"الأقلية السعيدة" كتاب جديد لحلمي القاعود

تاريخ النشر: 13 يوليو 2011 - 05:20 GMT
الاقليات السعيدة
الاقليات السعيدة

القاهرة: صدر حديثاً عن مكتبة جزيرة الورد بالقاهرة كتاب "الأقلية السعيدة- يوميات الصراع بين التمرد والتسامح" تأليف د.حلمي محمد القاعود.

 

يقول المؤلف في المقدمة "عاش المسلمون مع غير المسلمين في المنطقة العربية الإسلامية أربعة عشر قرنا ، في تفاهم وانسجام ، ومشاركة في السرّاء والضراء باستثناء فترات قصيرة عارضة ، حاول فيها بعضهم أن يحقق بعض الطموحات الشيطانية التي يغذيها التعصب ، مع غواية الأعداء الخارجيين ، وضعف الأمة العربية الإسلامية ، وسقوطها تحت سطوة الغزاة أو الخصوم

 

كانت الأمة تتعافي ، وتنهض مرة أخرى ، وتبني نفسها من جديد ، وتعود حركة المجتمع الإسلامي بمن فيه إلى طبيعتها الأولى ، ويتشارك المسلمون وغيرهم في العمل والبناء والإنتاج ؛ لدرجة أن وصفت الأقلية النصرانية في مصر بأنها أسعد الأقليات في العالم بما تحوز من امتيازات، وبما تحظى به من مكانة على المستويات كافة..

 

ولا ريب أن العقود الأخيرة شهدت تدهورا ملحوظا في أحوال الأمة ، ووصول القوات الاستعمارية إلى أكثر من مكان في قلب العالم الإسلامي وأطرافه ، وقد شجع هذا بعض الطوائف، أو بالأدق أفرادا فيها لتقوم بتمرد على السلطات المحلية ، أو ابتزاز لها ، ورفع السلاح أحيانا ، مما أهرق كثيرا من الدماء البريئة في صراعات لا سبب لها إلا التعصب والغواية بتحريض الغرباء عن الأمة.

 

ولم يكن الأمر في مصر بمنأى عن هذه المحنة ، فقد ظهرت عقب هزيمة 1967م ، بوادر التمرد الطائفي الذي قاده بعض المنتسبين إلى جماعة الأمة القبطية الإرهابية ، وبدأ على شكل شكوى من الاضطهاد .

 

ثم تبلور في مطالب غريبة تتلخص في تغيير الدستور الذي ينص على إسلامية الدولة، وضرورة بناء الكنائس بلا ضوابط ولا حدود ، والمطالبة برئاسة السلطة التنفيذية من قبل غير المسلمين ، وإلغاء الإسلام والتاريخ الإسلامي في التعليم والإعلام والثقافة، وتدريس الهيروغليفية بوصفها اللغة الأصلية للمصريين ، وتاريخ النصارى على أساس أنهم أصل مصر .. وغير ذلك من مطالب غير واقعية ، لدرجة التحكم في الأزهر الشريف وإرغامه على سحب بعض الكتب التي نشرها لتصحيح أمور العقيدة..

 

لقد استطاع التمرد الطائفي أن يعزل الطائفة عن المجتمع ، وأن يجعل الكنيسة بدلا من الدولة في كل شيء يخص حياة الفرد النصراني ، وهذه محنة كبيرة على مستوى الأفراد ، ومستوى الوطن كله..

 

يؤكد المؤلف على خطابه لشركاء الوطن العقلاء للإنتباه إلى جريمة كبرى تراد بهم أولا وبالوطن ثانيا ، وأن يقدروا الطبيعة المتسامحة التي يفرضها الإسلام ويتميز بها العرب ، والشعب المصري خصوصا.