نيمار: تربية ابني أصعب من لعب الكرة... ومتحمس للثأر من المكسيك

تاريخ النشر: 29 يناير 2013 - 12:40 GMT
البوابة
البوابة

أصبح نيمار دا سيلفا بفضل تسريحات شعره الغريبة ورقم 11 على ظهره ومخزونه الذي لا ينضب من الإبداع من نجوم عالم كرة القدم.

ولكن النجم البرازيلي الذي اختير أفضل لاعب في قارة أميركا الجنوبية للعام الثاني على التوالي لم يصب بالدوار... بل على العكس تماماً، فبالرغم من تهافت عمالقة كرة القدم الأوروبية على التعاقد معه، إلا أن مهاجم سانتوس والسيليساو يأخذ الأمور بكل هدوء واتزان، إذ أنه لم يغادر بعد بلده الأصلي الذي فاز فيه بعدة ألقاب منها كأس ليبرتادوريس عام 2011.

ويستعد نيمار لتكرار المزيد من النجاحات خلال عام 2013.

وقد تحدث النجم البرازيلي للموقع الرسمى للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عن حصيلته خلال عام 2012 والتغييرات التي طرأت على منتخب بلاده وعن طفله الصغير والعقد الذي يربطه بفريق "السمكة" حتى عام 2014... وفيما يلي نص الحوار كما ورد على "فيفا":

فيفا: هذه المرة الثانية التي تحضر فيها مراسم حفل جائزة كرة FIFA الذهبية في زيوريخ. ما هو شعورك حيال ذلك؟

نيمار: اشعر بفخر وسعادة كبيرين. أنا سعيد جداً بتواجدي إلى جانب لاعبين اعتبرهم أمثلة بالنسبة لي وفي حفل بهذا الحجم يجتمع فيه أفضل لاعبي العالم.

فيفا: تعلم أنك الممثل الوحيد لكرة القدم الأمريكية الجنوبية على مستوى الأندية. هل هذا يجعل الأمر استثنائياً أكثر؟

نيمار: نعم، إنه شعور مميز. اشعر بأني أديت عملي على أكمل وجه وأني أمشي على الطريق الصحيح. أنا سعيد جداً بتحقيق الأهداف التي وضعتها. آمل الآن بالمواصلة على نفس المنوال حتى أكون حاضراً هنا في السنوات القادمة أيضاً.

فيفا: تم ترشيحك للمرة الثانية على التوالي للحصول على جائزة بوشكاش لأفضل هدف في العام. هل تسجيل الأهداف الجميلة يدخل أيضاً ضمن الأهداف التي تضعها نصب عينيك كل عام؟

نيمار: لا، لا... إنها أمور تحدث فحسب، لا أفكر في تسجيل أهداف جميلة عندما أكون على أرض الملعب. اشكر الله على تسجيلي أهداف رائعة ساعدتني بالأساس على حضوري هذا الحفل!

فيفا: هل تستمتع بإهداء التمريرات الحاسمة بنفس قدر السعادة لدى تسجيلك الأهداف؟

نيمار: استمتع بالأمرين معاً! عندما يتعذر علي تسجيل هدف، يسعدني إعطاء تمريرة حاسمة. بل أكثر من ذلك، في كل مرة أمرر فيها تمريرة حاسمة لزميل في الفريق، اشعر كما لو أنني سجلت الهدف.

فيفا: ما هو الأمر الأصعب بالنسبة لنيمار اليوم: التألق في عالم كرة القدم أم تربية الطفل؟

نيمار: يعتمد هذا على الوقت! (يضحك) يبلغ ابني من العمر عاماً ونصف تقريباً الآن وقد بدأ يخلق لي الكثير من المتاعب. يمكنني القول الآن أن تربية الطفل أصعب قليلاً...

فيفا: كيف تصف نفسك كأب وأنت ما تزال شاباً؟

نيمار: أنا أب سعيد جداً وممتن لله الذي منحي هذه الهدية الرائعة. بالطبع، فأنا أدلع ابني كثيراً. أحاول أن أكون معه باستمرار سواء في المعسكرات التدريبية أو في منزلي أو في منزل والدته. أحب أن أقضي معه أطول وقت ممكن.

