أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، استشهاد ناطقها العسكري المعروف باسم أبو عبيدة، في إعلان أنهى حالة ترقب استمرت عامين ظل خلالها حضوره الإعلامي محور متابعة يومية مع تطورات عملية طوفان الأقصى.
ونعت الكتائب أبو عبيدة واصفة إياه بأنه صوت الأمة ورجل الكلمة والموقف، وقائد إعلام القسام الذي ترك، بحسب البيان، أثرا عميقا في وجدان الفلسطينيين وأنصار القضية الفلسطينية.
هوية أبو عبيدة الحقيقية
للمرة الأولى، كشفت كتائب القسام عن الاسم الحقيقي للناطق باسمها، موضحة أن أبو عبيدة هو حذيفة سمير عبد الله الكحلوت، وكنيته أبو إبراهيم، في خطوة جاءت بعد سنوات من الغموض فرضتها اعتبارات أمنية، إذ كان اسمه مدرجا على قوائم الاغتيال لدى الاحتلال الإسرائيلي.
كما نشرت الكتائب صورة له دون لثام لأول مرة.
ملابسات الاستشهاد
أفاد بيان لحركة حماس أن أبو عبيدة استشهد في قصف نفذه الاحتلال الإسرائيلي، واصفا الهجوم بالغادر، دون تحديد تاريخ دقيق للغارة التي ارتقى فيها.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في 30 أغسطس/آب الماضي اغتياله خلال غارة على مدينة غزة، حيث صرّح وزير الدفاع في حينه يسرائيل كاتس بتصفيته، وأصدر جيش الاحتلال وجهاز الشاباك بيانا مشتركا حول العملية، دون أن تؤكد حماس أو تنفي الخبر آنذاك.
مصير عائلة أبو عبيدة
وأوضحت حركة حماس أن أبو عبيدة استشهد برفقة زوجته وأولاده جراء القصف ذاته، معتبرة أن نهايته جاءت، وفق وصفها، بعد مسيرة حافلة بالجهاد والعمل الإعلامي والميداني في قطاع غزة.
سيرته العسكرية والإعلامية
بحسب كتائب القسام، امتدت المسيرة العسكرية والإعلامية لأبو عبيدة نحو 20 عاما، وكان أول ظهور علني له في 25 يونيو/حزيران 2006، عندما أعلن تنفيذ عملية الوهم المتبدد التي أسفرت عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وتشير تقديرات الاحتلال الإسرائيلي إلى أن نشاطه الميداني والإعلامي بدأ منذ عام 2002، قبل أن يصبح المتحدث الرسمي باسم القسام بعد عام 2006، مع حفاظه الدائم على إخفاء ملامحه.
وخلال عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اكتسب أبو عبيدة حضورا واسعا على المستويين العربي والإسلامي، من خلال بيانات متكررة نقل فيها تفاصيل العمليات العسكرية ورسائل المقاومة، وظل طيلة عامين تقريبا المصدر الإعلامي الأبرز لكتائب القسام.
خلفيته العلمية
وتحدثت تسريبات سابقة عن أن أبو عبيدة حاصل على درجة الماجستير من كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية بغزة عام 2013، عن بحث تناول موضوع الأرض المقدسة في الديانات السماوية، وكان يعمل على إعداد رسالة دكتوراه في التخصص ذاته.
كما عُرف بأسلوبه الخطابي المؤثر، الذي جمع بين الإيجاز والدقة والهدوء، ما منحه حضورا لافتا وكاريزما إعلامية خلال مخاطبة الرأي العام.
