يظهر هرمون الحمل في التحليل المنزلي الطبيعي فور أن تصبح الأنثى حاملًا، ويتضاعف هذا الهرمون كل 72 ساعة، لهذا يُعد المعدّل المرتفع له دلالة قوية على الحمل، وفي مرحلة أخرى من الحمل يبدأ هذا التضاعف بالانخفاض في الحدة، أي أنه يزيد كل 96 ساعة، ولكن حين لا تكون هناك زيادة من الأساس، بل انخفاض تلو الآخر، فهي إنذار للخطر، وهذا ما اكتشفته عبر تجربتي مع انخفاض هرمون الحمل، والتي أحكيها لكم علّها تجنبكن ما وقعت أنا به.
تجربتي مع انخفاض هرمون الحمل
يُفرز هرمون الحمل من المشيمة، وله دور قوي جدًا في تثبيت الحمل؛ إذ يُساعد الرحم على بقاء الجسم الأصفر، والذي بدوره يُفرز هرمون البروجستيرون الضروري في بناء بطانة الرحم، تلك التي تجعل منه جاهزًا لاستقبال جنينك.
لذا فإن الخلل في هذا الهرمون يترتب عليه أعراض أخرى خطيرة، أهمها أنك قد تفقدي الحمل نتيجة عدم قدرة الرحم على تثبيته.
حين انخفض هرمون الحمل الخاص بي كنت لا أدري إن كانت هذه مشكلة كبيرة، لذا قررت أن أسأل السيدات من حولي عن تجاربهن، وكانت غالبيتها غير مُبشرة بالخير أبدًا، وهي التي اتبعتها كي أعلم حقيقة الأمر، يُمكنكن الرجوع إليها على أن تكون تجربتي مع انخفاض هرمون الحمل الأولى.
التجربة الأولى: تجربتي مع انخفاض هرمون الحمل بعد الحقن المجهري
أنا سوسن، عمري 35 عامًا، لدى زوجي وأنا مشاكل صحية كثيرة تمنع كلانا من الإنجاب، إلا أن حلم الأمومة كان دائمًا ما يُطاردني طوال 10 سنوات من الزواج، كنت كلما أرى طفلًا صغيرًا أجلس أداعبه أنا وزوجي وآمل لو أرزق قريبًا.
لذا بعد سنوات من العلاج قررت أن أجري عملية الحقن المجهري، علّها تكون الأمل الذي أعود بسببه للحياة من جديد، بالفعل جهزت كل شيء وأجريت العملية، وانتظرت نتيجة الحمل، كان اختبار الحمل العادي يُظهر نتيجة سلبية في كل مرة، لكن علمت أن هذا أمر طبيعي في مسألة الحقن المجهري، وأنه ما عليّ سوى أن أجري تحليلًا للهرمون كي أتأكد من النتيجة.
كنت أجري التحليل تقريبًا كل يوم، في البداية كانت النتيجة 50، وهي النسبة الطبيعية للهرمون، وبدأ بعد 14 في التضاعف بالفعل، إلا أن هذه النتيجة المتزايدة لم تستمر سوى لأيام، والسبب هو أن الحمل لم يكتمل مع الأسف.
هذا أيضًا ما أخبرتني به الطبيبة حين ذهبت إليها في الفحص الدوري، أصابني إحباط شديد، وظننت أنها نهاية الدُنيا، وبقيت هكذا سنتين في حزن كبير، أظن فيه ألا أمل لحالتي قد بقيّ لي، فقد أنفقنا أنا وزوجي كل المدخرات التي لدينا على هذه العملية، إلا أنه في مرة أصبت بتعب شديد جدًا، لدرجة أني بقيت في السرير بضعة أيام.
وقت اشتد عليّ المرض أخذني زوجي إلى المشفى، وهناك اكتشفت أني حامل، وبعد مدة علمت أنه توأم، جبرني الله جبرًا يليق بعظمته، وشُفيت من مرضي بمعجزة منه سبحانه، لقد انتهت تجربتي مع انخفاض هرمون الحمل أسعد نهاية قد تتمناها أي أنثى، بعد أن تحولت هذه القصة لحكاية سعيدة.
التجربة الثانية: تجربتي مع انخفاض هرمون الحمل بعد الإجهاض

كانت هذه الحكاية لجارتي، والتي قصتها علي حين علمت بأمر انخفاض هرمون الحمل بعد عملية الحقن المجهري، حيث بدأت حديثها قائلة: لم يكن انخفاض هرمون الحمل لدي هو السبب في الإجهاض، إنما أتى نتيجة له، فقد كنت أعاني من أعراض شديدة هي التي جعلتني أدرك أن حملي ليس ثابتًا بالدرجة الكافية، فقد كان يظهر عليّ أعراض مثل:
- النزيف المهبلي طوال فترة الحمل، كنت أظن هذا في البداية مجرد دم نتيجة انغراس البويضة، إلا أن الأمر استمر، وكان متزايدًا على فترات كبيرة، وليست بضع أيام مثل غالبية السيدات.
- لم أكن أعاني من أعراض الحمل المعتادة من الغثيان أو الرغبة الملحة في بعض الأطعمة، حتى أني أحيانًا كنت أنسى أني حامل من الأساس.
- كنت ألاحظ بعض الإفرازات غير المفهومة طوال الوقت.
- لم يفارقني في أي يوم ذاك المغص في أسفل البطن، كنت أشعر أني أعاني أعراض الدورة الشهرية في حملي.
لم يستمر الحمل طويلًا بعدها فقدت الجنين، وأصبحت متخبطة بين الحزن والصدمة، رغم أن التعب الذي كنت فيه كان كفيلًا ليمهد لي الأمر، إلا أنه قد كان لدي أمل صغير بأن أرى هذا الطفل، وأحمله بين يداي.
كانت نسبة الهرمون تنخفض بعد الإجهاض إلى أن وصلت في النهاية 25 وحدة/ مل، وهي نسبة هرمون الحمل الرقمي الطبيعي، التي تظهر لأي سيدة، حتى التي لم تكن حامل يومًا؛ فهو هرمون موجود في الجسم بصورة طبيعية.
التجربة الثالثة: انخفاض هرمون الحمل والحمل خارج الرحم
أنا سماح، وحكايتي مليئة بالألم بعض الشيء، فقد تمنيت الإنجاب وكنت أظن أن أمنيتي ليست صعبة المنال لهذا الحد، إلا أن الحالة الصحية التي كنت فيها لم تكن على البال أبدًا، فتجربتي مع انخفاض هرمون الحمل كانت مُتممة لرحلة من العذاب.
عانيت من الحمل خارج الرحم، والذي كلفني فقدان طفلي في النهاية، ولكنه في ذات الوقت كلفني صحتي أيضًا، فقد تعرضت لأعراض شديدة، هي التي حملتني على إجراء فحص طبي دقيق لفهم ما يحدث، كنت أظن أن حمل صعب ليس إلا، أو أني سأحتاج إلى حقن التثبيت، لكن الأمر كان أكبر من هذا مع الأسف.
- عانيت من آلام مبرحة أسفل البطن، كانت تجعل مني غير قادرة حتى على النهوض من السرير.
- كنت أتقيأ أي شيء يدخل فمي، حتى أن وزني قل كثيرًا بهذه المدة، وكنت أظن أن هذا الأمر طبيعي في بداية الحمل، رغم أنه كان أكثر من اللازم في الواقع، وما جعلني أدرك أني بمرحلة من الخطر هو حين بدأت أعاني من الإسهال، فقد كدت أفقد وعيي وقتها من الجفاف.
- كان رأس كتفي يؤلمني بشدة أيضًا، وكنت أظنه ألم عادي، لكن تبين لي فيما بعد أنه دلالة على الحمل خارج الرحم.
- كنت أتألم بشدة، وأنزف عقب هذا الألم.
- دائمًا ما كان الدوار يُلازمني، حتى أنني كنت أفقد الوعي بكثير من الأحيان.
بعد فحص طبي دقيق على يد طبيب مختص، أخبرني بحقيقة الأمر، وأن علينا البدء في التخلص من هذا الحمل، قبل أن يقضي على ما تبقى من صحتي، فقد كنت أعاني بالفعل، وخيرني بين أمرين أولًا العلاج الدوائي وهي حقنة ميثوتركسيت والتي تُنهي الحمل سريعًا، إلا أنه أخبرني أن لها بعض الآثار الجانبية.
أو اللجوء إلى التدخل الجراحي، والذي كان يراه أكثر فعالية، والذي كان يتم عبر منظار، وكان يرى أنه مناسب لحالتي لأنه قد مضى على حملي أسابيع، إلا أني لم أفضل الجراحة أبدًا، فالحالة الصحية التي وصلت لها جعلت مني غير قادرة على الحصول على أي تعب آخر في الوقت الحالي.
اخترت الحقنة بالطبع، وبعد مدة انتهى الحمل تمامًا، وقد كنت أجري تحليلًا لهرمون الحمل للتأكد من أن كل شيء في الرحم يعود إلى طبيعته، وقد كانت تجربتي مع انخفاض هرمون الحمل بعد الإجهاض مدويّة بالفعل، فالحمد لله على انتهائها بسلام.
التجربة الرابعة: انخفاض هرمون الحمل مع الحمل غير المكتمل

لا أعلم من أين أبدأ، أنا كوثر وقد عانيت كثيرًا مع حملي، فأنا إلى الآن لم أحمل نتيجة مشاكلي الصحية المتتالية، كان آخرها هو الحمل غير المكتمل، وهي حالة طبية عبارة عن أن البويضة يتم تخصيبها بشكل طبيعي كما المعتاد، إلا أنها تتلف دون أن تكتمل العملية بتكون الجنين.
في البداية كان يظهر عليّ أعراض الحمل الطبيعية، مثل الغثيان الصباحي، وألم الثدي والظهر المعتاد، إلا أن أعراض الحمل هذه تلاشت تمامًا بعد مدة، وتجربتي مع انخفاض هرمون الحمل في هذه الفترة كانت هي الصدمة، فلم أفهم لما ينخفض الآن؟ حتى أنه قد بدأ يظهر علي أعراض مثل النزيف لكنه لم يكن قويًا، مع بعض الألم في البطن.
أجريت فحصًا طبيًا بجهاز السونار، واكتشفت الطبيبة الأمر، وكان الإجهاض وهو الحل الطبي الأمثل لحالتي، فلم يكن لهذا الحمل مصير آخر، ولو كنت تركته كان ليسبب كثر من المشاكل الصحية، فليس لديه القدرة على النمو والتطور.
إن ما مررت به في تجربتي مع انخفاض هرمون الحمل، وما واجه السيدات اللواتي تحدثت معهن في الأمر كان أليمًا بالفعل، إلا أن التدخل الطبي المبكر بالإجراء المناسب هو ما ينقذ حياتنا جميعًا، ونرجو أن تكون هذه الخبرة مفيدة لكن.