هل أنت مدمن على الإنترنت ؟

تاريخ النشر: 07 أكتوبر 2012 - 05:10 GMT
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يمكن أن يصنف أدماننا على الإنترنت قريبا كمرض عقلي خطير، وفقا للخبراء. فالإدمان على الإنترنت، المعروف طبيا باضطراب إستعمال الإنترنت (Internet Use Disorder)، من المحتمل أن يدخل قريبا في الدليل التشخيصي والإحصائي للإضطرابات العقلية ويصبح مرضا رسميا يعاني منه الملايين حول العالم.

وفقا للجمعية النفسية الأمريكية، يعاني مدمن الإنترنت من هوس شديد بالإنترنت أو المحادثة عبر الإنترنت، وقد يواجه أعراض إنسحاب كتلك التي يختبرها اي مدمن عندما لا يتوفر الإنترنت، ولا يحقق نفس المستوى من الاشباع، بالاضافة الى فقدان الاهتمام بالنشاطات الأخرى، والمرور بمحاولات فاشلة للتوقف، واللجوء الى الإنترنت لتحسين المزاج أو الهروب من الواقع.

هذا ووجدت الدراسة بأن الاشخاص الذين يعانون من الادمان على استعمال الإنترنت يواجهون تغيرات في بعض المناطق في الدماغ. فهم يعانون من تغير في الروابط بين الخلايا ومناطق الدماغ المسؤولة عن الإنتباه، والسيطرة التنفيذية، والعاطفة. والخطير في الأمر أن العديد من هذه التغييرات تحدث عادة في أدمغة الاشخاص المدمنين على الكوكائين، والهيروين، وسبيشل كاي، والمواد المخدرة الأخرى.

واظهرت دراسة أخرى بأن الاشخاص المهوسين  بالإنترنت يعانون من تغيرات أيضا في نظام الدوبامين في الدماغ؛ الذي عادة ما يُفرز عند الشعور بالسرور أو الحصول على جائزة. وكشفت بعض الدراسات بأن الاشخاص المدمنين على الإنترنت لديهم مستقبلات دوبامين أقل في بعض مناطق الدماغ، بينما اقترحت دراسات أخرى بأن الادمان يسبب ضعفا في وظيفة الدوبامين. من جهة أخرى اقترحت دراسة جديدة بأن بعض الإختلافات الوراثية يمكن أن تشترك في الاصابة بإدمان الإنترنت.

ولكن إذا كان الإدمان على الإنترنت أو (اضطراب إستعمال الإنترنت) حالة مرضية عقلية، فالسؤال التالي هو كيف سُيعالج إدمان الإنترنت؟ بداية لن تكون معالجة الادمان على إستعمال الإنترنت بالامر البسيط، لأن أغلب الناس يجب أن يستعملوا الإنترنت في أعمالهم على مدار اليوم.  ولكن بضع الدراسات إقترحت بأن يستخدم (العلاج السلوكي الإدراكي) لمعالجة الادمان على إستعمال الإنترنت. وهذا النوع من العلاج يستند الى العلاج بالتحليل النفسي ثم يعلم المرضى أن يستبدلوا الفكر الضار وأنماط السلوك السيئة بأخرى جيدة. وقد اظهرت النتائج الطيبة الأولية على عينة من الاشخاص تأثيرا إيجابيا حيث ساعدهم في تخفيف الادمان على إستعمال الانترنت والعودة الى الحياة الطبيعية.

ولا زال الباحثون يحاولون بشكل مستمر أن يكتشفوا ماذا يجري عندما يفرط الناس في إستعمال الإنترنت، وما هي الفترة الزمنية اللازمة لعلاج الاشخاص الذين لا يملكون السيطرة على أنفسهم عندما يتعلق الأمر بالانترنت. إذا كنت تشعر بأنك مدمن على الإنترنت أو تعرف شخصا مدمنا على الإنترنت فهذه فرصتك لتحاول الخروج من هذا الاضطراب النفسي. استشر طبيبك للحصول على نصائح حول تغير اسلوب حياتك والخروج من دوامة الحياة الالكترونية المزيفة.