الماكروبيوتك: أسلوب حياة صحي

تاريخ النشر: 17 سبتمبر 2008 - 05:34 GMT

ماهو الماكروبيوتك؟
 
هي كلمة يونانية معناها الحياة الطويلة.  مؤسسها الياباني جورج اوشاوا.ويعتمد هذا النظام على تحديد الأغذية التي يرى أنها مفيدة للإنسان ويبعد الأغذية التي يرى أنها ضارة وتسبب الأمراض للإنسان وهذا النظام يستخدمه الأشخاص المرضى والأصحاء على السواء فالمرضى يستخدموه رغبة في الشفاء بإذن الله والأصحاء رغبة في حيوية ونشاط دائم ووقاية من الأمراض.

 

 وفي الحقيقة لا يعد الماكروبيوتك  نظام أكل فقط أنما طريقة وأسلوب حياة .وقد نجح في علاج الكثير من الأمراض المستعصية كالسرطان، والايدز، وأمراض القلب وغيرهم، ويتكون الجزء الأساسي من الغذاء في الحبوب والحنطة ويكمله الخضار والبقوليات وقليل من السمك وثمار البحر والفواكه المحلية .

 

ولا يحبذ هذا النظام تناول اللحوم إلا في الحالات النادرة لأنه يعتبرها سبب لكثير من الأمراض ويعتبر السكر العدو الأول للإنسان.وبصورة عامة يعتبر الماكروبيوتك نظام غذائي بسيط يدعو للرجوع للطبيعة والابتعاد عن الأطعمة المحضرة والمصنعة ،فكل أنسان عليه أن يأكل من بيئته حسب المواسم والحالة الصحية.

 

النظرة الفلسفية للماكروبيوتك
ينظر هذا النظام للإنسان على انه جزء مما حوله من أرض وسماء يؤثر بها وتؤثر به. وإنه ليس مفصول عن ما حوله وإنه معتمد على الشمس والهواء والماء والأرض والنار وهو مرتبط بها ويتناولها عن طريق النبات والهواء والماء .

فنظرة الماكروبيوتك توضح أن الصحة تعتمد على ما نأخذه ونتناوله مما يحيط بنا ،ولكن الإنسان قد لا يكون له السيطرة على بعض العناصر كالهواء ولكن هناك عناصر أخرى لنا كبير السيطرة عليها فنحن نستطيع أن نختار ما نأكل والغذاء في الحقيقة هو العامل الأساسي المؤثر في صحتنا.وعليه فإن الماكروبيوتك يحث على التوازن والتناغم بين الين واليانج والمحافظة على هذا التوازن من خلال تناول الغذاء المتوازن بين الين واليانج اي انثى وذكر وهذا التوازن ينعكس على الصحة أي أن المرض ينشأ من عدم تناول الغذاء المتوازن إنما غذاء يميل كله للين أو يميل كله لليانج وأما الأمراض المزمنة فيفسرها خبراء الماكروبيوتك بأنها ناتجة من عدم التوازن لمدة طويلة.
 

الغذاء المتوازن
الغذاء المتوازن من وجهة نظر الماكروبيوتك هو الذي يتكون من :
حبوب كاملة    50% إلى 60%
خضار  25% إلى  30%
بقوليات وأعشاب البحر 5% إلى 10%
حساء 5% 

 

بهذه النسب نكون قد حصلنا على ما يقارب 73% كاربوهيدرات مركبة و 15% دهون و 12%بروتين .

وتختلف نوعية الغذاء من منطقة إلى أخرى كما اشرنا سابقاً وفي الماكرويبوتك من المبادئ المهمة أن يتوائم الإنسان مع البيئة المحيطة به لذا يجب أن يكون أكل الإنسان من ما حوله وسأذكر لكم الغذاء المتوازن في المناطق الحارة وذلك لأن معظم البلدان العربية في المناطق الحارة.


المناطق الحارة:
تجعل أنفسنا أكثر جهة إلى الين(الانثى) .والطريقة المثالية لذلك هي أن نأكل من النباتات المتكيفة مع بيئتنا وبصورة طبيعية .وكلنا نلاحظ بأن الفواكه الاستوائية لها مفعول مبرد على الإنسان لذا فهي الأفضل للمناطق الحارة والعكس للباردة .فحسب مبدأ الماكروبيوتك فإن الإنسان الذي يعيش في شمال أوروبا مثلا يجب أن لا يأكل من هذه الفواكه الاستوائية.

هناك اليوم فواكه كثيرة تأتينا من أنحاء الأرض وحتى في غير مواسمها التي نعرفها . فلا يجب تناول هذه الفواكه لأنها مرشوشة بمواد كيماوية محفوظة وغير ناضجة. كذلك التقليل من الأغذية الحيوانية في المناطق الحارة (الأسماك).

تعتبر الباذنجان والبطاطا من نباتات الين المتطرفة جدا وإن كانت من نباتات المناطق الحارة لذا يجب تجنبها على الإطلاق وخاصة لمرضى السرطان.

غذاء الصيف :الخضار ،الخس ،البازلاء الخضراء فكلها لها تأثير المبرد.

أما الحبوب والتي تعتبر متوازنة فهي بين الين واليانج لذلك تؤكل حول العالم وفي كل الفصول.

