من الصعب تركك التدخين.. بعد تخرجك!!

تاريخ النشر: 31 ديسمبر 2005 - 09:40 GMT

أفادت دراسة أمريكية أن 90% من طلاب الجامعات الذين كانوا يدخنون أثناء الدراسة في الجامعة لا زالوا يدخنون بعد الدراسة. حيث أفادت الدراسة أنة من الصعب جدا على طلبة الجامعة ترك التدخين بعد التخرج، على عكس ما يعتقد طلبة الجامعات. 

 

أشار التقرير أن الطلاب في الجامعة يكتسبون عادات سيئة كالتدخين دون الإدراك أن التخلص من هذه العادات صعب جدا. فقد تبين أن 14% من الطلاب الذين كانوا يدخنون في المناسبات اصبحوا مدخنين يوميين، و كذلك 11% من غير المدخنين اصبحوا مدخنين بعد التحاقهم بالجامعة. الملحوظ أن الرجال اكثر اكتسابا لعادة التدخين من النساء في الجامعة. 

 

الشيء الجيد الذي توصل له الباحثون أن حوالي 13% من المدخنين اليوميين استطاعوا ترك التدخين خلال فترة الدراسة و قبل موعد التخرج. إلا أن الأشخاص الذين يدخنون في المناسبات يواجهون صعوبة اكثر في ترك التدخين كونهم يعتقدون أن التدخين يمنحهم شعورا إيجابيا و يخفف من وطأة المشاعر السلبية بالإضافة إلى اعتقادهم أن التدخين يساعدهم على التحكم بأوزانهم. 

 

هذا ومن جانب آخر، ذكر باحثون أميركيون، أن التدخين يسبب أضرارا في كافة أجزاء الجسم من خلال تخفيض مستوى إنزيم رئيسي ومهم للصحة العقلية والجسدية.  

 

وقال الباحثون إن التدخين معروف بتدميره للرئتين، القلب والشرايين ولكن الفحوصات أظهرت أنه يؤثر على هذه الأعضاء بالإضافة إلى تأثيره على الكلى والطحال من خلال تأثيره على إنزيم (مونامين أوكسيديز) .  

 

قال الدكتور نورا فولكو، مدير المعهد القومي حول إساءة استخدام الأدوية وباحث في الدراسة ، "حين تفكر في التدخين وآثاره الضارة، نفكر عادة بالرئتين والنيكوتين".  

 

وأضاف، "ولكن للتدخين تأثيرا ملحوظا على إنزيم رئيسي في الجسم موجود في جزء بعيد عن الرئتين ويقود لسبب غير النيكوتين".  

 

ومن شأن هذا أن يرسل لنا إنذارا مبكرا بأن التدخين الذي يسبب الإدمان يعرض كافة أجزاء الجسم إلى آلاف المواد الموجودة في التبغ.  

 

تتمثل وظيفة إنزيم MAO_B في تحليل المواد الكيماوية التي تستخدمها الخلايا العصبية في الاتصال وتنظيم ضغط الدم . ولذا فإن تخفيض مستوى إنزيم MAO-B يجعل هذه المواد الكيماوية نشطة في الجسم أكثر من الطبيعي.  

 

وقد استخدمت جوانا فولر وزملاؤها في مختبر بروكهافن القومي في نيويورك الفحوصات لاظهار كيف أن التدخين أثر على مستويات إنزيم MAO-B في الدماغ.  

 

وتستخدم الفحوصات الطبية المسماة PET مركبات مشعة تتيح للأطباء النظر على العمليات التي تدور في الخلايا داخل جسم الكائن الحي.  

 

وتقوم تقنية كمبيوتر خاصة بترجمة الإشارة التي ترسلها المركبات إلى صورة مرئية.  

 

تقول فولر، "نظرا لان التدخين يعرض الجسم بكامله إلى مركبات التبغ التي تعطل عمل إنزيم MAO-B ، اعتقدنا أن له إمكانية تحديد نشاط الأنزيم في كافة أجزاء الجسم".  

 

وكتب الباحثون في دورية الأكاديمية القومية للعلوم يقولون إنهم درسوا حالات 12 من المدخنين.  

 

وقام الباحثون بإجراء فحوصات PET لقياس مستوى إنزيم MAO-B في مختلف أعضاء الجسم واكتشفوا نشاطا منخفضا للأنزيم في القلب، الرئتين والطحال بنسبة بين 33 إلى 46 بالمائة بين المدخنين.  

 

وقالت فولر تعليقا على النتائج ، "الآثار التي خلفها التدخين على مستويات الأنزيم بحاجة إلى مزيد من الدراسة بشكل أكثر تفصيلا ولكن من الواضح أن مستويات الإنزيم في أعضاء المدخن البعيدة تتأثر بشكل كبير من جراء هذه العادة".  

 

ويعمل الأنزيم بشكل خاص على تحليل المواد التي ترفع ضغط الدم ويساعد أيضا على تحليل المواد الكيماوية المسماة Tyramines الموجودة في بعض أنواع الطعام كالجبن والنبيذ وكذلك بعض المواد الكيماوية التي يطلقها النيكوتين.  

 

ويتدخل الأنزيم في "تأثير الجبن" حين تعمل بعض أنواع الطعام كالجبن واللحوم المحفوظة على زيادة ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يتناولوها.  

 

ويعتقد بعض الباحثون أن إنزيم MAO-B له علاقة بخصائص الإدمان التي يتميز بها التدخين وخاصة في مقدرة السيجارة على جعل المدخن يشعر بالراحة.  

 

وتستخدم الأدوية التي تقلل من نشاط إنزيم MAO-B وإنزيم MAO-B المرتبط به بشكل وثيق لعلاج مرض الاكتئاب.  

 

إن تخفيض مستويات كل من مركبي MAO هذه يمكن أن يرفع من مستوى السيروتونين وهي مرسل عصبي أو مادة كيماوية تحمل الرسائل المتعلقة بالمزاج.  

 

وأضافت فولر، "ونظرا لان الجسم بأكمله يتعرض لآلاف المواد الكيماوية في التبغ، فإننا نحتاج إلى أن نعي أن هذه المركبات ربما تساهم في تأثيرات التدخين الفسيولوجية في أجسامنا".  

 

وأشارت بعض الأبحاث أيضا إلى أن التدخين يمكن أن يحمي الناس الأكثر قابلية للإصابة بمرض الرعاش الذي ينجم عن تلف بعض خلايا الدماغ . وهناك أحد أنواع علاج مرض الرعاش يسمى Selegiline من شأنه تخفيض مستويات إنزيم MAO-B ._(البوابة) 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن