لوف يقدم الوصفة السحرية لنجاح ألمانيا

تاريخ النشر: 15 يوليو 2014 - 02:29 GMT
البوابة
البوابة

لخص يواكيم لوف مدرب منتخب ألمانيا سر فوز الفريق بلقب كأس العالم على أفضل نحو بالقول أن بلاده أدركت قبل نحو عقد من الزمان أن مميزات الأداء التقليدي الذي كانت تتبعه لم تعد كافية لتحقيق النجاح على الصعيد الدولي.

واعتبر لوف أن تتويج "ناسيونال مانشافت" بلقب مونديال البرازيل 2014 بفوزه في النهائي على الأرجنتين (1-0 بعد التمديد)، جاء نتيجة عمل بدأ قبل أعوام.

وأصبحت ألمانيا أول منتخب أوروبي يتوج في القارة الأميركية بأجزائها الجنوبية والوسطى والشمالية، كما توجت بلقبها الأول منذ رفعها كأس أوروبا عام 1996 والأول في العرس الكروي العالمي منذ 1990.

"نحن معاً منذ 55 يوماً، وقد بدأنا هذا المشروع قبل أعوام وما حصل يعتبر نتيجة الكثير من العمل الدؤوب"، هذا ما قاله لوف بعد المباراة النهائية، مضيفاً: "تمكنا من تطوير أدائنا، آمنا به وعملنا كثيراً من أجله، هذا الفريق يستحقه (اللقب) حقاً بوجود لاعبين مثل فيليب لام وباستيان شفاينشتايغر ولوكاس بودولسكي وبير ميرتيساكر".

وواصل: "اختبرنا الخيبات في السابق بعد أن كنا قريبين (من اللقب بوصولهم إلى النهائي عام 2002 ونصف النهائي عامي 2006 و2010 ونهائي كأس أوروبا عام 2008 ونصف النهائي عام 2012) بفضل لعبنا كرة جميلة".

وواصل: "اعتقد أننا قدمنا عروضاً أفضل من جميع المنتخبات الأخرى في مجمل المباريات السبع التي خضناها هنا، هذا الفريق طور روح جماعية رائعة وقوة ذهنية مذهلة ونحن فخورون بأن نصبح أول منتخب أوروبي يتوج باللقب في أميركا الجنوبية، في البرازيل، في ريو، في هذا البلد العاشق لكرة القدم وهذا ما يجعلنا فخورين جداً".

ونالت ألمانيا لقب كأس العالم للمرة الرابعة الأحد، فيما اعتبر لحظة التتويج لنظام الناشئين في البلاد الذي استثمرت فيه ألمانيا أكثر من مليار دولار على مدار أكثر من عشر سنوات.

وألقى الفوز 1-0 على الأرجنتين عقب 24 عاماً من آخر تتويج للفريق بلقب كأس العالم و18 عاماً منذ آخر لقب دولي له الضوء على الالتزام بالتغيير والتأقلم مع جميع الأزمنة.

وبعد أن عرفت لفترة طويلة بالروح القتالية وعدم الاستسلام والقوة البدنية، أدرك الألمان عقب الإخفاق في بطولتي أوروبا عامي 2000 و2004 أن هذا ليس كافياً لضمان مواصلة النجاح على الصعيد الدولي.

وكان لزاماً أن تغير بطلة العالم ثلاث مرات وقتها وبطلة أوروبا ثلاث مرات أيضاً الوضع برمته وعلى جميع المستويات وقد قامت سلطات كرة القدم هناك بما يجب.

وفي ظل استثمارات سنوية تزيد على 80 مليون دولار بدأت ألمانيا مشروعاً للاحتفاظ باللاعبين الشباب على مستوى البلاد وتعليمهم مهارات جديدة.

ووفقاً لنظام جديد للحصول على التراخيص بالنسبة لأندية دوري الدرجة الأولى الألماني، بات لزاماً على الفرق أن يكون لديها مركز لتدريب الناشئين، ويتم التفتيش على هذه المراكز سنوياً ويتم تقييمها وفقاً لمعايير الاتحاد.

ويحدد هذا في المقابل مستوى الدعم المالي الذي ستقدمه سلطات كرة القدم في البلاد للأندية المعنية.

وبدءاً من رابطة الدوري الألماني والمسؤولة عن أول درجتين في المسابقة مروراً بالاتحاد الألماني والأندية المختلفة وانتهاء بالولايات الاتحادية كل على حدة استطاع القائمون على كرة القدم صناعة شبكة لتطوير الناشئين.

وقال فولفجانج نيرسباخ، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم عقب مباراة النهائي أمس الأول الأحد: "هذا نتاج الكثير من العمل للاتحاد الألماني ورابطة الدوري ودوريات الهواة فجميعهم عملوا معاً".

وأضاف: "لا يشبه هذا الوضع في دول أخرى حيث تبدو العلاقات بين جميع الأطراف سيئة، الأمر كله يتعلق بالعمل معاً، ستة لاعبين من المنتخب الألماني كانوا من أبطال أوروبا على مستوى الناشئين قبل عدة سنوات".

وأولت ألمانيا اهتماماً خاصاً للناشئين؛ حيث دشن الاتحاد الألماني لوحدات تدريبية متنقلة تتنقل عبر البلاد لزيارة المدارس والأندية وتوجيه النصح في ما يتعلق بأساليب التدريب.

واستطاعت بعض الأندية أن تجلب أموالاً للرعاية لإنشاء وحدات تدريبية خاصة بها بينما استغلت أندية مثل بوروسيا دورتموند العائدات من بيع لاعب واحد على الأقل لتشكيل مراكزها الجديدة، وقد أتى هذا بثماره على الصعيد المالي كما هو الحال بالنسبة للصعيد الرياضي.

ومثل بايرن ميونخ مثالاً واضحاً على نجاح طريقة تنشئة مواهب محلية مثل باستيان شفاينشتايغر وفيليب لام وتوماس مولر وتوني كروس وجميعهم الآن من أبطال العالم، إلا أن لكل نادٍ قصة نجاحه، وبات ماريو غوتزه الذي منح ألمانيا الفوز في الوقت الإضافي على حساب الأرجنتين واجهة نظام الناشئين في البلاد.

ولا يزال غوتزه في الثانية والعشرين من العمر وكان من ناشئي دورتموند قبل أن يتم الدفع به إلى صفوف الفريق الأول وهو في سن 17 عاماً، وجسد اللاعب صغير السن وصاحب السرعة والأداء المميز جميع مميزات النهج الناجح الذي اتبعته ألمانيا.