حان الوقت لترك التدخين!!

تاريخ النشر: 03 يونيو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

أفادت آخر الأبحاث التي تناولت السرطان أن التدخين يدمر الجزيئات التي تشكل المناعة في اللعاب وتحوله إلى مزيج خطر من المواد الكيميائية التي ترفع من احتمالات الإصابة بسرطان الفم. 

 

كشف العلماء أن التدخين لا يعد خطرا يتهدد الصحة فحسب بل انه بإمكانه أن يجعل الجسم يقوم بتدمير نفسه. حيث أن اللعاب يحتوي على مواد مضادة للأكسدة تقوم بحماية الجسم ضد السرطان إلا أن التدخين يجرد اللعاب من هذه المواد ويحوله إلى مزيج خطر. 

 

كما أشار البحث أن التدخين وشرب الكحول هما العاملان الأساسيان اللذان يقفان وراء الإصابة بسرطان الشفة، اللسان، اللثة، بالإضافة إلى سرطان الرقبة. في كل عام يتم تشخيص 400 ألف حالة جديدة من السرطان في الجهاز التنفسي نتيجة التدخين في البلدان النامية، حوالي خمسين بالمائة من هذه الحالات تنتهي بالوفاة في خلال خمس سنوات. 

 

نتيجة هذه الدراسة توفر أسباب اكثر لضرورة الإقلاع عن التدخين لذلك ننصحك بضرورة ترك هذه الآفة بأسرع وقت ممكن. 

 

هذا وذكر باحثون أميركيون، أن التدخين يسبب أضرارا في كافة أجزاء الجسم بشكل عام من خلال تخفيض مستوى إنزيم رئيسي ومهم للصحة العقلية والجسدية.  

 

وقال الباحثون إن التدخين معروف بتدميره للرئتين، القلب والشرايين ولكن الفحوصات أظهرت أنه يؤثر على هذه الأعضاء بالإضافة إلى تأثيره على الكلى والطحال من خلال تأثيره على إنزيم (مونامين أوكسيديز) .  

 

قال الدكتور نورا فولكو، مدير المعهد القومي حول إساءة استخدام الأدوية وباحث في الدراسة "حين تفكر في التدخين وآثاره الضارة، نفكر عادة بالرئتين والنيكوتين".  

 

وأضاف، "ولكن للتدخين تأثيرا ملحوظا على إنزيم رئيسي في الجسم موجود في جزء بعيد عن الرئتين ويقود لسبب غير النيكوتين".  

 

ومن شأن هذا أن يرسل لنا إنذارا مبكرا بأن التدخين الذي يسبب الإدمان يعرض كافة أجزاء الجسم إلى آلاف المواد الموجودة في التبغ.  

 

تتمثل وظيفة إنزيم MAO_B في تحليل المواد الكيماوية التي تستخدمها الخلايا العصبية في الاتصال وتنظيم ضغط الدم. ولذا فإن تخفيض مستوى إنزيم MAO-B يجعل هذه المواد الكيماوية نشطة في الجسم أكثر من الطبيعي.  

 

وقد استخدمت جوانا فولر وزملاؤها في مختبر بروكهافن القومي في نيويورك الفحوصات لإظهار كيف أن التدخين أثر على مستويات إنزيم MAO-B في الدماغ.  

 

وتستخدم الفحوصات الطبية المسماة PET مركبات مشعة تتيح للأطباء النظر على العمليات التي تدور في الخلايا داخل جسم الكائن الحي.  

 

وتقوم تقنية كمبيوتر خاصة بترجمة الإشارة التي ترسلها المركبات إلى صورة مرئية.  

 

تقول فولر، "نظرا لأن التدخين يعرض الجسم بكامله إلى مركبات التبغ التي تعطل عمل إنزيم MAO-B ، اعتقدنا أن له إمكانية تحديد نشاط الأنزيم في كافة أجزاء الجسم".  

 

وكتب الباحثون في دورية الأكاديمية القومية للعلوم يقولون إنهم درسوا حالات 12 من المدخنين.  

 

وقام الباحثون بإجراء فحوصات PET لقياس مستوى إنزيم MAO-B في مختلف أعضاء الجسم واكتشفوا نشاطا منخفضا للأنزيم في القلب، الرئتين والطحال بنسبة بين 33 إلى 46 بالمائة بين المدخنين.  

 

وقالت فولر تعليقا على النتائج ، "الآثار التي خلفها التدخين على مستويات الأنزيم بحاجة إلى مزيد من الدراسة بشكل أكثر تفصيلا ولكن من الواضح أن مستويات الإنزيم في أعضاء المدخن البعيدة تتأثر بشكل كبير من جراء هذه العادة".  

 

ويعمل الأنزيم بشكل خاص على تحليل المواد التي ترفع ضغط الدم ويساعد أيضا على تحليل المواد الكيماوية المسماة Tyramines الموجودة في بعض أنواع الطعام كالجبن والنبيذ وكذلك بعض المواد الكيماوية التي يطلقها النيكوتين.  

 

ويتدخل الأنزيم في "تأثير الجبن" حين تعمل بعض أنواع الطعام كالجبن واللحوم المحفوظة على زيادة ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يتناولوها.  

 

ويعتقد بعض الباحثون أن إنزيم MAO-B له علاقة بخصائص الإدمان التي يتميز بها التدخين وخاصة في مقدرة السيجارة على جعل المدخن يشعر بالراحة.  

 

وتستخدم الأدوية التي تقلل من نشاط إنزيم MAO-B وإنزيم MAO-B المرتبط به بشكل وثيق لعلاج مرض الاكتئاب.  

 

إن تخفيض مستويات كل من مركبي MAO هذه يمكن أن يرفع من مستوى السيروتونين وهي مرسل عصبي أو مادة كيماوية تحمل الرسائل المتعلقة بالمزاج.  

 

وأضافت فولر، "ونظرا لان الجسم بأكمله يتعرض لآلاف المواد الكيماوية في التبغ، فإننا نحتاج إلى أن نعي أن هذه المركبات ربما تساهم في تأثيرات التدخين الفسيولوجية في أجسامنا".  

 

وأشارت بعض الأبحاث أيضا إلى أن التدخين يمكن أن يحمي الناس الأكثر قابلية للإصابة بمرض الرعاش الذي ينجم عن تلف بعض خلايا الدماغ . وهناك أحد أنواع علاج مرض الرعاش يسمى Selegiline من شأنه تخفيض مستويات إنزيم MAO-B ._(البوابة)