مسؤولون اميركيون: المؤتمر الوطني العراقي مصدر المعلومات حول مختبرات الاسلحة البيولوجية المتنقلة

تاريخ النشر: 18 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قال مسؤولون أميركيون ان المؤتمر الوطني العراقي هي التي قدمت لوكالة مخابرات الدفاع الاميركية ضابطا بجهاز المخابرات العراقي كان مصدر معلومات بأن العراق لديه معامل متنقلة للاسلحة البيولوجية.  

وتم هذا الاتصال في عام 2002 بناء على طلب مسؤول مدني بوزارة الدفاع الاميركية البنتاجون. وأحجمت مصادر حكومية عن تحديد هذا المسؤول لكنها قالت انه لم يكن وزير الدفاع دونالد رامسفلد ولا نائبه بول ولفوفيتز. ويقول خبراء بالمخابرات ان جماعة المؤتمر الوطني العراقي في المنفى وزعيمها أحمد الجلبي كانوا يلقون ترحيبا من المسؤولين المدنيين بالبنتاجون أكبر بكثير مما يلقونه من ضباط وكالة المخابرات المركزية (سي.اي.ايه) أو وزارة الخارجية. 

وأبلغ الضابط العراقي وكان برتبة رائد وكالة مخابرات الدفاع عام 2002 أن بغداد لديها معامل متنقلة لاجراء أبحاث عن الاسلحة البيولوجية وهو ما دفع المخابرات الى الاعتقاد بوجود قدرات عراقية لانتاج أسلحة دمار شامل. وتواجه الادارة الاميركية منذ حرب العراق انتقادات بأنها بالغت من حجم التهديد الذي شكله العراق وبخاصة مع عدم العثور على أي أسلحة بيولوجية أو كيماوية هناك. 

وتجري حاليا لجان مخابرات تابعة للكونغرس ووكالة السي.اي.ايه ولجنة شكلها البيت الابيض في الاونة الاخيرة تحقيقات بشأن مدى دقة المعلومات التي وردت للولايات المتحدة قبل الحرب. وفي البداية وجدت وكالة مخابرات الدفاع التي التقت مع الضابط العراقي خارج الولايات المتحدة والعراق أن معلوماته يمكن تصديقها واجتاز الضابط اختبارا أوليا لكشف الكذب. لكن مع اجراء مزيد من المناقشات اتضح أنه يبالغ في بعض المعلومات ومن ثم أخضعته الوكالة لاختبار اخر بجهاز كشف الكذب أخفق الضابط في اجتيازه. 

وقال مسؤول أميركي طلب عدم ذكر اسمه ان الضابط العراقي بالغ في معلوماته بشأن من كان على معرفة بهم وما كان على علم به في عدة أمور. ومن ثم أصدرت وكالة مخابرات الدفاع في ايار/مايو 2002 تحذيرا الى أجهزة المخابرات بالنظر بعين الشك في أي معلومات من ذلك المصدر. لكن محللي المخابرات أغفلوا التحذير ووردت المعلومات التي قدمها الضابط العراقي بشأن وجود معامل للاسلحة البيولوجية في تقرير المخابرات الصادر في أكتوبر تشرين الاول/اكتوبر عام 2002 عن تقييم قدرات العراق الخاصة بانتاج أسلحة محظورة. 

وتعيد وكالات المخابرات الاميركية النظر في مجموعة واسعة من المعلومات منها مواد ومصادر أخرى قدمها المؤتمر الوطني العراقي قبل الحرب ومن المرجح ظهور أوجه تعارض أخرى. وقال جورج تينيت مدير السي.اي.ايه في كلمة ألقاها في الخامس من الشهر الحالي يتعين أن أعلمكم بأننا نجد أوجه تناقض في بعض المعلومات التي قدمتها مصادر قبل الحرب بشأن انتاج أسلحة بيولوجية يمكن نقلها. 

وتابع ولاننا لا نتمكن من الاتصال بأهم المصادر في هذه المسألة اتصالا مباشرا فاننا لم نتمكن بعد من تفسير أوجه التعارض. وقال مسؤول أميركي ان تينيت كان يشير الى مصادر أخرى غير الضابط العراقي المذكور. 

وفي هذا السياق، سعى الرئيس الاميركي جورج بوش للرد على انتقادات توجه له بأنه بالغ في تقارير المخابرات قبل حرب العراق بقوله ان ما خلص اليه من أن بغداد تملك أسلحة محظورة هو ما خلص اليه الكونغرس الاميركي ومجلس الامن الدولي. وأدلى بوش بهذه التصريحات خلال لقاء أمس الثلاثاء مع جنود أميركيين يستعد بعضهم للذهاب للعراق وعاد البعض الاخر لتوه من هناك. 

ومسألة معلومات المخابرات قبل الحرب وكيفية استغلال ادارة بوش لها هي قضية رئيسية في حملة الانتخابات الرئاسية هذا العام بعد أن أعلن ديفيد كاي مفتش الاسلحة الاميركي المستقيل انه يبدو أن معلومات المخابرات التي أشارت الى وجود أسلحة دمار شامل في العراق كانت خاطئة. ويتهم الديمقراطيون بوش الجمهوري بالتهويل وتضخيم التهديد لتبرير الغزو. 

وتعتزم لجنة المخابرات التابعة لمجلس الشيوخ الاميركي التحقيق لمعرفة ما اذا كان مسؤولون كبار بالادارة قد بالغوا في معلومات المخابرات أو أساءوا استخدامها. وقال بوش ادارتي نظرت الى معلومات المخابرات ورأت خطرا. وأضاف أعضاء الكونجرس اطلعوا على نفس المعلومات ورأوا خطرا. كما اطلع مجلس الامن التابع للامم المتحدة على المعلومات نفسها ورأى خطرا. توصلنا لنتيجة منطقية وهي ان صدام حسين الرئيس العراقي السابق يشكل خطرا. 

واضافة الى ذلك قال بوش ان الرئيس السابق بيل كلينتون والكونغرس الاميركي عام 1998 جعلوا سياسة الولايات المتحدة هي تغيير النظام في العراق. وصرح بوش بانه ليس لديه شك في قراره شن الحرب بصرف النظر عن التوصل الى أدلة دامغة على وجود أسلحة دمار شامل في العراق. 

وتابع صدام حسين أبدى تحديا وكان أمامنا خيارا خاصا بنا .. اما أن نثق في كلمة رجل مجنون أو أن نتخذ اجراء للدفاع عن أميركا والعالم. وأمام هذا الخيار سأختار الدفاع عن أميركا كل مرة. وزار الرئيس الاميركي فورت بولك وهي قاعدة للتدريب العسكري في وسط لويزيانا لدعم معنويات الجنود. وقتل اثنان من جنود فورت بولك من الفرقة المدرعة الثانية الاسبوع الماضي في تفجير قنبلة في العراق. وتناول بوش الغداء مع جنود من اللواء 39 وهم اعضاء في وحدة الحرس الوطني في اركنسو والذين سيبدأون مهمتهم في العراق في اذار/مارس—(البوابة)—(مصادر متعددة)