يتطلع برشلونة إلى رد الصاع بمثليه لغريمه ريال مدريد عندما يحل ضيفاً عليه الليلة على ملعب سانتياغو بيرنابيو في إياب كأس السوبر الإسباني، ولا سيما أن النادي الملكي سيفتقد أبرز أسلحته، كريستيانو رونالدو بداعي الإيقاف.
البحث عن ممر سهل
حقق ريال مدريد فوزاً عريضاً بنتيجة 3-1 على برشلونة في ذهاب كأس السوبر الإسباني ليزيد من فرص تتويجه باللقب، حيث أنه يستضيف مباراة الإياب على ملعبه ووسط جماهيره.
ومُني البارسا الأحد بهزيمته الأولى على الإطلاق في مباراة الذهاب على أرضه بنتيجة 1-3 في جميع المسابقات بسبب رونالدو، إذ دخل الأخير في الشوط الثاني ومنح فريقه التقدم 2-1 في الدقيقة 80 بعد أن عادل ليونيل ميسي النتيجة لصاحب الأرض قبلها بثلاث دقائق.
إلا أن النجم البرتغالي بالغ في احتفالاته ونال بطاقة صفراء لنزعه قميصه، ثم تلقى بطاقة صفراء ثانية بعدها بدقيقتين لأن الحكم ريكاردو دي بورغوس بنغويتكسيا اعتبر أنه حاول التحايل عليه للحصول على ركلة جزاء.
وطرد رونالدو نتيجة ذلك من اللقاء ولم تكن ردة فعله مقبولة إذ دفع الحكم وكانت النتيجة إيقافه خمس مباريات، واحدة بسبب الطرد وأربع نتيجة “ردة فعل غير مبررة وغير متناسبة” وفقاً للاتحاد الإسباني.
ولم يكن زين الدين زيدان الذي أصبح أول مدرب لريال لا يخسر أياً من زيارته الثلاث الأولى إلى كامب ناو، راضياً عن الإنذار الثاني الذي ناله نجمه.
وقال بعد المباراة: “طرد رونالدو يزعجني لأنه حتى وإن لم تكن هناك ركلة جزاء، فإن البطاقة قاسية”.
إلا أن زيدان رفض انتقاد الحكم خلافاُ للقائد سيرجيو راموس الذي قال: "يطرد الحكم لاعباً مؤثراً جداً في مباراة كلاسيكو قبل 10 دقائق على النهاية، كان الأجدى به التعامل مع ما حصل بشكل أفضل”.
واعتبر راموس أن ما قام به رونالدو كان “عملاً غريزياً بحتاً” ولم يحاول التحايل على الحكم، مصنفاً ما حصل بـ ”حركة فقد فيها توازنه، وهو لم يمثل في أي لحظة”.
استياء كبير
أعرب زيدان عن استيائه الشديد من عقوبة الإيقاف لخمس مباريات التي وقعت على رونالدو.
وقال المدرب الفرنسي في المؤتمر الصحفي الذي عقده على هامش مباراة الإياب: "أنا مستاء للغاية، عندما تنظر إلى كل ما حدث وتكتشف أن رونالدو لن يلعب معنا خمس مباريات (يتأفف)، هنالك شيء غير طبيعي، نعم أنا مستاء، وكذلك الجميع”.
وأضاف: “العقوبة مبالغ فيها بالنسبة إلى الفعل الذي قام به، كيف لا يزعجني هذا، إنه أمر طبيعي، لا أتدخل في عمل الحكام ولكن الإيقاف لخمس مباريات مقارنة بما حدث أمر مبالغ فيه".
وأكد المدير الفني الفرنسي أن الدولي البرتغالي يشعر بالاستياء أيضاً لأنه يرغب في اللعب ويشعر بالانزعاج عندما لا يستطيع القيام بذلك.
وتابع: “في النهاية سأتأقلم مع عقوبة الإيقاف لخمس مباريات، نشعر بالاستياء عندما نفكر في أن رونالدو لن يكون معنا لوقت طويل”.
بدوره، اتفق الظهير الأيمن لريال مدريد، داني كارفاخال، مع ما قاله مدربه، وأكد أن لاعبي فريقه يشعرون بالضيق الشديد من عقوبة الإيقاف المفروضة على رونالدو.
وقال الدولي الإسباني: “إنها عقوبة مبالغ فيها في الحقيقة، لم يكن كريستيانو يريد إهانة الحكم، هذا الموقف محبط بالنسبة له، إنهم يطردونه إلى الشارع في الوقت الذي لم يكن يستحق فيه الطرد، نشعر بضيق شديد من هذه العقوبة”.
