أستاذ في جامعة دبي يتحدث عن 10 سنوات من العيش المستدام

أمام حشد كبير اكتظت به قاعة القبة في مبنى جمارك دبي؛ تحدث الدكتور حسن حسون الدلفي، الأستاذ المساعد في جامعة دبي، الأسبوع الماضي عن 10 سنوات من العيش المستدام قضاها وأسرته في ظل العقوبات الصارمة المفروضة على العراق. العرض التقديمي للدكتور حسون والمحاضرة التالية له كانت في سياق المحاضرة التوعوية السابعة لمجموعة عمل الإمارات للبيئة EEG، وهي مجموعة عمل محترفة كرست نفسها لحماية البيئة من خلال التعليم والبرامج العملية والتفاعل مع المجتمعات المحلية، وتحتفل هذه السنة بعامها العشرين. 

حاضر حسون، الذي بدأ عمله في جامعة دبي في العام 1999، عن العيش المستدام، وهو نمط من الحياة يخفض فيه الفرد من استهلاكه للموارد الطبيعية لكوكب الأرض بحيث يقلل أو حتى، في بعض الحالات، يلغي تماماً الأثر السلبي للفرد على البيئة. فتبعاً للدكتور حسون يمكن للأفراد من خلال إعادة استخدام المواد وتقليل استخدام الموارد والتدوير والترميم أن يخفضوا بصمتهم الكربونية والمساعدة على خلق التوازن بين دورات الحياة الطبيعية على كوكب الأرض. 

الحاجة أم الاختراع كما يقول الدكتور حسون، فبعد عودته إلى العراق في العام 1989 إثر إتمام دراسته في المملكة المتحدة أجبرته العقوبات الصارمة المفروضة على العراق هو وعائلته على الكفاف. ويشرح الدكتور حسون في عرضه كيف زرعت عائلته الخضار وأشجار الفاكهة وربت الدجاج لتأمين الطعام. كل الموارد التي في متناول العائلة تم استخدامها بالشكل الأمثل، فبقايا تقليم الأشجار على سبيل المثال تم استخدامها كوقود للفرن لخبز الخبز والرماد الناتج عن الفرن يذهب إلى قن الدجاج ليستحم الدجاج بالغبار كما هي العادة. 

تحدث الدكتور حسون أيضاً عن النشاطات التي قام بها أطفاله أيضاً خلال تلك الفترة، بما في ذلك تجميع حاسبٍ من القطع المستهلكة وبناء حوض سباحة بـ150 دولاراً أمريكياً فقط: "قررنا بناء حوض السباحة الخاص بنا باستخدام الآجر ومضخة مستعملة لتدوير المياه، وسرعان ما أصبحت عبارة اصنعه بنفسك شعاراً لحياتنا." 

يدرِّس الدكتور حسون المقيم حالياً في دبي القضايا البيئية المعاصرة والرياضيات في جامعة دبي، ويقول: "أنا الآن سعيدٌ بإقامتي في دبي، لقد عشت 6 حروبٍ دامية ووصلت إلى قناعة أن لا فائز في هذه الحروب، وأن كل ما تسفر عنه هو تدمير الناس والبيئة." 

وينصب اهتمام الدكتور حسون على القضايا البيئية المعاصرة المتعلقة بمنطقة الخليج والشرق الأوسط، وقد أدخل 3 مناهج جديدة حول المياه والمستقبل والطاقة والعلوم المدمجة. كما نشر أكثر من 50 دراسةً ومقالاً وفي جعبته أكثر من 30 سنة من الخبرة في التدريس. 

المحاضرة التوعوية هذه هي جزء من المحاضرات الأهلية المجانية لمجموعة عمل الإمارات للبيئة التي تقيمها كل شهرٍ تقريباً والموجهة في كل مرة إلى مجموعة مختلفة تعنى بموضوع المحاضرة. الهدف العام لمجموعة عمل الإمارات للبيئة هو المساهمة بشكلٍ إيجابي في التقدم الحاصل في التنمية المستدامة لدبي والإمارات العربية المتحدة من خلال لعب دور المنبر للناس المهتمين بحماية البيئة والإدارة الرشيدة للنفايات أياً كانت أعمارهم أو جنسياتهم.