مجلس سامينا يدعو إلى اتخاذ التدابير اللازمة للحد من التعرض للترددات اللاسلكية

دعا مجلس سامينا، تحالف شركات الاتصالات الرائد الذي يغطي ثلاث مناطق من العالم (جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، لاتخاذ إجراءات من شأنها التصدي للأخطار الناجمة عن التعرض البشري للترددات اللاسلكية (RF). وحث المجلس على اتباع نهج شامل مؤلف من ثلاث خطوات لتقييم الحدود الآمنة وتوحيدها بما يتماشى وتوصيات منظمة الصحة العالمية (WHO) والتوافق العالمي، على ضوء التوسع الكبير الذي تشهده شبكات الاتصالات الجوالة حول العالم.

وفي دراسته الرامية لتحديد إطار العمل اللازم لدعم المبادرات العالمية والحد من التعرض للترددات ووضع الضوابط اللازمة، قام المجلس بتقييم الوضع الراهن وحدود التعرض الحالية في الأسواق العالمية الأخرى، والمبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية لتحديد ما يعد تعرضاً آمناً. وبعد رصد الوضع الراهن، خلصت الدراسة إلى أن القلق الحالي حيال هذه المسألة ناجم عن تناقل الأقاويل التي تربط التعرض للترددات اللاسلكية بآثار ضارة على صحة الإنسان. ووفقاً للدراسة، تعزى المخاوف إلى التفاوت في المعايير العلمية التي تنظم التعرض للترددات اللاسلكية فضلاً عن التباين بين المفاهيم والتقاليد الصحية بين منطقة وأخرى. ويرجع تعرض الناس للمزيد من طاقة الترددات اللاسلكية إلى ازدياد الاعتماد العالمي على خدمات الاتصالات الجوالة والحاجة إلى تغطية أشمل للشبكة وسعة أكبر ونوعية أفضل للخدمات وكثافة أكبر للتغطية.

وقال السيد بوكار ايه با، الرئيس التنفيذي لمجلس سامينا: "برغم وجود توصيات من منظمة الصحة العالمية ومبادئ توجيهية لحدود التعرض الآمن، فإن التباينات بين مستويات التعرض للترددات اللاسلكية والسياسات المعتمدة لا تزال قائمة. ولمعالجة هذه المسألة، نوصي بإجراء بحوث شاملة تستند على عملية من ثلاث خطوات، تقوم على رصد أعمق وأكثر دقة لآثار التعرض للترددات اللاسلكية، ووضع مجموعة موحدة من معايير مستوى التعرض لهذه الترددات في جميع أنحاء المنطقة. ولبدء ذلك، نحث جميع الأطراف المعنية على إجراء تحقيق بالتعاون مع الاتحاد العالمي للجوال GSMA ومنتدى مصنعي الهاتف المحمول MMF، بما يحقق المصلحة الأكبر لقطاع الاتصالات والمستهلكين والبيئة في هذه المنطقة".

وتتجلى التوصيات الرئيسة للمجلس بما يلي:

قيام وكالات الصحة العامة المستقلة بإجراء تحقيق حول التعرض البشري للترددات اللاسلكية يعتمد على بحوث مستفيضة وتقييم آراء الخبراء السابقة، بما يمكنها من مواجهة كافة مخاوف الأطراف المعنية.

الدعوة إلى تبني سياسات متجانسة تستند على أسس علمية ومعايير معتمدة ولوائح تنظيمية معتمدة على توصيات منظمة الصحة العالمية.

التحقق من مطابقة شبكات البث اللاسلكي والأجهزة لمتطلبات معايير الحد من آثار التعرض للترددات اللاسلكية. 

وقال شريف عيسى، رئيس قسم الصحة والبيئة في موبينيل مصر ونائب رئيس مجموعة السياسات الصحية للاتحاد العالمي للجوال GSMA: "سعدت كثيراً لمشاركتي في تطوير مثل هذه الوثيقة الغنية والموجزة والمباشرة التي قدمها مجلس سامينا. وتجسد هذه الوثيقة جل ما نحتاج إليه في عالمنا المزدحم، نظراً لمعالجتها القضايا الرئيسية المتعلقة بالتعرض للترددات اللاسلكية وتوفير الأرقام الأساسية بدقة متناهية، مما يجعلها مرجعاً ناجعاً لجميع العاملين في قطاع الاتصالات الجوالة والمجموعات المعنية وعامة الجمهور".

وأثنى المجلس في وثيقته على اتخاذ الهيئات التنظيمية زمام المبادرة وتسليطها الضوء على هذه القضية المهمة، وخص على سبيل المثال لا الحصر كلاً من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات (CITC) في المملكة العربية السعودية وهيئة الاتصالات الباكستانية (PTA) وهيئة تنظيم الاتصالات في البحرين (TRA). وأشاد المجلس بهذه المبادرات لا سيما في غياب مستويات معتمدة ولوائح تنظيمية للتعرض للترددات اللاسلكية في منطقة جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتتحمل جميع الجهات الإقليمية الفاعلة، بغض النظر عن حجمها، مسؤولية إجراء تحقيق في جميع القضايا المتعلقة برفاه المستهلك أو السلامة البيئية، فضلاً عن تحققها من الامتثال للتوصيات الدولية.

وقد خلصت الدراسة إلى أن مجلس سامينا يدعم المبادرات التي تقيم على نحو فعال مدى التقيد بحدود التعرض للترددات اللاسلكية وتعالج القضايا التي تشغل الرأي العام، وتضمن في الوقت نفسه توافق مستويات التعرض للترددات اللاسلكية، الناجمة عن مواقع هوائيات الإرسال أو الهواتف الجوالة، مع متطلبات التصميم للعمل ضمن التوصيات الدولية ذات الصلة في نفس الوقت.