فيفا: دعنا نتحدث عن كرة القدم. ما هي اللحظة التي لن تنساها في عام 2012؟

نيمار: إنها المباراة التي لعبتها أمام كروزيرو في الدوري البرازيلي عندما صفق لي جماهير الفريق المنافس (في 4 نوفمبر حينما سحق سانتوس مستضيفه كروزيرو بنتيجة 4-0، وسجل نيمار ثلاثة أهداف). تأثرت كثيراً بذلك. شعرت بالفخر والاعتزاز، وهو ما لن أنساه أبداً.

فيفا: شاركت أيضا في الألعاب الأولمبية بلندن. كيف تقيّم هذه المشاركة التي انتهت بالخسارة في المباراة النهائية أمام المكسيك؟

نيمار:  إنه أمر صعب جداً. كانت لحظات سعيدة وحزينة في نفس الوقت. تعلمت الكثير من تلك التجربة. فالعديد من الرياضيين الأوليمبيين يبحثون عن الفوز بميداليات سواء كانت برونزية أم فضية أم ذهبية. ونحن فزنا بالفضية: لم يكن ذلك ما كنا ننتظره، ولكنه يبقى إنجازاً رائعاً بالنسبة لأي رياضي. للأسف فقد خسرنا النهائي، ولكنني أيضا سعيدٌ لكوني لاعباً أوليمبياً حائزاً على ميدالية.

فيفا: ستواجه المكسيك في كأس القارات المقبلة. هل ستشكل هذه المناسبة فرصة انتقام لأولئك اللاعبين الذين شاركوا في لندن؟

نيمار: نوعاً ما! (يضحك بصوتٍ عال) بعد أن خسرنا معهم المباراة النهائية، نحن متحمسون الآن لملاقاتهم. ولكننا لا نكن لهم أي عداء بطبيعة الحال. هكذا هي لعبة كرة القدم، لا بد من فائز في المباراة النهائية وهو ما تأتى لهم في تلك المناسبة. اعتقد أنهم استحقوا الفوز.

فيفا: شهد المنتخب البرازيلي تغييرات كبيرة في 2012. ماذا استفدتم من مانو مينيزيس؟

نيمار: كان مانو أول من استدعاني للعب في المنتخب البرازيلي. تعلمت الكثير معه، بطبيعة الحال. لكل مدرب أساليبه الخاصة، بحيث يمكنك أن تتعلم منهم جميعاً. وهو الأمر الذي لم يختلف مع مانو الذي تعلمت منه الكثير.

فيفا: ماذا تنتظرون من مجيء لويز فيليبي سكولاري؟

نيمار: سقف التوقعات مرتفع جداً. نتحدث عن مدرب كبير، سبق لي أن لعبت ضده، وهو شخص مميز أيضاً. أتمنى أن ينعكس ذلك على أداء المنتخب ونفوز بجميع المباريات.

فيفا: إنه آخر مدرب فاز مع البرازيل بكأس العالم. ما الذي تذكره من بطولة عام 2002؟

نيمار: اذكرها جيداً! كنت في سن العاشرة آنذاك، استيقظ في وقتٍ مبكرٍ جداً لمشاهدة تلك المباريات. أملأ الدنيا تشجيعاً وصراخاً في الصباح. اذكر كل المباريات والأهداف، وخاصة أهداف المباراة النهائية.

فيفا: ما مدى أهمية كأس القارات بالنظر إلى غياب المنتخب البرازيلي عن منصات التتويج خلال السنوات الأخيرة؟

نيمار: إنها بطولة في غاية الأهمية سنواجه فيها منتخبات قوية جداً. وهو ما سيساعدنا على الإستعداد جيداً لنهائيات كأس العالم. يجب أن نستغل هذه البطولة لخلق الإنسجام اللازم بين الفريق والمدرب الجديد والتعود على أساليب تدريب مختلفة تماماً. هدفنا هو تحقيق ذلك في أسرع وقت ممكن من أجل مصلحة المنتخب.

