"ثرثرة المستقبل: لماذا تخفق تنبؤات الخبراء ولماذا نصدقها رغم ذلك"

تاريخ النشر: 03 يوليو 2011 - 08:40 GMT
ثرثرة المستقبل: لماذا تخفق تنبؤات الخبراء ولماذا نصدقها رغم ذلك
ثرثرة المستقبل: لماذا تخفق تنبؤات الخبراء ولماذا نصدقها رغم ذلك

لندن: في كتابه "ثرثرة المستقبل: لماذا تخفق تنبؤات الخبراء ولماذا نصدقها رغم ذلك"، يقول "دان جاردنر" الصحفي الكندي، أنه في ديسمبر 2007، وعندما نشرت مجلة "بيزنس وويك" المتخصصة في مجال المال والأعمال، خارطتها السنوية الخاصة بالتوقعات الاقتصادية لفترة الاثنى عشر شهراً التالية، تنبأ الخبراء الاقتصاديون الـ 54 المشاركون في إعداد تلك الخارطة، بأن اقتصاد الولايات المتحدة "لن يدخل في مرحلة الركود"، وأعلنوا أن العام المقبل سوف يكون عاماً مستقراً.

 

يقول المؤلف كما نقلت عنه مجلة "وجهات نظر" الإماراتية : هؤلاء الخبراء لم يكونوا وحدهم الذين أخفقوا في التنبؤ بالأزمة القادمة حيث كان هناك كثيرون غيرهم، مثل مجموعة علماء الاقتصاد البريطانيين البارزين والخبراء الدستوريين الذين توجهوا إلى قصر بكنجهام، والتقوا بالملكة ليعربوا لها عن حزنهم العميق بسبب ما وصفوه بأنه "إخفاق جماعي للخيال" كان سبب كونهم لم يستطعوا التنبؤ بأزمة الديون التي أصابت بريطانيا بأفدح الأضرار.

 

يكمن جزء من المشكلة كما يقول المؤلف في غياب مبدأ المحاسبة داخل المهنة التي يتم التنبؤ بشأنها. فعندما يقوم خبير في مجال ما بتقديم تنبؤ أو توقع، فإن ما يحدث عادة هو أن الصحفيين يهرعون نحوه لكي يسجلوا كل كلمة يقولها، وينسجوا بشأنها ما يريدون من تصورات.

 

ويقسم جاردنر العلماء إلى نوعين: ثعالب تعرف أشياء كثيرة متنوعة، وقنافذ تعرف شيئاً واحداً كبيراً. والمنتمون إلى القنافذ يمتلكون في رأيه نطاقاً ضيقاً من الخبرات والمهارات العملية، ويميلون عادة للتوصل إلى تنبؤات جريئة ومتفائلة.وهذه التنبؤات عادة ما تكون أبسط وأكثر إثارة للمتعة من تنبؤات "الثعالب"، مما يجعلها تستأثر باهتمام الإعلام.

 

يقدم المؤلف في نهاية كتابه نصائح للعاملين في مجال التنبؤات، منها: ألا يحاولوا التنبؤ بأشياء مازالت في طور السيولة والتشكل. وتجنب الخوض في أحاديث عن أشياء كبيرة كالقنابل السكانية مثلا. والبعد عن التنبؤات المتعلقة بنهاية الحروب أو نهاية الموارد أو نهاية التاريخ! وعدم التحديق عميقاً في المستقبل حتى لا يسقطوا على وجوهم لأنهم لم ينظروا أمامهم.