هل تصنع«الفياجرا النسائية»السعادة الزوجية؟

تاريخ النشر: 21 يوليو 2013 - 11:35 GMT
الفياجرا هل تنقذ الفتور الجنسي لدى النساء.
الفياجرا هل تنقذ الفتور الجنسي لدى النساء.

هل تصنع «الفياجرا النسائية» ربيع الأزواج في مستقبل قريب؟ قبل بضع سنوات كان هذا الأمر أشبه بالسراب غير أن الأبحاث العلمية التي أجريت على مدى الأعوام الماضية على وجه الخصوص قد تعطي أكلها ونشهد بالتالي ميلاد عصر «الفياجرا» الخاصة بالنساء.

فبعد إجراء سلسلة من التجارة العلمية الواعدة أعلنت شركة niarB lanoitomE أن وكالة الأغذية والأدوية الأمريكية على وشك الموافقة على ترخيص حبة «الفياجرا النسائية» بعد استيفاء كل الشروط العلمية والقانونية على أن طرح هذا المنشط الجنسي الخاص بالإناث في الأسواق قد لا يتم قبل انقضاء عامين كاملين.

لقد بدأ الاعتقاد يسود بأن الفياجرا تكون الحل السحري لجميع المشكلات الجنسية التي تواجهها المرأة وخاصة إذا ما وصلت إلى سن اليأس. تشير الأرقام الإحصائية المتخصصة في الخصوبة إلى أن الكثير من الرجال باتوا يعتمدون على الحبة الزرقاء وأخواتها من أجل إنجاح العلاقة الجنسية الزوجية علما بأن معضلة البرود الجنسي لدى المرأة أو الرجل تتسبب في انهيار الكثير من العلاقات الزوجية.

تأكد اعتماد غالبية الرجال في العالم على الحبة الزرقاء كمنشط في العملية الجنسية ونجاح العلاقة الزوجية، مما جعل العديد من السيدات تتساءلن: «لماذا لا يكون هناك علاج مماثل لهن؟ هذا ما جعل باحثون بريطانيون يفكرون في تطوير دواء جديد للنساء له مفعول الفياجرا المخصص للرجال يزيد الشهوة الجنسية للنساء».

لقد اكتشف الباحثون البريطانيون مادة قادرة على إيقاد الشهوة الجنسية لدى المرأة وزيادة فرصها في الحصول على النشوة المطلوبة وهو «الحل السحري» الذي يمكن أن يساعد ملايين النساء اللاتي يعانين مثل هذه المشاكل الزوجية. في الحقيقة، فإن عبارة «الفياجرا النسائية» تفتقر إلى الدقة.

فعلى عكس الرجال فإن النساء لسن في حاجة إلى مثل هذا المنشطات. لا تتعلق المشكلة بقدرة المرأة على ممارسة العلاقات الجنسية بل إن المشكلة تتمثل في أن المرأة لا ترغب أحيانا في ممارسة الجنس بالقدر الكافي. لقد أظهرت دراسة علمية قيمة أن ما بين 10% و15% من النسوة يعانين من مشاكل نفسية تنعكس سلبا على استعدادهن لممارسة الجنس بكل قوة وبشكل منتظم. يعتبر العلماء أن حبة «الفياجرا النسائية» ستكون أكثر من مجرد منشط يزيد من تدفق الدم بما يحدث حالة هيجان ويعزز من الرغبة في ممارسة الجنس لدى المرأة.

ذكرت صحيفة «صن» أن فريقا من الباحثين يعمل في شركة «فايزر» المنتجة لحبوب الفياجرا يعكفون الآن على إنتاج أقراص على غرار حبوب الفياجرا لعلاج الضعف الجنسي لدى الرجال، والتي ساعدت الملايين منهم على تحسين أدائهم الجنسي. وفي هذا الصدد ذكر كبير الباحثين كريس ويمان الذي يشارك في هذا المشروع أن فريق العلماء قد بدأ يتوصل إلى تحديد العوامل المشاركة في إيقاد الشهوة الجنسية لدى النساء ويعمل على تطوير العلاج المطلوب، مضيفا أن 40 من النساء يواجهن مشاكل في مرحلة ما من حياتهن تجعلهن يفقدن ميولهن الجنسية وهي معضلة حيرت العلماء حتى الآن.

لكن لنفكر من زاوية الرجل وما يدور في مخيلته.

كيف سيكون شعور الرجل إذا أيقن أن المرأة التي تقاسمه فراش الزوجية لا تستطيع أن تمارس معه الجنس إلا إذا تناولت حبة «الفياجرا»؟ هل سينسيه ذلك حقيقة أن زوجته تعاني من الفتور الجنسي وعدم الرغبة في الجماع إذا لم تتناول هذه الحبة؟ ألن يتأثر الرجل نفسيا إذا ما شعر بأن المتعة الجنسية مع زوجته «مصطنعة وأن الفضل فيها يعود إلى حبة «الفياغرا» التي تباع في الصيدلية؟ في الحقيقة فإن الرجل اشتهر دائما بعدم قدرته على معرفة ما إذا كانت اللذة الجنسية والنشوة التي تشعر بها المرأة معه حقيقية أم مصطنعة أي تمثيل في تمثيل؟

أليس هذا الشعور الذي ينتاب الأزواج المحبطين بسبب ما تعانيه زوجاتهم من فتور جنسي هو الذي يدفع الكثير منهم للارتماء في أحضان المومسات؟ لقد توصل العلماء إلى أن «الهبوط» في الرغبة الجنسية لدى المرأة خلال علاقة طويلة المدة لا يعود إلى «البرود الجنسي» الذي تعانيه المرأة بقدر ما هو ناتج بالدرجة الأولى غياب «التجديد» في العلاقة الجنسية بين القرينين، بل إن وضع «الزوجة الواحدة» هو الذي يتسبب في هذا البرود الجنسي وقد يكون تعدد الزوجات السبيل لإدخال بعض التجديد في العلاقات الزوجية والجنسية.

لقد أظهرت بعض الدراسات العلمية والنفسية أن حالة «الروتين والفتور الجنسي» تشمل ما لا يقل عن 40% من النساء المتزوجات. هل هذا مرض نفسي يضرب المرأة المتزوجة أم هل يتعلق الأمر بحالة عادية؟ لقد ذكر الكثير من الرجال أن الأمر يختلف تماما وأن الجذوة الجنسية تتجدد لديهم عند الدخول في علاقة جنسية جديدة.

يعتبر العلماء أن «الوضع المألوف» يسبب حالة من اللامبالاة الجنسية لدى المرأة. لذلك نجد أن المرأة التي لا تعيش مع قرينها في نفس المنزل ولا تقاسمه نفس الفراش هي التي تكون أكثر شغفا جنسيا». لماذا يحدث ذلك؟ يقول العلماء إن الحضور الدائم يجعل العلاقة بين الرجل والمرأة «مألوفة» ويفقدها جذوتها مع مرور الوقت أما البعد فإنه يؤجج الرغبة الجنسية عند اللقاء.

لعل تركيز المرأة المتزوجة على تدبير شئون منزلها وتنظيف ملابس زوجها وكيها وترتيب يشعرها بأنها بمثابة أم أو خادمة له الأمر الذي ينعكس سلبا على «نيرانها الجنسية» تجاهه.