لا يكف النظام السوري عن الترويج لوجود "مؤامرة كونية" على حد قوله لضرب استقرار سوريا وأمنها وممانعتها، إلا أن كلا من قناة الدنيا السورية والتلفزيون الرسمي السوري قد ذهبتا بعيدا في محاولاتهما لإثبات هذه المؤامرة إلى حد لا يصدق.
وبرغم كون قناة الدنيا غير مملوكة للنظام السوري، إلا أن علاقة مالكها رجل الأعمال السوري "رامي مخلوف" بالنظام لا تخفى على أحد؛ فهو ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد وأحد المقربين والمنتفعين من النظام الأمر الذي مكنه من بناء وتوسيع إمبراطوريته التجارية مستفيدا من هذه العلاقة.
منذ اندلاع الأزمة السورية في مارس/آذار 2011، داومت قناة الدنيا على تقديم صورة مشرقة للنظام وللوضع في سوريا عموما إلى درجة بدت فيها القناة ومراسلوها وكأنهم في حالة "انفصال عن الواقع"، فالأوضاع الأمنية مستقرة والشعب السوري لا يشكو من شيء وكل ما يعرض على الشاشات الأخرى ما هو إلا "فبركات" ومحاولة لزعزعة الأمن من قبل أعداء سوريا.
على مر الأشهر الماضية؛ تعرضت قناة الدنيا والإعلام السوري لفيض من الانتقادات وموجات السخرية بسبب تقارير عدة حاولت فيها إثبات نظرية المؤامرة على سوريا، حيث زعم مذيعوها أن قناة العربية تبعث برسائل مشفرة إلى الثوار من خلال نشرة الطقس وأن مباراة لفريق برشلونة بثتها "الجزيرة الرياضية" ما هي إلا رسائل أخرى لمقاتلي المعارضة تنقلها حركات وتمريرات اللاعبين على أرض الملعب!.
وقد يكون كل ما ذُكر سابقا من قبيل السخرية واللهو إلا أن تغطية مذيعة قناة الدنيا "ميشلين عازر" لمجزرة داريا في ريف دمشق قد جرّت على المذيعة والقناة وابلًا من الانتقادات القاسية والتوبيخ بعد أن ظهرت "ميشلين" التي نالت لقب "مذيعة الشيطان" في أبهى حلة وهي تغطي المجزرة وتجري المقابلات مع الضحايا المحتضرين بدلا من أن تهرع لإسعافهم!.
وفيما يبذل المسوولون في القناة قصارى جهدهم لدعم النظام السوري، يسترخي مالكها رامي مخلوف في مقره الجديد في إمارة دبي، بعد أن اختار نقل أعماله التجارية إلى هذه المدينة الخليجية إثر اندلاع الأحداث في سوريا بفترة بسيطة.
شاركنا برأيك في التعليقات: هل تعتقد بأن الوقائع التي تنقلها قناة الدنيا والإعلام السوري الرسمي حقيقية أم مفبركة؟.