عندما نسافر لمناطق أخرى في العالم علينا أن نكيف أنفسنا على أكل الطعام الخاص لتلك المنطقة مثلا عندما نسافر للإسكيمو فيجب أن نأكل الأسماك المليئة بالدهون والكاري في الهند والتمر بالخليج والجزيرة العربية....وهكذا

كذلك حاجات الأفراد مختلفة من شخص إلى آخر مثلا الأشخاص الذين يؤدون أعمال بدنية كالزراعة او العمال يحتاجون إلى غذاء يانج أكثر لمقابلة هذا الجهد البدني . وأما الأعمال الذهنية والتي لا تحتاج لأعمال بدنية كالكتابة والرسم فيحتاج صاحبها إلى أغذية ين أكثر لتقابل الجهد الذهني المبذول .
 

كيف نبدأ بتغيير عاداتنا الغذائية الى الماكروبيوتك

1. تناول الحبوب الكاملة يوميا كالرز البني والخبز والطحين الأسمر والمكرونة المصنوعة من طحين أسمر وأن تتخلص من الحبوب المنزوعة القشور أو بالأحرى منزوعة الفائدة وإذا لم تكن تصدق ما نقوله فانظر إلى الدراسة الآتية:

عند نزع القشرة من حبة الأرز فإننا ننزع:

 40%   من الكالسيوم

55% من الفوسفور

55%  من الحديد

56% من البوتاسيوم

78%   من فيتامين ب1

50%  من فيتامين ب2

69% من فيتامين ب

70% من الألياف

فلنا أن نتصور كم نخسر بتناول الأرز الأبيض.  وبعد أن نتعود على هذه الحبوب ويصبح تناولها طبيعي وبدون تكلف نبدأ بالخطوة الثانية.

2. التوقف عن تناول اللحوم الحمراء والدواجن والبيض: فتعتبر هذه الأغذية من أغذية اليانج المتطرفة لذا يجب تجنبها.وبما إن اللحوم تعتبر وجبة أساسية في طعامنا لذا نوصي بالتدرج في التخلص منها واستبدالها بالسمك ويطبخ كل مرة بطريقة مختلفة لكي لا نصاب بالملل. ولكن لا يكون السمك الطبق الأساسي في الوجبة وانما قطعة صغيرة فقط وان يكون الطبق الأساسي هو الحبوب والبقوليات مع سلطة خضراء ولا تتعدى وجبة السمك ثلاث مرات بالأسبوع. وإذا كنت تحب اللحم فالقليل منها.

3. تبديل السكر بما هو أفضل منه: فهو يعتبر من أطعمة الين المتطرفة وهناك المثير من الأشياء التي نستطيع أن نستبدلها بالسكر كالفاكهة الحلوة مثل التمر والدبس والتي ممكن أن تستخدم بعمل الكيك أو الحلاوة الطحينية المصنوعة من الدبس التي هي أطعم بكثير من التي مصنوعة من السكر الصناعي ولكن انتبه ففي البداية ستشعر انك بحاجة للسكر فأصبر وحاول التخلص منه بالتدريج كتقليل كميات السكر من الشاي وتدريجيا سيمكنك أن تستغني عن السكر الصناعي.

بعد تخطي هذه الخطوات الثلاثة بنجاح سنكون قد أتممنا الجزء الكبير من مرحلة التحول إلى نظام الماكروبيوتك.

تناول الحساء يوميا وجعله من الوجبات الرئيسية: ويجب أن يحتوي على الخضار ذات الجذور وجزء من ذات السيقان وبعدها الأوراق.يعني أن تكون متنوعة بين الين واليانج. وفي هذه المرحلة يمكن التعود على أعشاب البحر بإضافتها إلى الحساء تدريجيا مع الصويا صوص.

استبدل الألبان ومشتقاتها بمشتقات نباتية: صحيح أن الحليب ومشتقاته غني بالكالسيوم ولكن الجسم لا يمتص الكالسيوم وبالتالي لا يستفيد منه. وهنالك إحصائية أجريت في اليابان (وهم عادة لا يتناولون الحليب وهم اقرب للماكروبيوتك في غذائهم) ودول شمال أوروبا (وهم يتناولون الحليب ومشتقاته بصورة كبيرة جدا) للنساء المصابات بهشاشة العظام، ولقد دلت النتائج عكس ما هو معتقد فلقد تبين أن النساء اليابانيات نادرا ما يصبن بهشاشة العظام مقابل نسبة عالية في شمال أوروبا. وهناك الكثير من مصادر الكالسيوم كالخضار الورقية ذات اللون الأخضر الغامق، والأعشاب البحرية التي تحتوي على نسب عالية منه وكذلك المكسرات كاللوز والسمسم وبعض البقوليات وأيضا يوجد هناك جبن التوفو المصنوع من حبوب الصويا والطحينية التي يمكن أن يدهن بها الخبز بدل الزبدة.

التوقف عن شرب الكافيين: ويتم التوقف تدريجيا عن القهوة والشاي واستبدالها بمشروبات طبيعية لا تحتوي على كافيين كشاي الشعير المحمص.

اختيار الفواكه المناسبة احرص في هذه المرحلة على التدقيق في اختيار الفواكه المناسبة . وبما أن الطقس لدينا بصفة عامة حار لذا فإن الفواكه الملطفة والتي تطفئ الحرارة بالجسم والمزروعة في البيئة المحلية أو القريبة منها وفي الموسم هي الفاكهة المناسبة .