جورجتاون تتحدى النظريات التقليدية للنوع الاجتماعي في الدورة المقبلة من مؤتمر المرأة كاتبة لحياتها

تعود جامعة جورجتاون قطر مجدداً أخرى لتفتح آفاقاً جديدة في النقاشات حول الدراسات النسائية خلال الدورة السنوية المقبلة من مؤتمرها الدولي متعددة التخصصات في الدوحة. وسوف ينعقد المؤتمر يومي 20 و21 مارس تحت عنوان "المرأة كاتبة لحياتها"وهو مفتوح أمام عامة الجمهور ويشارك فيه عدد من كبار العلماء والمفكرين المهتمين بدراسات النوع الاجتماعي من جامعات ومؤسسات مختلفة حول العالم. وسيتم توفير الترجمة الفورية في جميع جلسات المؤتمر.
ويأتي انعقاد الدورة الحالية من المؤتمر بناء على خلفية ونجاح دورته الافتتاحية التي عقدت في 2006 وحملت عنوان "المرأة العربية بين الماضي والحاضر: المشاركة والديمقراطية". وكما في الدورة السابقة، يسلط مؤتمر هذا العام الضوء على الحقائق والتجارب التي تعيشها النساء في أعقاب التغييرات الهائلة التي شهدها العالم في الثقافة والتكنولوجيا خلال القرن الحادي والعشرين، مع التركيز على بلدان العالم النامي.
وتعليقاً على تحول تركيز المؤتمر من الأبحاث التقليدية إلى الموضوع الحالي، قالت الدكتورة أميرة سنبل، أستاذة التاريخ في جورجتاون قطر وعضو اللجنة المنظمة للمؤتمر: "حتى الآن، ركزت معظم بحوث النوع الاجتماعي بشكل واسع على الكتابة عن النساء باعتبارهن ضحايا، وجميعنا قد شارك في دراسة "مشكلات المرأة"، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط. لكن اهتمامنا في هذا المؤتمر ينصب بشكل أكبر على إبراز النساء كعناصر فاعلة تشارك في الحراك الاجتماعي والإنتاج الاقتصادي لمجتمعاتهم، كما نركز على مشاركة المرأة في صنع القرار في حياتهن اليومية".
وأضافت أن التركيز على هذا الموضوع في النقاشات حول دراسات النوع الاجتماعي يتسم بأهمية خاصة من منظور السياسات الحكومية. وأوضحت قائلة: "إذا كان الهدف هو تغيير القوانين التي تؤثر على النساء، كتلك المتعلقة بحماية حقوق المرأة أو تحقيق المساواة في الرواتب، فعلينا إذاً أن نسلط الضوء على ما تقوم به النساء فعلياً لكي تكون القوانين أكثر قدرة على مواكبة الواقع الحياتي للنساء. فهذا النهج يساعد في تمكين ودعم دراسات المرأة على نحو أكبر، كما يساعد على كشف الحقائق حول دور المرأة في المنزل والعمل وفي أي مجال آخر. إن غايتنا هي تسليط الضوء على الجوانب المفقودة في دراسات المرأة التي أجريت سباقاً".
وتبدأ أعمال اليوم الأول من المؤتمر عند الساعة 09:00 بجلسة نقاش حول المناهج الجديدة للبحوث المتعلقة بقضايا المرأة. وتشمل الجلسات اللاحقة خلال اليوم: "التفاوض على النواحي (غير) القانونية: القانون والدولة"، و"الحياة وسبل العيش والأرض"، وكذلك جلسة يقوم بها طلاب جورجتاون قطر الحاليين يناقشون خلالها موضوع "العنف الجنساني والمواطنة والدولة".
وتتناول جلسات اليوم الثاني أيضاً مواضيع متعددة، ومنها "حياة جدلية؛ سياسة الجسم" و"المرأة (غير) المرئية؛ جماليات (إعادة) تقديم المرأة"، وأمسية بعنوان "مشاركة الحكاوي في رواية القصص"، حيث ستتاح للمشاركين وأفراد الجمهور الذين يسجلون لحضور الجلسات فرصة استكشاف مواضيع المؤتمر في أجواء ودية غير رسمية. كما يستذكر الحدث أيضاً الكاتبة وعالمة المجتمع المغربية الشهيرة فاطمة المرنيسي، التي اشتهرت بجهودها الريادية فيما يخص المساواة بين الجنسين في الإسلام.
وستقام في ثالث أيام المؤتمر ورشة عمل أرشيفية بمشاركة المجلس الأعلى للأبحاث العلمية في أسبانيا، تحت عنوان "المرأة كاتبة لحياتها من منظور تاريخي"، حيث سيتم إلقاء المزيد من الضوء على جوانب من الحياة اليومية للمرأة أثناء فترة الحضارة العربية في شبه الجزيرة الأيبيرية، وستختتم بجلسة في جامعة قطر ينظمها عدد من الخبراء البارزين في مجال دراسات المرأة بعنوان "التمزق والاستمرارية في حياة المرأة العربية". وسوف تركز النقاشات في الجلستين الأخيرتين بشكل خاص على العالمين الإسلامي والعربي.
يشار إلى أن المؤتمر مفتوح أمام عامة الجمهور. ويمكن الحصول على المزيد من المعلومات حول تفاصيل المؤتمر وكيفية الحضور من خلال الموقع الإلكتروني للجامعة.
خلفية عامة
جامعة جورجتاون قطر
تأسست جامعة جورجتاون في العام 1789 في واشنطن العاصمة، وهي واحدة من المؤسسات الأكاديمية والبحثية الرائدة في العالم. وفي العام 2005 أبرمت الجامعة شراكة مع مؤسسة قطر تأسست بموجبها جامعة جورجتاون قطر التي تسعى منذ تدشينها إلى التأسيس على السمعة العالمية التي اكتسبتها الجامعة عبر التعليم والبحوث وخدمة المجتمع. واستلهامًا لرسالة الجامعة المتمثلة في تعزيز الفهم الفكري والأخلاقي والروحي، تهدف جامعة جورجتاون قطر إلى الارتقاء بالمعرفة وتوفير تجربة تعليمية شاملة يعود نفعها على الطلاب والمجتمع بما يسهم في بناء أفراد يتمتعون بحس المواطنة العالمية ويلتزمون بخدمة البشرية.
تتخذ جامعة جورجتاون قطر من المدينة التعليمية في العاصمة القطرية الدوحة مقرًا لها، وتقدم برنامج بكالوريوس العلوم في الشؤون الدولية، وهو نفس البرنامج الأكاديمي المرموق والمعترف به دوليًا الذي تقدمه الجامعة في حرمها الرئيسي بواشنطن العاصمة. ويهدف هذا البرنامج الفريد متعدد التخصصات إلى إعداد الطلاب لمعالجة أهم القضايا العالمية وأكثرها إلحاحًا من خلال مساعدتهم في اكتساب مهارات التفكير الناقد والتحليل والاتصال وصقل هذه المهارات في إطار سياق دولي. ويحظى خريجو جامعة جورجتاون قطر بفرص شغل مناصب وظيفية في منظمات محلية ودولية رائدة تنشط في قطاعات متنوعة مثل التمويل والطاقة والتعليم والإعلام. كما يوفر حرم الجامعة في دولة قطر مقرًا لتقديم برنامجين آخرين للدراسات العليا: الماجستير التنفيذي في إدارة حالات الطوارئ والكوارث، والماجستير التنفيذي في القيادة.