النفط الصخري يخفض تكاليف الحفر 30% ليحافظ على البقاء

تاريخ النشر: 27 أغسطس 2015 - 07:36 GMT
البوابة
البوابة

أكد تقرير لشركة "كونوكو فيليبس" النفطية العملاقة أن سوق النفط تخوض عديدا من التحديات الكبيرة التي أثرت في الأسعار ومثلت حافزا قويا على تطوير صناعة النفط.

وأشار التقرير – الذى أعده ريان لانس رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة – إلى أن النفط الصخري وجميع أنواع الموارد غير التقليدية للطاقة تصر على البقاء في السوق، مؤكدا أهمية تطوير تكنولوجيا البحث والتنقيب عن هذا المصدر من الطاقة.

ولفت إلى أن شركات النفط مطالبة في المرحلة الحالية بإعادة تقييم خطط العمل لتواكب المتغيرات الواسعة في السوق مع ضرورة التركيز على استيعاب التكنولوجيا المتقدمة التي هي عنصر أساسي وجوهري في تحسين الأداء الاقتصادي للشركات من خلال خفض التكاليف وزيادة الإنتاج.

وقال التقرير - الذي اطلعت "الاقتصادية" على نسخة منه - "إن خطط إعادة هيكلة الشركات الحالية ستستفيد منها صناعة النفط على نحو واسع ليس فى المرحلة الحالية فقط إنما لسنوات عديدة مقبلة".

وأوضح التقرير أن ابتكارات الشركة أدت بالفعل إلى المساهمة في تحقيق نهضة في قطاع الطاقة في الولايات المتحدة والدليل على ذلك الارتفاع الكبير في إنتاج النفط من الموارد غير التقليدية كما حققت انطلاقة واسعة وحقيقية فيما يتعلق بإنتاج الغاز الطبيعي بشكل موسع منذ عام 2005، حيث يسهم حاليا بنحو 50 في المائة من مجموع إنتاج الولايات المتحدة من الطاقة.

وأضاف التقرير أن ما يسمى بثورة النفط غير التقليدي انطلقت في عام 2011 وتنامى إنتاج النفط من هذه المصادر غير التقليدية بمعدلات سريعة ومستمرة وكانت أسعار النفط الخام في تلك الفترة تقارب مائة دولار للبرميل بينما التكاليف لم تكن تتجاوز 40 دولارا للبرميل.

وأشار إلى أن الأسعار انهارت في 2014 بسبب الطفرة الكبيرة والتوسع المتسارع في إنتاج النفط غير التقليدي ورغم ذلك ما زال النفط الضيق يقاوم ظروف السوق ويرغب بقوة في الاستمرار، ولذا لجأ إلى تخفيض التكاليف وجعل نقطة التعادل الاقتصادي أقل بنسبة 15 إلى 30 في المائة عن طريق الإجراءات التقشفية وخفض تكاليف الخدمات المرتبطة بهذه الصناعة.

ونبه التقرير إلى أن تطوير أداء الشركات أصبح منهجا لا غنى عنه في كل شركات النفط خاصة فيما يتعلق بالارتقاء والتحديث في مجال الحفر بحيث يصبح أكثر إنتاجية. مشيرا إلى أن رفع مستوى الكفاءة وخفض تكاليف الإنتاج سيزيدان القدرات الإنتاجية بنحو من 15 إلى 20 في المائة بحلول عام 2020.

وذكر تقرير الشركة أن إنتاج النفط الصخري وجميع أنواع الموارد غير التقليدية تصر على البقاء في السوق. مشيرا إلى أن شركة كونوكو فيليبس كانت الرائدة في إنتاج النفط غير التقليدي في شمال أمريكا خاصة فيما يتعلق بإدارة الاحتياطات والمخزونات من النفط غير التقليدي.

وبحسب التقرير فإن "كونوكو فيليبس" وشركات أخرى حققت تقدما سريعا في هذا المجال لعدة أسباب في مقدمتها تطور المعرفة التقنية والتكنولوجية وهذه المعرفة ما زال أمامها كثير من التطورات والإنجازات، لأن التكنولوجيا الحديثة المستخدمة حاليا لا تزال غير ناضجة بعض الشيء وتنتظرها آفاق مستقبلية أوسع وأكثر تقدما.

ويرى التقرير أن التطور الذي حدث في برامج ونظم التشغيل غير كاف حيث نحتاج إلى مزيد من التطوير وزيادة الخبرات الميدانية واختصار الوقت في كثير من مراحل الإنتاج.

ويقول التقرير "إن إنتاج النفط غير التقليدي حاليا في مرحلة سباق مع الزمن للتوصل إلى تكنولوجيات أحدث ونظم إنتاجية أكثر فاعلية"، مشيرا إلى أنه حتى الآن تم إحراز تقدم كبير في جوانب من عملية الإنتاج، ومنها فيزياء البترول وهندسة المكامن والحفر والإكمال.

