خريجو مؤسسة قطر يردون الجميل للمجتمع بالعمل لتحقيق ازدهار ونماء الدولة

يعكس خريجو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، الذي تم تكريمهم مساء الثلاثاء 5 مايو 2015، التزام المؤسسة بتخريج أجيال من الكوادر الشابة المتعلمة والمدربة، القادرة على خدمة مجتمعها والمساهمة في تحقيق النماء والازدهار للدولة.
ويقدم الخريجون المكرّمون نموذجاً مشرقا ًعن مخرجات الدورة التعليمية المميزة لمؤسسة قطر التي تقدم بيئة أكاديمية فريدة لاستقطاب طلاب العلم من مختلف المراحل العمرية والتعليمية، بدءاً من سن الستة أشهر وحتى الدراسات العليا. وضمن هذه الدورة، تقدم جامعة حمد بن خليفة والجامعات الشريكة لمؤسسة قطر في المدينة التعليمية تجربة متميزة من خلال البرامج المتعددة للدراسات العليا. إذ تقدم برامج تعليمية منتقاة بعناية، تدعم مسيرة الازدهار وتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 الرامية إلى بناء مجتمع يتمتع بالمسؤولية الاجتماعية وقادر على لعب دور فاعل في نمو وتطور دولة قطر.
وتحقق هذه الدورة رؤية ورسالة مؤسسة قطر الرامية إلى إطلاق قدرات الإنسان، إذ تصب مخرجات هذه الدورة المتكاملة في خدمة المجتمع القطري من خلال تخريج أجيال من الشباب الذين يعملون لردّ الجميل لمجتمعهم، والإفادة من الخبرات التي اكتسبوها ضمن هذه الدورة التعليمية في خدمة الوطن.
ومن هؤلاء الخريجين الواعدين نجد إبراهيم الهاشمي الذي تخرّج من جامعة نورثويسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، حاملاً شهادة بكالوريوس العلوم في التواصل الإعلامي. وحتى قبل تخرجه، سعى الهاشمي إلى المساهمة إيجاباً في خدمة مجتمعه، مستفيداّ من منحة قدّمها له الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، التابع لمؤسسة قطر، ليعمل من خلالها على تطوير حملة للقيادة الآمنة للسيارات. ويقول: "
أفخر بعملي في هذا المشروع. فلو استطعنا إنقاذ حياة إنسان واحد، أو حتى تغيير سلوك شخص واحد، سيكون ذلك كافياً بالنسبة لي. أعتقد هذا هو أعظم إنجاز حققته في السنوات الأربع الماضية. وبعد تخرّجي، سأستمر في العمل على هذه الحملة لأنّ شغفي بهذا الموضوع يحتم علي ذلك. إنها فرصتي لكي أرد الجميل للمجتمع القطري".
وعن الفرصة التي قدّمتها له مؤسسة قطر للعمل في هذا المشروع، يقول الهاشمي: "أنا ممتن جداً لمؤسسة قطر، فقد حصلنا على منحة من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، وهو عضو في مؤسسة قطر. بالفعل، أشعر بالكثير من الولاء لهذه المؤسسة التي قدمت لي الكثير على مدى السنوات الأربع الماضية. فأنا أشعر بأنني في بيتي هنا. وأقدم شكري أيضاً لجامعة نورثويسترن في قطر لإعطائي فرصة تطبيق ما تعلمته من دراسات الإعلام والبحث الاجتماعي على أرض الواقع".
أما بتول السيد، التي تخرجت من كلية لندن الجامعية قطر، ماجستير الآداب في دراسات المكتبات والمعلومات فقد عملت على مشروع للتوعية البيئية بين مختلف طلاب المدارس القطرية. وتقول الشابة "لقد كان العمل على هذا المشروع أحد الإنجازات التي افتخر بها خلال سنوات دراستي الجامعية".
وتشرح المشروع بالقول: "لقد كان مشروعاً تعليمياً حول البيئة، وهدف للذهاب إلى المدارس المختلفة في قطر وتحضير مواضيع ذات صلة بالبيئة، فضلاً عن مناقشة قضايا على نسق: لماذا الاهتمام بهذا الموضوع، وما هي طبيعة البيئة هنا".
وتشير بتول إلى أهمية توفير الأدوات التي يمكنها إحداث تغيير إيجابي، بما يعود بالمنفعة على دولة قطر، فتقول: "أعتقد بأن التعليم هو الأهم، فإذا لم نعلّم الناس، فلن يتمكنوا من إدراك أهمية أي موضوع. وإذا لم يكونوا واعين بقضية ما، فإن هذه القضية لن تجد حلولاً لها". وتضيف: "أشعر بأن لديّ التزام يومي لردّ الجميل لدولة قطر، فقد حان دورنا لفعل ذلك".
وقد شاركت بتول، مع زملائها، بتقديم مشروعهم داخل دولة قطر، وفي الخارج، وتحديداً في البحرين والكويت والدنمارك. وهي تتطلع للاستمرار في نشاطها، لتطوير هذا المشروع، وإكماله حتى النهاية، وتقول: "نحن نفكر حالياً بطلب المساعدة من معهد التعليم العالي، بهدف السير قدماً والعمل مع عدد أكبر من المدارس، وتقييم كيفية تحويل المشروع إلى نظام متكامل".
وإلى جانب الخريجين الجدد، يواصل خريجو مؤسسسة قطر السابقين لعب دور فاعل ومؤثر في المجتمع. ومنهم علي الأنصاري الذي تخرج من برنامج الجسر الأكاديمي في عام 2006، وتخصّص من بعد ذلك في السياسة الدولية بجامعة جورجتاون في قطر، وهو يعمل حالياً في شركة شِل قطر كمدير العلاقات الإعلامية. ويشيد الأنصاري بالدورة التعليمية التي وفرتها له مؤسسة قطر، وزوّدته بالمقدّرات والمهارات التي مكنته من النجاح والتميز في عمله بشركة شِل. ويقول: "من خلال الالتحاق بأي من جامعات المدينة التعليمية، ستضمن الحصول على مستوى دراسي من أرقى الجامعات العالمية، ووفق أفضل النظم التعليمية المعروفة".
ويحمل الأنصاري شغفاً بالعمل على مشاريع المسؤولية المجتمعية للشركات، والمساهمة من خلالها في تنمية المجتمع المحلي. فيقول: "لدى شركة شِل برنامج متعمق للمسؤولية المجتمعية، يتوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030. أحاول دائماً أن أرد الجميل لمجتمعي، ومن خلال عملي، يصبح هذا الأمر سهلاً لأنني أعمل في مجال المسؤولية المجتمعية في شركة للنفط والغاز تهتم بذلك".
ويضيف بالقول: "كان أحد المشاريع التي عملت عليها ولدي اهتمام كبير بها هو برنامج "تحدي المشاريع". وهو عبارة عن مقدمة للأعمال التجارية الصغيرة إلى المتوسطة، إذ من خلال المحاكاة الحاسوبية يتيح البرنامج للطلاب تجربة تكوين الشركات واختيار المنتجات للبيع، ومن ثم منافسة الحاسوب. ونقوم أيضاً بالاستفادة من مساهمة مرشدين يتطوعون للعمل مع الطلاب لتعليمهم أساسيات التجارة، وأخلاقيات العمل، وأن الربح ليس أهم شيء".
ويختم الأنصاري بالقول: "إنها طريقتنا لرد الجميل للمجتمع، لأن خريجي اليوم سيصبحون صناع القرار في المستقبل. فهناك الكثير من الأمور الصغيرة التي يمكننا عملها للإسهام في تطوير الإنسان، وتنمية المجتمع، وتنمية البيئة. وفي كثير من الأحيان، ما يهم هو الجهد الذي نبذله للحضور والقيام بدورنا في العمل. فجميعنا جزء من هذه الرحلة، وإذا ما قمنا بدورنا، فسنتمكن بمشيئة الله من دعم بلادنا للوصول إلى أهدافها".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.