تقرير لجامعة نورثويسترن في قطر يدعو إلى النهوض بالبحوث وتوسيع مجال التعليم فيما يخص الإعلام العربي

أصدرت جامعة نورثويسترن في قطر مؤخرا تقريرا يحث الأكاديميين والممارسين على نبذ قيود البيروقراطية والممارسات البالية، التي كبلت تطور مناهج تدريس الإعلام وبحوثه في العالم العربي لعقود.
التقرير الذي جاء بعنوان "من ثورة الإعلام إلى ثورة الشارع: 20 عاما من عمل القنوات الفضائية التجارية العربية" كان ثمرة ندوة استضافتها مؤخرا مدرسة الصحافة والتواصل الإعلامي الرفيعة المستوى في الدوحة. جمعت الندوة أكاديميين ومهنيين من المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة وقطر والأردن من أجل استكشاف آفاق إبداعية للتدريس البحث في الإعلام العربي.
على خلفية الثورات التي تجتاح الشرق الأوسط، يبحث التقرير التغييرات الجارية في البيئة الإعلامية بالمنطقة، ودور دراسة الإعلام، وانعكاسات الانتفاضات الحالية على البحوث، بعد 20 عاما من انطلاق المحطات الفضائية التجارية في العالم العربي.
ويلاحظ التقرير أنه على الرغم من دينامية الصناعات التلفزيونية العربية، غالبا ما يتعرض تدريس وبحوث الإعلام العربي للتحجيم من جراء البيروقراطية والممارسات التي عفا عليها الزمن.
يسلط التقرير الضوء على ثلاثة مجالات محددة مثيرة للاهتمام فيما يتعلق بتدريس وبحوث الإعلام العربي: الانفصام بين المؤسسات الأكاديمية والمؤسسات الإعلامية المهنية، ورواج التحليلات المبتسرة التي غالبا ما تهيمن على النقاش المتعلق بالإعلام العربي، وضيق الأفق وانعدام المنظور التاريخي، وهما سمتان تصفان بدقة وضع تدريس وبحوث الإعلام الناطق باللغة العربية.
ويقترح التقرير "إنشاء وتشجيع هياكل للشراكة والتعاون، تستفيد من الأطر الدولية والتجارب المحلية،" مؤكدا أن أي تعاون يجب أن يشمل كذلك أصحاب المصلحة الفعليين في مجال الإعلام، وهم الأكاديميون والممارسون والصحفيون والمخرجون والفنانون والكتاب.
وتأكيدا على أهمية السجلات التاريخية للأجيال القادمة وللأكاديميين، يشير التقرير إلى أنه "مع مرور 50 عاما على إنشاء التلفزيونات الوطنية و20 عاما على انطلاق المحطات الفضائية التجارية، تبرز حاجة ملحة للتفكير في أرشفة المحتوى الصادر عن كل من وسائل الإعلام التقليدية والبديلة.
ومن بين ما يوصي به التقرير أيضا العمل على استكشاف الأدوات التي تشجع على التفكير الإبداعي والنقدي، وإعادة تصور مفهوم الإعلام العربي ليعكس التعقيدات الناشئة عن التقنيات المتداخلة، والمنتجات متعددة الجنسيات والاقتصادات السياسية المختلفة، وكذلك العمل على توسيع نطاق تحليل الإعلام العربي ليشمل وسائل الإعلام غير التقليدية، ومنها على وجه الخصوص، الإعلام الاجتماعي والبديل والأدائي.
يقول جو خليل، الأستاذ الزائر في جامعة نورثويسترن في قطر والخبير في الإنتاج التلفزيوني والبرامج التلفزيونية العربية، الذي أدار الندوة: "هذه بداية للنقاش حول المناهج الدراسية وجدول أعمال البحوث في حقل الإعلام العربي، وهو حقل تبرز فيه الأهمية البالغة لدور المؤسسات التعليمية والمؤسسات الإعلامية".
ويضيف خليل: "خلقت فكرة هذه الندوة اعتقادا عاما بأن الوقت قد حان للتفكير مليا في مهمتنا كأساتذة وباحثين مهتمين بالمنطقة. المشهد الإعلامي العربي في حالة تغير مستمر من جراء الصحوة العربية، كما أن الوقت ملائم جدا لدراسة تأثير القنوات الفضائية والنظر في القضايا المرتبطة بالمهن الإعلامية، وجداول أعمال البحوث، والأعمال التعاونية."
ويقول إيفريت إي دينيس عميد جامعة نورثويسترن في قطر ورئيسها التنفيذي: "تطمح جامعة نورثويسترن في قطر إلى المساهمة في التعليم الإعلامي في المنطقة من خلال دعم هذا النوع من الندوات وتنفيذ البرامج البحثية والتعليمية التي يحث عليها هذا التقرير."
خلفية عامة
جامعة نورثوسترن في قطر
تأسست جامعة نورثوسترن في قطر في عام 2008 عن طريق المؤسسة الأم جامعة نورثويسترن في مدينة إيفانستون بولاية إلينوي ،بالولايات المتحدة الأمريكية بالشراكة مع مؤسسة قطر. وتستند جامعة نورثويسترن في قطر إلى 150 عاماً من التفوق والإبداع في جامعة نورثويسترن لتعليم الطلاب وإعدادهم للإسهام في تشكيل صناعة الإعلام العالمية سريعة التطور سواء في قطر أو في الشرق الأوسط أو في أي موقع آخر في العالم.
وتقدم جامعة نورثويسترن في قطر مناهج دراسية تقتدي بالبرامج الجامعية المبتكرة الخاصة بكلية التواصل الإعلامي وكلية ميديل للصحافة والإعلام والتواصل الإعلامي المندمج.