تجربتي مع الحمل خارج الرحم

تاريخ النشر: 07 يوليو 2023 - 09:33 GMT
تجربتي مع الحمل خارج الرحم
تجربتي مع الحمل خارج الرحم

ينتج الحمل عادة من اندماج الحيوان المنوي مع البويضة وتكون ما يعرف علميا باسم الزيجوت، والبويضة المخصبة تنتقل من قناة فالوب لكي تستقر في جدار الرحم الداخلي، وتبدأ مراحل نمو الجنين المختلفة، ومشكلة الحمل خارج الرحم تبدأ في هذه المرحلة عندما لا تتمكن البويضة من الانتقال إلى رحم المرأة، بل تظل علاقة في البطانة الداخلية لقناة فالوب، ونمو الجنين خارج الرحم ينتج عنه مجموعة من الأضرار الصحية الشديدة على جسم الأم، وتجربتي مع الحمل خارج الرحم يمكن أن تساعد سيدات أخريات في الإلمام بهذه المشكلة والتعرف عليها بشكل أوضح.

تجربتي مع الحمل خارج الرحم

بدأت تجربتي مع حمل خارج الرحم خلال حملي الأول، ولسوء الحظ اكتشفت هذه المشكلة بعد مرور شهر كامل على حدوث الحمل، وكان اكتشاف ذلك ناتجاً عن ألم شديد كنت أعاني منه في منطقة البطن.

كان الأمر ينعكس على صحتي كلها بشكل سلبي، حيث أن شدة الألم كانت غير محتملة، ونتيجة لها كنت غير قادرة على ممارسة أبسط الأعمال اليومية، بل لم تكن لدي القدرة على التحرك فترة بسيطة دون الإحساس بفقدان كبير في التوازن.

مع زيادة الألم توجهت مع زوجي بشكل فوري إلى الطيب من أجل اكتشاف سبب الأعراض التي أعاني منها، وبعد أن قام بإجراء مجموعة من الفحوصات، وطلب مني بعض التحاليل الطبية، اكتشف الطبيب أن سبب ما أعاني منه هو حدوث حمل، ولكن مع الأسف خارج الرحم.

عندما أخبرني الطبيب بالمشكلة لم تكن لدي المعرفة الكاملة بها، حيث كنت اسمع عن الأمر ولكن لم يسبق فهمه أو التعرف على كيفية حدوثه، ولذلك فقد قمت بطرح هذا التساؤل على الطيب والذي قام بتوضيح الأمر لي بشكل مفصل.

أخبرني الطبيب أن البويضات تلتقط الحيوانات المنوية في إحدى قناتي فالوب، وعادة عند نجاح عملية التخصيب تظل البويضة في القناة لمدة تصل إلى أربع أيام، وبعدها تبدأ البويضة بترك القناة والتوجه إلى الرحم، والانغماس في البطانة الداخلية له، ويبدأ الجنين في النمو داخلها حتى الولادة.

ولكن في بعض الحالات لا تتمكن البويضة من الدخول إلى الرحم؛ وتنغمس في أجزاء أخرى من الجهاز التناسلي، عادة ما تكون في قناة فالوب، وهنا تبدأ مرحلة الحمل خارج الرحم، والتي لا تضمن نمو الجنين بشكل صحيح، ولذلك فإن الأمر يستدعي تدخلاً طبياً فورياً، في بعض الأحيان يكون من خلال الأدوية الطبية، وأحياناً من خلال التدخل الجراحي وفق حالة الحمل.

وعندما سألت الطبيب عن طريقة العلاج التي ستناسب حالتي أخبرني أن التدخل الجراحي هو الحل، نظراً لمرور فترة طويلة من الوقت نسبياً على حدوثه، وأخبرني أن العملية سيتم فيها التخلص من الجنين، بالإضافة إلى تنظيف دقيق لقناة فالوب من أجل تجنب تكرار هذه المشكلة مرة أخرى.

أسباب حدوث الحمل خارج الرحم

أسباب حدوث الحمل خارج الرحم

بعد تجربتي مع الحمل خارج الرحم القاسية أردت أن استزيد من الطبيب حول هذا الأمر لكي أفهمه بشكل أعمق، وعندما سألته عن الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذه المشكلة، أخبرني أنها متعددة ولكن من أبرزها كل من الآتي:

