قال التلفزيون الرسمي المصري ان عمر سليمان مدير جهاز المخابرات المصري ادى اليمين القانونية لتسلم منصب نائب رئيس الجمهورية الذي كلف احمد شفيق وزير الطيران المدني بتشكيل الحكومة الجديدة، في الوقت الذي اقال الرئيس حسني مبارك ايضا احمد عز امين عام الحزب الوطني الحاكم وسط انباء عن محاولات لاقناع الرئيس المصري بالاستقالة .
ويبدو ان تعيين سليمان الرجل القوي في مصر نائبا للرئيس محاولة لتخدير المتظاهرين المتخوفين من توريث الحكم لجمال نجل مبارك، ويتسلم سليمان رئاسة الجهاز الامني المصري منذ 20 عاما على الاقل الأمر الذي قال مراقبون إنه يفتح الباب أمام إمكانية استقالة الرئيس حسني مبارك من منصبه مع ضمان عدم حدوث فراغ في السلطة.
وبث التليفزيون الرسمي المصري لقطات مصورة تظهر سليمان يؤدي اليمين الدستورية أمام مبارك في القصر الجمهوري بالقاهرة بينما بدا الهزال والإرهاق على الرئيس المصري (82 عاما) الذي يواجه موجة من التظاهرات لليوم الخامس على التوالي للمطالبة بتنحيه عن منصبه الذي قضى فيه نحو 30 عاما.
كما اختار الرئيس المصري حسني مبارك يوم السبت أحمد شفيق وهو قائد سابق للقوات الجوية رئيسا للوزراء ليضمن بذلك أن يشغل المناصب السياسية الثلاثة الارفع في البلاد أشخاص لديهم خلفية عسكرية.
ويحظى أحمد شفيق بالتقدير بشكل عام في أوساط النخبة المصرية بما في ذلك في أوساط المعارضة، كما أن العديد من المحللين قد رشحوه خلال الشهور الأخيرة لخلافة مبارك في حالة حدوث فراغ في رئاسة الجمهورية
في هذه الاثناء اقيل احمد عز أمين التنظيم في الحزب الوطني الديقراطي ، وعز هو أقرب مسؤولي الحزب الى جمال مبارك الامين العام المساعد للحزب وأمين السياسات وهو أبرز صانع حديد في البلاد.
وقال سياسيون وحقوقيون ان عز لعب دورا بارزا في تزوير انتخابات مجلس الشعب التي أجريت العام الماضي لكن الحزب الحاكم قال ان أعمال تزوير فردية وقعت خلال الانتخابات وانها لا تنزع المصداقية عن النتيجة النهائية
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، السيناتور جون كيري، إنه ينبغي على مبارك ونجله الأصغر، جمال، الذي كان يجري إعداده لخلافة والده، "تأجيل طموحات ابنه" من أجل "بدء عملية المتابعة"، مشيراً لإمكانية التوصل لحل سلمي لأزمة مصر وأن على الرئيس المصري، أن "يكون بحق رجل دولة".
وصرح مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية، آثر عدم كشف هويته، إن كلمة مبارك، التي ألقاها منتصف الليل وأعلن فيها إقالة الحكومة، السبت، لم ترق لطموحات الشعب، وقال "الانطباع الأول هو انه شدد على الأمن أكثر بكثير من الإصلاحات."
وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد تحادث هاتفياً مع مبارك عقب خطابه، ودعا نظيره المصري لتبني إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية مختلفة "فغياب هذه الإصلاحات المظالم ستتراكم على مر الوقت" ما سيؤدي لاحتجاجات مماثلة كتلك التي نشهدها هذا الأسبوع."
تاتي تلك التطورات في الوقت الذي دعا المعارض المصري محمد البرادعي السبت الرئيس المصري حسني مبارك إلى الرحيل، فيما ترددت أنباء حول وجود مفاوضات بين الجيش والرئيس لإقناع الأخير بالاستقالة وتسليم السلطة لحكومة انتقالية.
واعتبر البرادعي في مقابلة مع محطة "فرانس 24" أن الخطاب الذي وجهه مبارك للشعب مساء الجمعة "مخيب تماما" للآمال.وفق ما نقل راديو سوا الاميركي وقال المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية "سأنزل اليوم لاشارك مع زملائي في تحقيق طفرة" نحو الإصلاح "ولنؤكد للرئيس مبارك أنه يجب أن يرحل".
وقال البرادعي إنه "عندما يصل نظام إلى هذا التدني ويعامل شخصا حائزا على جائزة نوبل للسلام باطلاق خراطيم المياه عليه لأنه يطالب بحق شعبه بالتظاهر السلمي فإن ذلك يدل على أن هذا النظام في بداية النهاية وأنه قد حان الوقت كي يرحل قبل أن تسوء الأمور ونرى ما لا يحمد عقباه".