فيفا: هل أنت مستعد لتحمل الضغط الذي يمثله لعب بطولتين في غاية الأهمية أمام الجماهير البرازيلية التي دائماً ما يكون سقف توقعاتها مرتفعاً جداً؟

نيمار: الضغط كبير جداً. بغض النظر عن المكان، الضغط دائماً حاضر، ولكنه سيكون أشد في بلادنا. نعي هذا الأمر جيداً، ولكننا نحب ذلك، إنه ضغط إيجابي. إني محظوظ لأني لعبت العديد من المباريات النهائية في مختلف البطولات، الشعور بالضغط للفوز أمر رائع حقاً، نحن مستعدون لهذا كله، فاللاعب البرازيلي يتقبل هذا الأمر بشكل طبيعي، إننا نستعد لتلك اللحظة.

فيفا: أين يتواجد المنتخب البرازيلي اليوم؟ هل تتفق مع رونالدو الذي قال مؤخراً بأنه لا يتواجد ضمن أفضل خمسة منتخبات في الوقت الحالي؟

نيمار: إذا نظرنا إلى التصنيف العالمي لن نجد البرازيل ضمن المنتخبات الخمسة الآوائل في الوقت الحالي، لكننا نعمل بجد لتعزيز هوية الفريق وخلق انسجام أكبر بين صفوفه. فهذا المنتخب حديث العهد، وقد طرأت عليه الكثير من التغييرات، لذا فهو بحاجة إلى العمل بجد لتعزيز هذه الهوية والوصول إلى القمة مرة أخرى.

فيفا: ما هي الأهداف التي وضعتها لعام 2013؟

نيمار: أولاً، مساعدة سانتوس على الفوز بالألقاب بأي شكل من الأشكال، سواء تسجيل الأهداف أو إعطاء التمريرات أو الدفاع بشراسة إذا لزم الأمر. هذا هو الأهم في نهاية المطاف. ونفس الشيء مع المنتخب، الفوز بالبطولات والصعود به إلى القمة مرة أخرى.

فيفا: هل ستبقى في سانتوس حتى ما بعد كأس العالم؟

نيمار: لا أعرف. يربطني بالفريق عقد يمتد حتى عام 2014، ولكن كأس العالم لا تزال بعيدة. لا أعرف ما إذا كنت سأجدد العقد مع الفريق أم لا. إنها مسألة شخصية سأناقشها مع عائلتي ومع سانتوس. لا شك أننا سنتحدث عن هذا الأمر في وقتٍ لاحق.

فيفا:  أخبرنا داني ألفيش أنه يدفعك بإلحاح للانضمام إلى برشلونة؟

نيمار (يضحك بصوت عال): داني يحرجني دائماً! إنه يضعني في موقف محرج...

فيفا: هل تعتقد أن بقاءك لفترة طويلة في البرازيل قد يؤخر تطورك كلاعب؟

نيمار: لا اعتقد ذلك. يمكن لأي لاعب أن يطور ويحسن أداءه بغض النظر إن كان خارج أو داخل البرازيل. أما في الجانب الشخصي، فإن كل عام يمر أحس معه بأني أطور أسلوب لعبي واستفيد من التجربة المتراكمة. البعض يقول بأنه عليك الخروج من البرازيل لتطوير الأداء، لكني لا أوافقهم الرأي.

فيفا: تبلغ من العمر 20 عاماً فقط ولكنك فزت بالعديد من الألقاب وأصبح اسمك معروفاً في العالم بأكمله. كيف تتعامل مع كل هذا في حياتك اليومية؟

نيمار: أدرك جيداً بأني ما زلت سأعيش أشياء أخرى كثيرة في الحياة، وحتى يومنا هذا كل شيء حدث بسرعة كبيرة. ولكني اشعر بأني مستعد لكل شيء: عندما أتيحت لي الفرص عملت بجهد لاستغلالها، ولهذا السبب أنا سعيد للغاية. أريد أن احقق الآن الكثير من الأمور واحصل على المزيد من الألقاب سواء مع سانتوس أو مع المنتخب، يتمثل هدفي بمواصلة التطور ليس فقط كلاعب، ولكن كشخص أيضاً.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن