أثار مسلسل "All’s Fair" ضجة واسعة فور عرضه على منصة Hulu، حيث اجتمع في بطولته عدد من الأسماء البارزة مثل كيم كارداشيان، نيسي ناش، وناعومي واتس، إلا أن الصدى الذي حققه لم يكن كما تمنت بطلته، بعدما تلقى تقييمًا صادمًا وصل إلى صفر على موقع Rotten Tomatoes، في واحدة من أكثر الانتقادات قسوة هذا العام.
تدور أحداث العمل، المؤلف من عشر حلقات بإدارة المخرج رايان مور، حول شركة محاماة تقودها امرأة طموحة تسعى لإثبات ذاتها في عالم مهني صعب ومليء بالمنافسة. ورغم الطابع النسوي الذي حاول المسلسل الترويج له، إلا أن النقاد رأوا فيه صورة سطحية لما يفترض أن تكون “دراما عن قوة المرأة”، معتبرين أن الطرح جاء مبالغًا فيه ومفتقرًا إلى العمق.
صحيفة التايمز البريطانية وصفت العمل بأنه "عرض استعراضي على إنستغرام أكثر من كونه دراما حقيقية"، بينما رأت منصة The Wrap أنه "انعكاس ساخر لصورة المرأة كما يتخيلها الرجل"، مليء بالمشاهد الصاخبة والإطلالات المبالغ فيها. أما صحيفة USA Today فذهبت أبعد من ذلك، واعتبرت أن “All’s Fair” هو أسوأ عمل تلفزيوني لعام 2025.
من جهتها، أشارت الناقدة أليسون هيرمان في مجلة فارايتي إلى أن العمل يشبه برامج تلفزيون الواقع التي اشتهرت بها كيم كارداشيان، مضيفة أن الشخصية التي تؤديها "تجسّد أكثر الصور النمطية كسلاً لما يُفترض أن تكون عليه المرأة القوية".
ورغم هذا السيل من الانتقادات، يرى بعض المتابعين أن المخرج تعمد اعتماد أسلوب بصري لافت ومليء بالزخارف البصرية والمشاهد القابلة للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، مستفيدًا من الجدل كوسيلة لانتشار أوسع. فربما كان الهدف منذ البداية خلق عمل "مبتذل بذكاء"، يناسب ذوق المشاهد المعاصر الذي ينجذب إلى المبالغة والضجيج أكثر من الواقعية.
ويشير مراقبون إلى أن التاريخ السينمائي شهد أعمالًا كثيرة لاقت هجومًا عند صدورها قبل أن يعاد تقييمها لاحقًا، مثل فيلم “Showgirls” الذي تحوّل بعد عقود من فشله إلى عمل يُنظر إليه اليوم كظاهرة ثقافية تستحق المشاهدة. وقد يكون “All’s Fair” في طريقه إلى مصير مشابه، إن استطاع أن يحافظ على الجدل الدائر حوله بوصفه عملًا “سيئًا لدرجة أنه يستحق المتابعة”.
