الناقدة والكاتبة السورية أسيمة درويش: الرجل والمرأة يعيشان المعاناة نفسها

تاريخ النشر: 23 يوليو 2000 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قالت الناقدة والكاتبة السورية أسيمة درويش بأن المرأة والرجل يعيشان على حد سواء، المعاناة نفسها في هذا العالم، لا سيما في العالم الثالث، إذ الجميع مظلوم، وأضافت بأن الرجل يعيش الظلم أحياناً أكثر من المرأة نتيجة الأعباء التي تواجهه في حياته وعمله وعلاقته بمرؤوسيه "كلنا في هذا العالم مسحوقون ومعذبون وأحلامنا مهشمة ومكسورة·، حتى التقدم الذي نطمح إليه تحل مكانه نكبات لا مبرر لها".  

واشارت إلى أن الكاتب كسواه من المبدعين، يتعامل مع هذا العالم من خلال محور الكتابة، فيفرغ شحناته ويعلن رفضه، لأنه لا يمكنه الكتابة بشكل محايد، أو فردي، ولهذا فهو يحتاج الى الكثير من المعطيات حتى يكمل ويطور عمله الفني، وحتى يستطيع ان يصور الصورة بشكل صحيح. 

وأضافت في حوار أجرته معها صحيفة"الاتحاد" الإماراتية ونشرته اليوم الأحد، بأن الشخصية أحياناً تتمرد على الكاتب، وتهدم كل الهياكل التي بناها لأسباب مختلفة. 

وعن علاقتها بالكتابة قالت:" لا أستطيع ان انتزع نفسي مما أكتب"، فالرواية قد تكون سيرة ذاتية ومتخيلة بذات الوقت ولا يمكن الفصل بينهما، لأن حالة التذكر والتجربة الذاتية، والأحلام والمعايشة الحياتية تسقط تلقائياً على الورق.  

وأضافت بأن الكاتب ينطلق من الأماكن التي يعرفها ومن أسرته، ومن الروائح التي شمها، من الرؤى التي يحلم بها، وبعد ذلك يأتي بناء الشخصيات بقواعده وأصوله وحاجاته الفنية. 

وأكدت أن الكاتب لا يستطيع الالتزام بمزاج معين، لأن الكتابة لا يحددها الفرح ولا الحزن، بل قضية وجود." أنا اكتب إذا أنا موجودة، الكتابة تعطيني الاستمرارية لأهمية وجودي"، وأشارت إلى أن الحزن حين يكون في الرواية، فذلك لكونه موجودا قبل ذلك في الذاكرة، وفي القلب، وحتى في أقصى درجات الصفاء، وبأن الكاتب حين يكتب تهبط أحاسيس الأسى على كلماته، فتغتسل بالدموع ويصبح وكأنه يكفكف الدمع عن الأوراق بحالة لا شعورية، لذلك يجب أن يكون في السيرة الذاتية دفق قوي من الشجاعة والجرأة مع الذات أولاً - -(البوابة)