معهد مصدر والمدرسة الاتحادية للعلوم التطبيقية في لوزان ينظمان ورشة عمل حول الطاقة النظيفة والشبكات الذكية لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي

أعلن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، والمدرسة الاتحادية للفنون التطبيقية في لوزان بسويسرا، اليوم عن تعاونهما من خلال تنظيم ورشة عمل متخصصة على مدى يومين لتسليط الضوء على أهمية وجدوى تطبيقات الطاقة النظيفة والشبكات الذكية في أنظمة الطاقة الذكية في المناطق الحضرية.
وتعتبر ورشة العمل، التي عقدت يومي 10 و11 يونيو بعنوان "الطاقة النظيفة والشبكات الذكية في منطقة الخليج: الإمكانات والتطبيقات"، الثانية ضمن سلسلة من الفعاليات التي تعنى بأنظمة الطاقة الذكية في المناطق الحضرية. وقد تناولت ورشة العمل في يومها الأول موضوع الشبكات الذكية، بينما ركزت في اليوم الثاني على الطاقة النظيفة.
وشهدت الورشة في أبوظبي حضور ما يزيد على 30 أخصائياً من صانعي القرار والمدراء والأكاديميين من المنطقة، حيث غطوا طيفاً واسعاً من المجالات، ومنها الطاقة، والأنظمة الذكية، إضافة إلى السياسات العامة والحوكمة. وهدفت الفعالية إلى المساهمة في بناء مجتمع من الخبراء في إدارة وحوكمة نظم الطاقة الذكية في المنطقة وخارجها.
شهدت الورشة نقاشات بناءة تحدث خلالها الدكتور ماتياس فينغر من المدرسة الاتحادية للعلوم التطبيقية في لوزان، والدكتور سغوريس سغوريديس، من برنامج هندسة وإدارة النظم في معهد مصدر، والدكتور بيتر أرمسترونغ، من برنامج الهندسة الميكانيكية في المعهد، عن أحدث المستجدات في بحوث الشبكات الذكية، حيث سلطوا الضوء على المزايا المحتملة التي يمكن أن تحققها البنى التحتية الذكية لمنطقة ذات مناخ جاف وحار مثل دول مجلس التعاون الخليجي. كما تطرقوا إلى البحوث الجارية في كل من معهد مصدر والمدرسة الاتحادية للعلوم التطبيقية في لوزان، موضحين أن الإدارة الجيدة لهذه البنى التحتية يمكن أن تجعل من الطاقة النظيفة والذكية واقعاً ملموساً. وشملت الأبحاث التي جرى تسليط الضوء عليها خلال الحدث، تحليل سلوك تلبية الطلب في برامج التحفيز المختلفة، وإمكانية التبريد المسبق للمباني بهدف خفض الطلب على التبريد في ساعة الذروة، والهيكل المؤسسي اللازم لتنفيذ الشبكات الذكية بنجاح.
وتخلل أعمال الورشة جلسة حول تحديات تطبيقات الشبكة الذكية تحدث خلالها كل من، عثمان أحمد من شركة سيمنز، وتيم بيك من شركة آي بي إم، ودوهيون جوه من المعهد العالمي للنمو الأخضر في أبوظبي، حيث ناقشوا العديد من الموضوعات ذات الصلة ومنها الشبكات الذكية في المدن كوسيلة لتحسين أداء نظم الطاقة في المناطق الحضرية. وتطرق المشاركون أيضاً إلى مختلف جوانب إدارة وتنظيم الشبكات الذكية، بما في ذلك المسارات المحتملة لتنميتها.
وفي وقت لاحق، ناقش رامز علايلة، من مكتب التنظيم والرقابة في أبوظبي، وبروس سميث من هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، وكاتارينا يوهروفا حاصباني من المجلس الأعلى للطاقة في دبي، المفاهيم المرتبطة بالإدارة الرشيدة للشبكات الذكية ونظم الطاقة الذكية، حيث سلطوا الضوء على جهود مكتب التنظيم والرقابة في أبوظبي، وهيئة مياه وكهرباء أبوظبي، والمجلس الأعلى للطاقة في دبي بشأن تطوير ونشر العدادات الذكية في المنطقة.