ورصد التقرير أن منتجي النفط غير التقليدي تمكنوا حتى الآن من خفض تكاليف الحفر بنسبة 30 في المائة واختصروا 40 في المائة من دورة الإنتاج وهو ما سيؤدى إلى زيادة وإنعاش الإنتاج بنسبة 30 في المائة.

وأشار التقرير إلى تركيز الإنتاج الجديد من النفط على تحسين مستويات الإنتاج واستغلال الآبار، موضحا أنه على الرغم من كل ما تحقق إلا أننا ما زلنا لا نعرف إلا قليلا جدا عن هذه الموارد الهائلة وكيفية استغلالها بالشكل الأمثل.

وذكر التقرير أن احتياطات النفط الصخري وغير التقليدي في شمال أمريكا تراوح بين 140 و190 مليار برميل وهذه الموارد قابلة للإنتاج بسهولة من الناحية الفنية والتكنولوجية، مشيرا إلى أن الحصول على هذا الإنتاج وارد بشرط تكوين فهم وخبرات أكثر تطورا لهذا النوع من الإنتاج.

وشدد التقرير على أهمية التوصل إلى تكنولوجيات أكثر تطورا فيما يتعلق بتكسير الصخور واستخلاص الهيدروكربونات منها بحيث نصل إلى عملية إنتاجية أكثر كفاءة وأقل استهلاكا لكميات المياه التي تتم الاستعانة بها في هذا النوع من الإنتاج.

ونبه التقرير إلى وجود موارد أخرى أكثر ثراء بالنفط وهي المخزونات النفطية غير التقليدية في المياه العميقة التي تمثل حاليا نحو 60 في المائة من الاكتشافات الحديثة، لافتاً إلى أن حجم إنتاج الحقول النفطية البحرية أكبر أربعة أضعاف نظيراتها البرية وهو ما يشير إلى أهمية التوسع في الدراسات الجيوفيزيائية للتيقن من طاقة هذه الحقول النفطية.

من جهة أخرى واصل النفط الخام في الأسواق العالمية مسيرة تصحيح الأسعار والتغلب على موجات الانخفاض الحادة السابقة محققا مكاسب جديدة في مؤشر على تنامي اتجاه تعافي الأسعار.

ودعم اتجاه أسعار النفط نحو تصحيح مسارها بيانات اقتصادية عن تراجع المخزونات النفطية الأمريكية وفق بيانات معهد البترول الأمريكي وهو ما اعتبر مؤشرا جيدا عن تعافي مستويات الطلب العالمي على النفط.

وعزز تعافي أسعار النفط إجراءات فعالة وتحفيزية اتخذتها الحكومة الصينية لتجاوز أزمة الاقتصاد حيث قامت بتخفيض الفائدة على الإقراض وتقليص حجم الاحتياطي الإلزامي للمصارف وهو ما يمكن أن يمثل بعض الإنعاش لمعدلات النمو في الصين ومن ثم ينعكس إيجابيا على مستويات الطلب العالمي التي يعتبر الاقتصاد الصيني أكبر ركائزها.

واستقرت أسعار الخام أمس بعد تحرك البنك المركزي الصيني لدعم اقتصاد البلاد لكن الأسعار ظلت قرب أدنى مستوى لها في ستة أعوام ونصف حيث أبقت تخمة المعروض على النظرة المتشائمة في الأسواق.

وقال توماس بيو الاقتصادي المتخصص في أسواق السلع الأولية لدى "كابيتال إيكونوميكس للاستشارات"، "إن النفط يلتقط أنفاسه قليلا وينتظر لمعرفة ما إذا كانت السوق ستعاود الارتفاع أم لا".

وبحسب "رويترز"، فقد ارتفع خام برنت 20 سنتا إلى 43.41 دولار للبرميل بينما ارتفع الخام الأمريكي 15 سنتا إلى 39.46 دولار للبرميل.

وخسر النفط ثلث قيمته منذ حزيران (يونيو) بفعل ارتفاع الإنتاج الأمريكي والزيادة القياسية في إنتاج النفط في الشرق الأوسط والمخاوف بشأن تراجع الطلب في الاقتصاديات الآسيوية.

وسجل الخامان القياسيان الإثنين الماضي أدنى مستوى لهما منذ أوائل 2009 حيث هبطا بما يصل إلى 6 في المائة في جلسة واحدة بعد تسجيل هبوط حاد في أسواق الأسهم.

ويعتقد بيو أن الأسعار الحالية في سوق النفط تتضمن بالفعل التصور المستقبلي الأسوأ للصين "وسأندهش إذا هبطنا أكثر بكثير".

وانخفضت المخزونات الأمريكية من الخام بمقدار 7.3 مليون برميل الأسبوع الماضي إلى 449.3 مليون برميل مقارنة بزيادة بمقدار مليون برميل في توقعات المحللين حيث زادت معدلات إنتاج مصافي التكرير وفق بيانات معهد البترول الأمريكي.

اقرأ أيضاً: 

استخراج النفط الصخري يسبب سلسلة زلازل في ولاية أمريكية

إنتاج النفط الصخري في مرحلة صعبة