يعتقد بعض المدخنين أن تخفيف عدد السجائر التي يدخنوها يوميا قد يؤدي إلى تركهم التدخين ، تفيد دراسة جديدة أن عملية تخفيف عدد السجائر اليومية ليس اكثر من عملية خداع للنفس يقوم بها المدخنون لطمأنة أنفسهم بأنهم قادرين على التخلي عن هذه العادة.
تشير الدراسة أن الأشخاص الذين يخفضون استهلاكهم اليومي من السجائر يلجئون بصورة لاشعورية إلى تغيير عاداتهم في التدخين للتعويض عن النقص في السجائر.
الأمر المضحك أن تغيير عادات التدخين يؤدي إلى زيادة استهلاك الشخص من النيكوتين ومن أول أكسيد الكربون و بعض العوامل الأخرى المسببة للسرطان.
كذلك الأمر في حالة كان التخفيف إجباري، حيث لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يدخنون أثناء العمل حيث هناك الكثير من التقييد على التدخين لاحظوا أن هؤلاء الأشخاص يدخنون السجائر بعمق اكبر مستهلكين كميات اكبر من النيكوتين والمواد السامة الأخرى للتعويض عن الفترات الطويلة التي يقضونها من دون تدخين.
يضيف العلماء أن افضل طريقة لترك التدخين هي باستخدام المساعدات المتوفرة في الصيدليات وهي كثيرة ومتنوعة مثل لصقات النيكوتين والعلكة وغير ذلك من البدائل التي تساعد الإنسان على التغلب على الرغبة في التدخين.
يخلص العلماء إلى انه على المدخنين أن ينتبهوا إلى موضوع تجفيفهم التدخين فتدخين 12 بدلا من 20 لا يعني بالضرورة أن الخطر اصبح اقل أو أن الشخص اصبح اقل اعتمادا على النيكوتين.
هذا ومن جانب آخر، كشفت أحدث الإحصاءات عن أن من بين كل أربعة مدخنين يوجد ثلاثة لديهم الرغبة الحقيقية في الإقلاع عن التدخين. الدافع الأول الذي من أجله تريد هذه الشريحة التخلي عن السيجارة.. هو الارتفاع في الأسعار.
ويقول المعهد القومي للوقاية والتوعية الصحية إن السيجارة ما هي إلا نوع من المخدرات كالكحول والهيروين التي تولد لدى صاحبها الإدمان الأمر الذي يتطلب مساعدة طبية و نفسية بهدف تحديد درجة الإدمان الجسدي و الفسيولوجي من أجل وضع الاستراتيجية التي تلائم كل شخص على حدة.
تتمثل هذه الاستراتيجية في تحديد بدائل للنيكوتين "الطابع الصمغ أو الإقراض" والتي لا يمكن تداولها إلا تحت إشراف طبي.
ومن جانب آخر، قد تكونين قد مللت من كثرة الطرق التي تتحدث عن اسهل الطرق للإقلاع عن التدخين، إليك الآن الحقيقة ترك التدخين لن يكون سهلا لكن الاستمرار فيه قد يؤدي إلى نتائج اصعب!
فإدمان النيكوتين لا يقل عن أي نوع أخر من الإدمان، مثل إدمان الكحول والمخدرات. لذلك توقفي عن خداع نفسك بان التدخين مجرد عادة سيئة انه يتعدى ذلك ليكون إدمان على مادة النيكوتين لذلك تركه لن يكون بالأمر السهل على الإطلاق.
إذا أردت الإقلاع عن التدخين يجب أن تتوقفي وتفكري، لماذا تريدين ترك التدخين؟
مثل جميع أنواع الإدمان، يجب أن يكون قرار الإقلاع عن التدخين نابع من ذاتك. فإذا كنت ستتركين التدخين مجاملة للمحيطين بك أو لأن البعض يضغط عليك لتفعلي ذلك، فانك لن تنجحي في تركه. يجب أن تقرري بنفسك أن تتركيه و ذلك لأسباب تتعلق بك أنت شخصيا.
قومي باختيار اليوم المناسب لكي تبدأي رحلتك نحو الصحة..
قومي باختيار يوم يناسبك لكي تتوقفي عن التدخين بحيث يكون خلال شهر على الأكثر وأسبوع على الأقل. وقومي بإخبار الجميع عن هذا التاريخ بحيث يصعب أن تتراجعي عن ذلك الموعد.
هذا إذا افترضنا انك ضعيفة الإرادة، علما انك لست كذلك فالإرادة تنبع من داخلنا إذا أردنا حقيقة أن نحقق الإنجاز الذي نصبو إليه.
في اليوم الأخير من التدخين قومي بالتدخين قدر استطاعتك لان ذلك سيجعلك تنفرين من التدخين في يومك الأول من الانقطاع. ثم قومي بالتخلص من جميع السجائر المتبقية حتى لا تساورك أي شكوك في ما أنت مقدمة عليه.
قومي بتنبيه المحيطين بك بأنك ستتصرفين على عكس طبيعتك بسبب إقلاعك عن التدخين حتى يقوموا بدعمك ومساعدتك لتخطي الأسبوع الأول والأصعب.
قومي باستخدام بدائل النيكوتين لمساعدتك على السيطرة على نفسك وللتخفيف من أعراض التخلص من الإدمان. وتفهمي جيدا هذه الأعراض فمن المؤكد انك ستشتاقين إلى التدخين لدرجة كبيرة في الأيام الأولى لذلك يعتبر التدخين إدمان حقيقي.
كذلك هناك أعراض أخرى مرافقة مثل قلة التركيز، الانزعاج، الأرق، جفاف في الحلق و زيادة في اللعاب. هذه هي الطريقة التي سيستخدمها جسمك لكي يدفعك إلى العودة إلى التدخين. هذه الأعراض ستستمر خلال الشهر الأول وبعدها ستبدأ بالانحسار بشكل يومي بعد ذلك.
بعد ذلك يبقى فقط الأثر النفسي بمعنى انك ستشتاقين إلى التدخين لمدة خمسة سنوات تلي إقلاعك عن التدخين وخاصة في الأوقات التي كنت تدخنين فيها. فإذا كنت معتادة على التدخين أثناء شعورك بالغضب أو القلق، فان أول ما سيخطر ببالك عندما تمرين بنفس الظروف هو السيجارة. إلا أن هذا الإغراء سهل المقاومة بعد أن تكوني قد تخلصت من الإدمان الجسدي على النيكوتين.
إذا أحسست بالضعف وقمت بتدخين سيجارة بعد فترة من إقلاعك عن التدخين لا تنظري إلى نفسك على انك فشلت لان من تدخن سيجارة واحدة خلال عدة اشهر لا تجعلك مدخنة، فقط حاولي فهم سبب ضعفك أمام تلك السيجارة وحاولي التغلب على نقطة الضعف تلك.
لا تفكري في العودة للتدخين خلال مناسبة معينة و بعدها تقومين بالإقلاع لان ذلك عبارة عن هراء. فكل مرة تعودين فيها إلى التدخين تصبح عملية الإقلاع عن التدخين اقرب إلى المستحيل.
الأمر متروك لك لتقرري التخلص من هذه الآفة التي تفتك بملايين البشر سنويا. لذلك ينصحك الأطباء أن تقلعي الآن و تبدأي بالاستمتاع بحياتك._(البوابة)