وفي اليوم الثاني، قدم بيير روسل من المدرسة الاتحادية للعلوم التطبيقية في لوزان، وهانس راينيش من برايس ووترهاوس كوبرز، والدكتور سغوريس سغوريديس، وجهات نظرهم خلال جلسة بعنوان "الطاقة النظيفة ومنطقة الخليج". وتناولت الناقشات عدداً من المواضيع ذات الصلة بالطاقة النظيفة في المدن، بما في ذلك الشبكات الصغيرة ضمن الشبكات الحضرية، ومقارنات بين التقنيات، والتحديات التي تواجهها دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى الجدوى الاقتصادية لتقنيات الطاقة النظيفة وتخزين الطاقة، وحوكمة وتنظيم نظم الطاقة النظيفة، بما في ذلك الاستثمارات.
وهدفت ورشة العمل إلى تحديد التحديات والفرص المرتبطة بانتقال نظم الطاقة في المناطق الحضرية إلى ممارسات الطاقة النظيفة. كما تطرقت إلى كيفية الاستفادة من المعلومات، ولا سيما الاستخدام الفعال لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في التأسيس لممارسات الطاقة النظيفة في المناطق الحضرية. وبحث المشاركون أيضاً في إمكانية وضرورة تحسين إدارة هذا النوع من الأنظمة الذكية للطاقة في المناطق الحضرية. وبنهاية الجلسة، أتيحت للمشاركين فرصة زيارة مشاريع الطاقة المتجددة التي يتم اختبارها وتنفيذها حالياً في مدينة مصدر.
وقال الدكتور سغوريس سغوريديس: "تمثل الشبكات الذكية المفتاح الأساسي من أجل التطبيق الفعال لحلول الطاقة المتجددة وإدارة الطلب على الطاقة، وخصوصاً في ساعات الذورة خلال فصل الصيف. وأما في برامج التحفيز، حيث أنه بدلاً من التسعير، يتم منح مستخدمي الشبكة الذكية فرصة الاستفادة من خفض الاستهلاك في أوقات الذروة، وهذا أمر يتلائم بشكل جيد مع بيئة التعرفة الحالية، كما يوفر فوائد كبيرة للمستخدمين والحكومات التي تستفيد من انخفاض مستوى استهلاك الطاقة. وقام الخبراء المشاركون في الورشة بتحليل وتحديد المجالات التقنية والمؤسسية التي يجب التركيز عليها من أجل تطبيق مثل هذه الأنظمة الذكية. ونحن واثقون بأن الحدث قدم رؤى واضحة ومفيدة للمشاركين حول عملية الانتقال من النظم الحضرية الحالية، إلى ممارسات الطاقة النظيفة".
وقال الدكتور ماتياس فينغر: "أوضحت ورشة العمل هذه ضرورة أن يتم التعامل مع التكنولوجيا والمؤسسات كطرفين لا غنى لأحدهما عن الآخر. وإن الاستفادة من إمكانات تكنولوجيا الشبكات الذكية والطاقة الذكية لا يمكن أن تتحقق إلا إذا بادرت جميع الجهات المعنية، بما في ذلك المرافق العامة، والمنظمين وصانعي القرار، إلى القيام بالأدوار المنوطة بهم، مع التنسيق الجيد لهذه الأدوار. وبعبارة أخرى، تعتبر التكنولوجيا والمؤسسات طرفان متكاملان، وينطويان على إمكانات فريدة من حيث زيادة كفاءة الطاقة وخفض الاستهلاك".
يذكر أن معهد مصدر، الذي تم تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يوفر لطلابه فرصاً مميزة في شتى ميادين البحوث العلمية، بدءاً بالبحوث النظرية ثم التطبيقية وانتهاءً بمرحلة التسويق التجاري. ويهدف المعهد، عبر ما يوفره من مرافق حديثة للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا النظيفة، إلى الإسهام في دعم التنوع الاقتصادي في الدولة من خلال تطوير الابتكارات التقنية وإعداد الموارد البشرية اللازمة. كما يلتزم المعهد عبر كادره التدريسي المتخصص وطلابه المتميزين، بإيجاد حلول لتحديات الطاقة النظيفة والتغير المناخي.