض بينما تأثر في أحيان أخرى بالشأن السياسي والصراعات الدولية.
وقال التقرير إن هذه التغيرات تطلبت من الصناعة أن تتبنى سياسات قائمة على التكيف والتطور تحسبا للمرور في هذه الدورات الاقتصادية المتباينة مشيرا إلى أن الظروف الراهنة هي تعد أحد التحديات المهمة في تاريخ السوق إلا أن الكثير من التفاؤل ما زالت تحيط بالتوقعات الخاصة بالسوق النفطية في الأشهر والسنوات المقبلة.
وذكر تقرير "أوبك" أن الطلب على النفط ينمو بشكل صحي وأن المنتجين من خارج "أوبك"، الذين قادوا الطفرة في نمو المعروض يتجهون بقوة وسرعة حاليا نحو حالة تقلص وانخفاض الإنتاج وهو ما يعنى أن التوقعات بشأن الطلب على نفط "أوبك" ستكون مرتفعة في 2016 مقارنة بعام 2015.
وأفاد التقرير بأن حالة نمو الطلب على النفط ستزداد قوة تدريجيا بالتوازي مع حدوث انخفاض في نمو المعروض من خارج أوبك وهو ما سيصب في مصلحة تعافي الأسعار واستقرار الأسواق تدريجيا.
على صعيد أسعار الخام، تراجعت أسعار النفط الخام في ختام الأسبوع الماضي أكثر من 2 في المائة مواصلة خسائرها خلال الأسبوع لتكون الأكبر في ثمانية أشهر تحت ضغط من تضخم مخزونات الخام في البر والبحر.
وبحسب "رويترز"، فقد جرى تداول الخام الأمريكي فوق 40 دولارا بقليل في حين بات خام برنت على بعد دولارين فقط من تسجيل مستويات قياسية منخفضة جديدة في ست سنوات ونصف.
وامتد الهبوط إلى المنتجات النفطية حيث هوى سعر البنزين في الولايات المتحدة لأدنى مستوياته في عشرة أشهر، وقالت وكالة الطاقة الدولية إن مخزونات الخام والمنتجات النفطية في العالم سجلت مستوى قياسيا بلغ ثلاثة مليارات برميل.
ونزل سعر الخام الأمريكي 1.20 دولار أو 2.8 في المائة إلى 40.55 دولار للبرميل، وهبط الخام أكثر من 8 في المائة حتى الآن هذا الأسبوع في أكبر خسارة أسبوعية له منذ آذار (مارس).
وهبط سعر خام برنت 36 سنتا أو نحو 1 في المائة إلى 43.68 دولار للبرميل، وسجل الخام خسارة أسبوعية بنحو 8 في المائة هي الأكبر له أيضا منذ آذار (مارس).
وتشهد أسواق النفط فائضا في المعروض يقدر بما بين 0.7 مليون و2.5 مليون برميل يوميا فوق حجم الطلب وهو ما أدى إلى هبوط الأسعار بنحو الثلثين منذ حزيران (يونيو) 2014.
وجاءت تخمة المعروض نتيجة ارتفاع إنتاج معظم كبار المنتجين ومن بينهم منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وكذلك روسيا وأمريكا الشمالية، وذكرت وكالة الطاقة أن ارتفاع المخزونات العالمية من الخام والمنتجات النفطية قد يزيد التخمة في المعروض العام المقبل، مضيفة أن التوقعات الحالية هي أن يكون الشتاء معتدلا في أوروبا والولايات المتحدة، وإذا صحت تلك التوقعات فإن مستويات المخزونات المرتفعة ستفرض مزيدا من الضغوط وقد يختار منتجو أسواق النفط عدم الدخول في بيات شتوي.
وتشهد أسواق النفط فائضا في المعروض يقدر بما بين 0.7 مليون و2.5 مليون برميل يوميا فوق حجم الطلب وهو ما أدى إلى هبوط الأسعار بنحو الثلثين منذ حزيران (يونيو) 2014، وجاءت تخمة المعروض نتيجة ارتفاع إنتاج معظم كبار المنتجين ومن بينهم "أوبك" وروسيا وأمريكا الشمالية.
وأشارت وكالة الطاقة إلى أن إمدادات النفط العالمية تجاوزت 97 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي لتزيد مليوني برميل عن مستواها قبل عام مع تعافي الإنتاج من خارج "أوبك" من مستوياته المتدنية التي سجلها في الشهر السابق.
وتستورد أوروبا أكثر من تسعة ملايين برميل يوميا من الخام من خارج المنطقة وتشكل الخامات التي تحتوي على نسبة عالية من الكبريت أكثر من ستة ملايين برميل من تلك الكمية.
وهبط إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" من النفط في الشهر الماضي في الوقت الذي تتوقع فيه المنظمة تراجع إنتاج منافسيها العام المقبل للمرة الأولى منذ 2007 حيث يؤثر تدني الأسعار في خفض الاستثمارات بما يحد من تخمة المعروض في الأسواق العالمية.
وذكرت المنظمة في تقرير شهري أنها ضخت 31.38 مليون برميل يوميا في تشرين الأول (أكتوبر) بانخفاض 256 ألف برميل يوميا عن أيلول (سبتمبر). ويجري تداول سعر النفط عند أقل قليلا من 46 دولارا للبرميل بانخفاض أكثر من 50 في المائة عن سعره في حزيران (يونيو) 2014.
وأظهرت بيانات أن شركات الطاقة الأمريكية زادت عدد منصات النفط العاملة للأسبوع الأول في 11 أسبوعا برغم استمرار هبوط أسعار الخام.
وقالت شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية في تقريرها الذي يحظى بمتابعة واسعة إن شركات الحفر أضافت منصتين إلى العمل في الأسبوع الذي ينتهي في 13 من تشرين الثاني (نوفمبر) ليرتفع العدد الإجمالي للمنصات إلى 574.
اقرأ أيضاً:
اكتشافات الزيت الصخري الأمريكي لن تؤثر في النفط الخليجي
النفط الصخري يخفض تكاليف الحفر 30% ليحافظ على البقاء
15 مليار دولار خسائر 10 منتجين للنفط الصخري في 2015
98 % من شركات النفط الصخري لا تستطيع مواصلة الإنتاج مع انخفاض الأسعار