أوباما يكثف الضغوط على مبارك

تاريخ النشر: 28 يناير 2011 - 10:10 GMT
متظاهرون في الاسكندرية يمزقون صورا عملاقة لمبارك/أ.ف.ب
متظاهرون في الاسكندرية يمزقون صورا عملاقة لمبارك/أ.ف.ب

دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره المصري حسني مبارك إلى اجراء اصلاحات "مهمة للغاية" مما يكثف الضغوط على حليف مهم للولايات المتحدة يواجه احتجاجات في الشوارع.

وفي أول تعليق له بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات في مصر حرص أوباما على أن يتجنب أي اشارة الى تخليه عن مبارك لكنه أوضح تعاطفه مع المتظاهرين الذين قال انهم يعبرون عن "احباطات مكبوتة" لعدم حدوث تغيير ذي معنى.

ورغم أن أوباما وصف مبارك بأنه "متعاون جدا في سلسلة من القضايا الصعبة" فقد بعث برسالة صريحة الى الرئيس المصري حتى يستمع الى أصوات المحتجين المطالبين بحقوق ديمقراطية أوسع بعد عقود من الحكم المطلق.

وقال أوباما ردا على أسئلة جمهور على شبكة الانترنت عبر موقع يوتيوب "كنت أقول له دائما ان التأكد من المضي قدما في الاصلاح -الاصلاح السياسي والاصلاح الاقتصادي- مهم للغاية من اجل مصلحة مصر على المدى البعيد."

وعلى الرغم من نبرتها الثابتة بدا أن الادارة الاميركية توازن بين رغبتها في الاستقرار الاقليمي ودعمها للتغيير الديمقراطي وعزمها على تجنب ظهور حكومة اسلامية مناهضة للولايات المتحدة في القاهرة قد تتحالف مع ايران.

وقال روبرت غيبز المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين "هذا ليس اختيار بين الحكومة والشعب في مصر... الامر لا يتعلق بالانحياز لاي طرف."

وعبرت الخارجية الاميركية عن قلقها لتقارير أفادت بقطع الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

وكتب جيه.بي كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية رسالة عبر موقع تويتر في وقت متأخر من يوم الخميس "نحن قلقون لقطع خدمات الاتصال ومن بينها الانترنت والاعلام الاجتماعي وحتى هذه الرسالة عن مصر."

وموقعا فيسبوك وتويتر وسيلتان مهمتان للاتصال بين المحتجين في مصر.

 وقال موقع تويتر يوم الاربعاء ان الحكومة المصرية تحجب خدماته لليوم الثاني على التوالي وان "حركة استخدام الموقع تضاءلت الى حد كبير."

وحث أوباما الحكومة المصرية والمحتجين على ضبط النفس وقال ان العنف ليس هو الحل. وأضاف "من المهم جدا أن تكون لدى الناس اليات من اجل التعبير عن شكاواهم المشروعة."

وذكرت الخارجية الاميركية أن وزيرتها هيلاري كلينتون شددت على بعض هذه النقاط عندما تحدثت مع نظيرها المصري أحمد أبو الغيط يوم الخميس.

وفي اشارة أخرى على حذر واشنطن تجاه ما يحدث في مصر قال جو بايدن نائب أوباما ردا على سؤال حول حكم مبارك في مقابلة مع قناة (بي.بي.اس) "لن أشير اليه على أنه دكتاتور."

واتهم نشطاء مدافعون عن حقوق الانسان الادارات الاميركية المتعاقبة بأنها تتبع نهجا متراخيا جدا ازاء انتهاكات الحقوق في مصر.

لكن مسؤولا أميركيا بارزا قال إن ادارة أوباما تسعى الآن للسير في مسارين حيث يتواصل دبلوماسيون أمريكيون مع مسؤولي الحكومة المصرية ومع نشطاء مطالبين بالديمقراطية للحث على حوار سلمي من أجل الاصلاح.

وجاءت تصريحات أوباما في يوم اشتبكت فيه الشرطة المصرية مع متظاهرين وعاد فيه محمد البرادعي المصري الحائز على جائزة نوبل والذي يدعو للاصلاح الى مصر. وزاد عدد القتلى في الاحتجاجات الى خمسة.

وعلى الرغم من هذا قال جيبز ان حكومة مصر "مستقرة".

ومنذ توليها السلطة قبل عامين سعت ادارة أوباما جاهدة في بعض الاحيان لاحداث توازن بين دعمها دولا عربية معتدلة تقوم على الحكم المطلق وتعتبر مهمة للمصالح الامريكية وبين السعي لزيادة الحريات السياسية من ناحية أخرى.

ومصر مثال لهذه المعضلة فالولايات المتحدة تراها محورا لصنع السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين في المستقبل وحصنا أمام نفوذ ايران في المنطقة.

ونادرا ما يمتثل مبارك للضغط الاميركي على أداء حكومته وقال مسؤول أميركي كبير ان من السابق لاوانه الحديث عن وقف المساعدات للضغط على مصر.

ومازالت المشاعر المناهضة لواشنطن متأججة في الشارع العربي على الرغم من تواصل أوباما مع العالم الاسلامي وجهوده للحد من العداء الذي سببه قرار سلفه جورج بوش غزو العراق عام 2003 .

كما أن الادارة الاميركية تريد أن تتجنب الانطباع بأنها تتدخل أكثر في المنطقة.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن