قالت لجنة شعبية ان 16 شخصا على الاقل لقوا مصرعهم في احد احياء ام درمان غرب الخرطوم بعد تعرض منازلهم لقصف جوي ومدفعي متبادل بين الجيش وقوات الدعم السريع يوم الثلاثاء.
وسقط الضحايا في حارات 12 و16 و29 في حي أمبدة، بحسب بيان للجنة المقاومة الشعبية في الحي، وهي احدى المجموعات التي تنشط في تقديم الدعم للمدنيين.
وقالت اللجنة ان هؤلاء راحوا ضحية "الحرب العبثية" المستمرة في البلاد منذ اكثر من ثلاثة اشهر، مشيرة كذلك الى سقوط ضحايا جراء قصف طالمنطقة سوق ليبيا، لكنها اوضحت انه لم يتم حصر اعدادهم بعد.
وشهدت المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة لخصمه محمد حمدان دقلو تصعيدا جديدا الثلاثاء، خصوصا في مناطق الخرطوم واقليم دارفور غربي البلاد.
وشنت قوات الدعم السريع هجوما على سلاح الذخيرة بمنطقة الشجرة جنوب الخرطوم بحسب ما افاد سكان الثلاثاء.
وتعرض الكثيرون خلال الليل للطرد من منازلهم في جنوب ووسط الخرطوم من قبل قوات الدعم السريع واستخدمت كثكنات ومواقع عسكرية، وفق مجموعة "محامو الطوارئ" التي تشكلت خلال الاحتجاجات التي اطاحت الرئيس السابق عمر البشير عام 2018.
وقالت المجموعة ان اعدادا اخرى من السكان باتوا محاصرين في منازلهم وسط تبادل القصف ما يعرض حياتهم للخطر.
وتقول منظمة أكليد غير الحكومية ان النزاع تسبب في مقتل 3900 شخص، فضلا عن تهجير ما يزيد على ثلاثة ملايين سوداني داخل وخارج البلاد.
على ان مصادر طبية تؤكد أن الحصيلة الفعلية لاعداد القتلى هي أعلى بكثير مما هو معلن.
حوادث مفزعة
وفي الغضون، عبر مسؤولان امميان عن فزعهما ازاء الانباء والتقارير حول عمليات الاغتصاب المتفشية للنساء والفتيات في خضم الحرب الدائرة في السودان.
وفي بيان مشترك، حذر المسؤولان، وهما مديرا منظمة الصحة العالمية لشرق السودان احمد المنظري ولاقليم افريقيا ماتشيديسو مويتي من ان ما يزيد على 4 ملايين امرأة وفتاة في السودان معرضات للخطر، مشيرين كذلك الى ان نسبة المستشفيات التي باتت خارج الخدمة في البلاد وصلت الى 67 في المئة.
وتوقف ما يصل عدده الى 62 من اصل 89 مستشفى في السودان عن العمل بشكل كلي او جزئي جراء استهدافها او نقص الكوادر والامدادات والمستلزمات، بحسب ما تؤكد نقابة اطباء السودان.
واعرب المسؤولان الامميان عن القلق كذلك ازاء احتمالات انتشار الاوبئة والامراض مع بدء موسم الامطار، داعيين الى اتخاذ اجراءات عاجلة في هذا الصدد تحسبا لحصد مزيد من الارواح بسبب تلك الظروف.
وفيما تشدد قوات الدعم السريع من قبضتها على الخرطوم يوما بعد يوم، فان الجانبين يسعيان على ما يبدو الى توسيع ساحة المعركة في البلاد بحسب ما يراه خبراء ممن اشاروا الى غارات جوية شنها الجيش في شمال الخرطوم الاسبوع الماضي واسفرت عن تدمير احياء باكملها.
ومنذ اندلاع القتال ابرم الطرفان هدنات عدة بوساطات بذلتها دول منها الولايات المتحدة والسعودية، لكنها لم تكن تدوم طويلا.
وعاد مندوبو الجيش والدعم السريع مؤخرا الى مدينة جدة السعودية للتفاوض حول حلول للصراع، لكن الامال بتحقق ذلك تبدو ضئيلة.