قال تقرير لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة سجل تراجعا جديدا مع نهاية الشهر المنصرم ليواصل انخفاضه للشهر السادس على التوالي".
وأشار التقرير إلى أنه بحسب الإحصائيات الأمريكية فإن إجمالي إنتاج النفط الصخري بنهاية تشرين الأول (أكتوبر) بلغ 5.21 مليون برميل يوميا متراجعا بنحو 80 ألف برميل مقارنة بالإنتاج في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي الذي سجل 5.92 مليون برميل يوميا.
وأوضح التقرير أن إنتاج النفط الصخري حقق زيادة واسعة في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة بدعم من ارتفاع أسعار النفط الخام، لكن مع انهيار أسعار النفط الخام في صيف عام 2014 انعكس ذلك بشكل سريع على إنتاج النفط الصخري، حيث بدأت عمليات إنتاج النفط الصخري الزيتي تعاني بشدة بسبب التكلفة المرتفعة للإنتاج ما جعل فرص استمرار ونجاح هذا النوع من الإنتاج ضعيفة.
وأضاف التقرير أن "ملامح انخفاض إنتاج النفط الصخري باتت قوية ومؤثرة في السوق"، مشيرا إلى أن الإحصائيات كانت تشير في 2014 إلى احتمال نمو إنتاج النفط الصخري في العام الجاري 2015 بنحو 880 ألف برميل يوميا كأبرز مكون في إمدادات النفط من خارج "أوبك"، لكن التوقعات حاليا تؤكد أنه بنهاية العام الجاري قد ينخفض الناتج النفطي المتوقع من خارج "أوبك" ليكون حجم النمو 72 ألف برميل يوميا فقط بسبب التراجع الحاد في إنتاج النفط الصخري الأمريكي.
وبحسب التقرير فإن توقعات الإنتاج من خارج "أوبك" في العام المقبل كانت تشير في السابق إلى ارتفاع إمدادات النفط بنحو 160 ألف برميل يوميا إلا أن التوقعات تشير الآن إلى أن الارتفاع في تلك الإمدادات لن يتجاوز 110 آلاف برميل يوميا.
وذكر التقرير أنه في أمريكا الشمالية توجد دلائل قوية على أن إنتاج الولايات المتحدة يتجه إلى التراجع الحاد نتيجة انخفاض الاستثمار وتقلص الأنشطة الإنتاجية حيث تترقب الأوساط الاقتصادية التطورات في إنتاج الولايات المتحدة ومدى السرعة في الهبوط وتراجع الإنتاج.
وأشار التقرير إلى أن إنتاج النفط الخام الضيق بشكل عام في الولايات المتحدة سينخفض من 450 ألف برميل يوميا في عام 2015 إلى 50 ألف برميل يوميا في عام 2016 في ظل المستويات السعرية الحالية للنفط الخام.
وقال التقرير "إن عديدا من كبار منتجي النفط والغاز في أمريكا الشمالية حققوا خسائر خلال العام الحالي على الرغم من قيامهم بعمليات واسعة لخفض التكاليف وزيادة الإنتاج".
وبحسب التقرير فإن عشرة من كبار منتجي النفط والغاز المستقلين في الولايات المتحدة حققوا خسائر بنحو 15 مليار دولار في منتصف العام الجاري مقابل أرباح قدرها 3.5 مليار دولار في العام السابق.
ونوه التقرير إلى أن ثلاث شركات مستقلة فقط حافظت على مستوى الربحية وحققت دخلا صافيا قدره 66 مليون دولار مقارنة بنحو مليار دولار في العام السابق.
في سياق آخر، قال تقرير اقتصادي صادر عن وزارة المناجم والصناعة والطاقة في حكومة غينيا الاستوائية "إن الوزارة وقعت أخيرا مذكرة تفاهم مع ثلاث شركات دولية للاستثمار في إنتاج النفط والمنتجات النفطية وتخزين النفط في صهاريج النفط الخام في جزيرة بيوكو وغينيا الاستوائية".
وأوضح التقرير أن محطة النفط في بيوكو تتضمن قدرا كبيرا من مساحة لتخزين النفط الخام، وكذلك لتخزين المنتجات النفطية المرتبطة بها وسيخدم المشروع منطقة خليج غينيا ويسهل عملية المعالجة والتصدير إلى المستهلكين إقليميا وعالميا.
وأشار التقرير إلى أن هذا المشروع سيدشن تعاونا واسعا بين وزارة المناجم والصناعة والطاقة في غينيا الاستوائية ومجموعة تاليفراس ومجموعة جونفر النفطيتين إضافة إلى صندوق الوقود الاستراتيجي في البلاد وأن هذا التعاون المشترك سيحقق الكثير للنفط في إفريقيا عبر تطوير محطة نفط بيوكو وسيتم بمساهمة من جنوب إفريقيا، حيث يعتبر المشروع واحدا من أكبر مرافق تخزين النفط في العالم.
ونقل التقرير عن جبرائيل أوبيانج وزير المناجم والصناعة والطاقة في غينيا الاستوائية قوله "إن محطة نفط بيوكو ستلبى الطلب الهائل على تخزين النفط في منطقة خليج غينيا المحرومة حاليا من المرافق الرئيسية في صناعة النفط".
إلى ذلك، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية" يونيدو" في تقرير حديث لها أن مركزا دوليا للطاقة المتجددة تم افتتاحه أخيرا باسم مركز منطقة البحر الكاريبي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في بربادوس.
وقال التقرير "إن افتتاح مركز الطاقة المتجددة الحديث يأتي استجابة لقرار الاجتماع الدوري الـ 36 لرؤساء حكومات مجموعة الكاريبي بإنشاء مركز طاقة إقليمي متطور في بربادوس".
وأشار تقرير "يونيدو" إلى أن إنشاء المركز الجديد يجيء في إطار السعي من قبل مجموعة الكاريبي إلى إنشاء مراكز إقليمية للطاقة المتجددة بهدف دعم الشراكة والتعاون الدولي مع الجزر الصغيرة النامية في مجال الطاقة المستدامة وحسن التعامل مع قضية تغير المناخ.
وأوضح التقرير أن حكومتي ألمانيا والنمسا ستتوليان مهمة تقديم الدعم المالي وسيكون المركز الجديد جزءا من شبكة أوسع من مراكز الطاقة المستدامة الإقليمية والدولية في إفريقيا والكاريبي والمحيط الهادئ والمحيط الهندي.
واعتبر التقرير أن مركز الطاقة الجديد CCREEE سيكون بمثابة مقدمة لشبكة واسعة من مراكز الطاقة المتجددة في الدول النامية ومن المتوقع أن يقدم إسهاما أساسيا في جعل الطاقة المستدامة للجميع مبادرة حقيقية وواقعا معيشا في اقتصادات ومجتمعات الدول النامية.
وشدد التقرير على ضرورة أن تكون مراكز الطاقة وسيلة جيدة لدعم التعاون بين الدول النامية في تطوير منظومة الاعتماد على الطاقة المتجددة واستغلال مواردها بالشكل الأمثل.
ونبه التقرير إلى أهمية أن يشهد قطاع الطاقة المتجددة في الدول النامية بصفة خاصة مزيدا من تطوير الجهود وزيادة المشاريع وتنمية القدرات، والمعرفة، وإدارة البيانات، فضلا عن الاستثمار ورفع مستوى الترويج التجاري.
على صعيد أسعار "الخام"، ارتفعت أسعار النفط أمس بعد بيانات أظهرت انخفاض عدد المنصات النفطية العاملة في الولايات المتحدة للأسبوع التاسع على التوالي، فيما يشير إلى أن إنتاج الخام قد ينخفض في الشهور المقبلة وهو ما قد يقلص تخمة المعروض العالمي.
وحصلت الأسعار على دعم إضافي من بيانات منفصلة أظهرت انخفاض إنتاج الخام الأمريكي في آب (أغسطس) لثالث أدنى مستوى له هذا العام.
وبحسب "رويترز"، فقد ارتفع سعر مزيج برنت خام القياس العالمي 60 سنتا أو ما يعادل 1.2 في المائة إلى 49.40 دولار للبرميل، بينما زاد سعر الخام الأمريكي 40 سنتا أو بنحو 1 في المائة إلى 46.46 دولار للبرميل.
وخلال الأسبوع المنصرم بأكمله حقق خام برنت والخام الأمريكي مكاسب لأول مرة في ثلاثة أسابيع بعدما قفزا نحو 6 في المائة الأربعاء الماضي فيما ساعدهما على وقف أسبوعين من الخسائر. وكان الصعود مدعوما بعوامل منها هبوط أكبر من المتوقع في مخزونات البنزين والديزل وزيادة أقل من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية.
وقالت شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية في تقريرها الذي يحظى بمتابعة واسعة، "إن شركات الحفر الأمريكية أوقفت عمل 16 منصة في الأسبوع الذي ينتهي في 30 من تشرين الأول (أكتوبر) لينخفض العدد الإجمالي للمنصات إلى 578 - وهو الأدنى منذ حزيران (يونيو) 2010".
وهذه أطول موجة من التخفيضات في علامة على أن استمرار هبوط أسعار الخام يدفع الشركات إلى تقليص خطط الحفر وهو ما يشير إلى أن الإنتاج قد ينخفض خلال الشهور المقبلة.
وأظهر مسح أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" نزل في الشهر الجاري، مقارنة بالشهر السابق، حيث طغى انخفاض إنتاج السعودية والعراق على الزيادة في إمدادات الدول الإفريقية الأعضاء في المنظمة.
وقالت مصادر في المسح "إن هذا الهبوط ليس مؤشرا على تخفيض متعمد في الإمدادات لدعم الأسعار وإن "أوبك" ما زالت تضخ كميات قريبة أعلى مستوى للإنتاج، حيث يركز كبار المنتجين على الدفاع عن الحصة السوقية".
وهبطت إمدادات "أوبك" في تشرين الأول (أكتوبر) إلى 31.64 مليون برميل يوميا من 31.76 مليون برميل يوميا في القراءة المعدلة لشهر أيلول (سبتمبر) بحسب المسح، الذي استند إلى بيانات شحن ومعلومات من مصادر في شركات النفط و"أوبك" ومستشارين.
ومن المحتمل تعديل هذه الأرقام في القراءة النهائية، ورغم ذلك زادت "أوبك" إنتاجها بنحو 1.5 مليون برميل يوميا منذ تحولها إلى سياسة الدفاع عن الحصة السوقية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014.
وعلى الرغم من تراجع الإنتاج هذا الشهر إلا أنه لا يقل كثيرا عن مستوى 31.88 مليون برميل يوميا الذي سجله في تموز (يوليو) وهو أعلى مستوياته منذ بدأت "رويترز" تسجيل البيانات في 1997.
وزاد ارتفاع إنتاج "أوبك" من حدة التخمة في المعروض، التي أسهمت في هبوط الأسعار إلى أقل من النصف منذ حزيران (يونيو) 2014 لتنزل عن 50 دولارا للبرميل، غير أن المختصين يرون علامات على أن استراتيجية "أوبك" ستؤتي ثمارها في ظل خفض شركات النفط لإنفاقها الرأسمالي والمتوقع أن يحد من المعروض في المستقبل.
اقرأ أيضاً:
اكتشافات الزيت الصخري الأمريكي لن تؤثر في النفط الخليجي