وفي ختام حديثه اعتذر كارفاخال للحكام وأوضح قائلاً: “لا يمكننا الدخول إلى عقول الحكام، إنهم يقومون بعملهم بأفضل طريقة ممكنة، وجميعنا قد نرتكب أخطاء، نصب تركيزنا على لعب كرة القدم”.
ويمني البارسا الذي خاض الأحد مباراته الرسمية الأولى منذ رحيل نيمار إلى باريس سان جيرمان نفسه بالاستفادة من غياب رونالدو لمحاولة تكرار سيناريو زيارته الأخيرة إلى سانتياغو بيرنابيو حين أسقط النادي الملكي 3-2 في المرحلة الـ 33 من الدوري الإسباني الموسم الماضي بفضل هدف في الوقت بدل الضائع لميسي.
وبطبيعة الحال، لن تكون نتيجة 2-3 كافية لبرشلونة للاحتفاظ بالكأس وتعزيز رقمه القياسي بالحصول عليه (توج به 12 مرة مقابل 9 لريال)، لكن نجمي الفريق الكتالوني ميسي ولويس سواريز كانا متفائلين حيال إمكانية قلب الأمور لمصلحة فريق المدرب إيرنيستو فالفيردي الذي سقط في اختباره الرسمي الأول كخليفة للويس إنريكي.
ولجأ ميسي وسواريز إلى منصات التواصل الاجتماعي من أجل الدعوة إلى نسيان مباراة الأحد والتركيز على مواجهة الإياب، حيث كتب الأول في حسابه على موقع "إنستغرام": “كان يوماً سيئاً، علينا أن نستعيد توازننا وأن نمضي قدماً. إنها البداية فحسب”.
تفاؤل مفرط
أما سواريز فطلب من الجماهير على الموقع ذاته “التحلي بالقوة على الدوام، وأن تكونوا إيجابيين وتتطلعون إلى الأمام”.
وقد خاض اللاعبان الدقائق التسعين من مباراة الأحد وكانا خلف الهدف الوحيد لفريقهما الذي تخلف بهدف عن طريقة الخطأ سجله جيرارد بيكيه، إذ انتزع سواريز ركلة الجزاء ونفذها ميسي بنجاح قبل أن يرد رونالدو بهدفه الـ 17 في مواجهات الكلاسيكو، وأصبح بالتالي على بعد هدف من أفضل هداف لريال في تاريخ هذه المواجهات وهو الأسطورة ألفريدو دي ستيفانو.
لكن ميسي الذي عزز سجله كأفضل هداف في تاريخ كأس السوبر الإسباني بعدما رفع رصيده إلى 13 هدفا، بينها 6 ضد ريال بالذات، يبقى أكثر اللاعبين تهديفاً في تاريخ الكلاسيكو على الصعيد الرسمي حيث سجل الأحد هدفه الـ 24، علماً بأن العدد الإجمالي لأهدافه ضد ريال هو 25 إذا ما أضيف الهدف الذي سجله خلال لقاء كأس الأبطال الدولية الودية في ميامي الأميركية وفاز به برشلونة 3-2 آواخر الشهر الماضي.
ويخوض برشلونة لقاء الإياب الذي يقام قبل خمسة أيام على بدء مشوار الفريقين في الدوري الإسباني حيث يلتقي النادي الكتالوني على أرضه مع ريال بيتيس في حين يلعب بطل الموسم الماضي بعيداً عن جماهيره أمام ديبورتيفو لا كورونيا، بعد إجرائه أول تعاقد منذ رحيل نيمار بضمه البرازيلي الآخر لاعب الوسط باولينيو من غوانغجو إيفرغراندي الصيني.
ودفع برشلونة 40 مليون يورو لضم اللاعب السابق لتوتنهام الذي سيخضع لفحص طبي الخميس، يليه توقيع العقد وتقديمه رسمياً.
ولا يعتبر ضم لاعب فشل في فرض نفسه خلال مغامرته الإنجليزية مع توتنهام، من الصفقات التي ترضي طموح جماهير البارسا الذي فشل حتى الآن في الحصول على هدفيه الأساسيين لهذا الصيف وهما البرازيلي الآخر فيليبي كوتينيو من ليفربول، والفرنسي عثمان ديمبيلي من بوروسيا دورتموند.
لكن ما زال أمام برشلونة الوقت الكافي لمحاولة الحصول على مبتغاه لأن باب الانتقالات الصيفية يقفل في الـ 31 من الشهر الحالي.