  • وجود نوع من العدوى أو الالتهاب في مجرى قناة فالوب أدى إلى الإضرار بها، أو انسدادها مما منع مرور البويضة.
  • بعض أنواع العدوى التي تسبب ندوب في قناة فالوب مما يؤدي إلى سلوك البويضة طريق آخر غير الموصل للرحم.
  • حدوث تقلصات في القناة نتيجة إجراء جراحة فيها أو في منطقة الحوض.
  • بعض وسائل منع الحمل المختلفة ومن أبرزها وسيلة التقويم الشهري أو اللولب.
  • الإكثار من تناول المنشطات يؤدي إلى خلل في هرمونات الجسم وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالحمل خارج الرحم.
  • حدوث حمل في سن متأخر والذي يبدأ من عمر 35 سنة.
  • إذا كانت السيدة قد سبق لها الإصابة بالحمل خارج الرحم من قبل ولم يتم علاجها بشكل صحيح، فيمكن أن تتكرر المشكلة.
  • إذا كان التاريخ المرضي لدى السيدة يشمل على أنواع مختلفة من الالتهابات في منطقة الحوض.
  • وجود أي نوع من الزوائد اللحمية لو عملية نمو غير طبيعية في الرحم ينتج عنها انسداد قناة فالوب.

أعراض حدوث الحمل خارج الرحم

بعد أن أوضح لي الطبيب الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذه المشكلة، قمت بسؤاله عن عوارض الحمل خارج الرحم والتي تساعد في اكتشاف هذه المشكلة في وقت مبكر، فأخبرني الطبيب أنها تتمثل في النقاط التالية:

  • ألم شديد يكون على جانب واحد فقط من البطن.
  • وجود نزيف يكون فيه لون الدم فاتح ودرجة لزوجته أقل من المعتاد.
  • الشعور بألم في منطقة الكتف، والذي يدل على حدوث نزيف داخلي تنتج عنه التهاب في العصب البطني.
  • ألم شديد أثناء عمليتي التبول والتبرز.
  • الإحساس بوهن شديد في كافة أنحاء الجسم، وفي بعض الأحيان الإغماء نتيجة حدوث تمزق في قناة فالوب.
  • انخفاض شديد في مستوى ضغط الدم.
  • تغير في لون الوجه ليصبح شديد الشحوب.
  • الإصابة بالألم في منطقة الرقبة ومنطقة المستقيم.
  • حدوث إسهال متكرر.
  • حدوث تسارع في شديد في ضربات القلب نتيجة التمزق في قناة فالوب.

كيف يتم تشخيص الحمل خارج الرحم

كيف يتم تشخيص الحمل خارج الرحم

أخبرني الطبيب أن واحدة من أهم الأمور التي تساعد في علاج هذه المشكلة، هو تشخيصها بشكل صحيح أثناء الفحص، وعندما طرحت سؤال عن كيفية إتمام ذلك أخبرني أنها تتم من خلال إحدى الطريقتين التاليتين:

  • الطريقة الأولى: القيام بعملية فحص لمستوى هرمونات الجسم، وتحديداً هرمون البروجسترون، وفي حالة ظهور انخفاض في معدله فهذا يدل على وجود حمل خارج الرحم.
  • الطريقة الثانية: القيام بعملية تصوير مهبلي من خلال استخدام الموجات الصوتية.

نصائح يجب اتباعها بعد حدوث الحمل خارج الرحم

خلال تجربتي مع الحمل خارج الرحم، أوضح لي الطبيب مجموعة من النصائح التي يجب عليّ الإلمام بها، لتجنب التعرض لهذه المشكلة مرة أخرى، كان من أبرز هذه النصائح ما يلي:

  • عدم القلق من عدم القدرة على الحمل مرة أخرى، حيث أن العديد من السيدات تمكن من الحمل بشكل طبيعي حتى بعد إزالة إحدى أنابيب القناتين.
  • في حالة ظهور أي مرض يمكن أن ينتقل إلى الجنين خلال الحمل، فيجب علاجه بشكل كلي أولا قبل التخطيط للحمل.
  • الحرص على زيارة الطبيب في الموعد المحدد وإجراء كافة الفحوصات المطلوبة من أجل تحديد المدة الأنسب قبل محاولة الحمل مرة أخرى والتي عادة ما تصل إلى ست أشهر.
  • ممارسة مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تساعد في تحسين النفسية للتخلص من الأثر السلبي لهذه التجربة ومساعدة الجسم في استعادة طاقته مرة أخرى.

وفي النهاية فإن تجربتي مع الحمل خارج الرحم لم تكن تجربة بسيطة، واستغرقت مني فترة طويلة من الوقت لأستطيع التغلب على نتائجها، ويتمكن جسدي من استعادة قوته مرة أخرى، وبعد أن اتبعت تعليمات الطبيب بشكل دقيق تمكنت من تجاوز هذه التجربة ولدي الآن طفلان، ولم يحدث الحمل خارج الرحم مرة أخرى.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن