لوف يسعى لقيادة ألمانيا للقب الرابع

تاريخ النشر: 13 يوليو 2014 - 01:26 GMT
البوابة
البوابة

يمني المدرب يواكيم لوف أن تكون مشاركته الثالثة في العرس العالمي ثابتة وأن يقود ألمانيا إلى اللقب العالمي الرابع في تاريخه عندما يلاقي منتخب بلاده نظيره الأرجنتيني اليوم الأحد على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو في المباراة النهائية للنسخة العشرين من كأس العالم.

عمر لوف طويلا على رأس الادارة الفنية للمنتخب الألماني وتحديداً 10 أعوام حتى الآن بينها عامان كمساعد لمواطنه يورغن كلينسمان قادا خلالها ناسيونال مانشافت في المونديال الذي استضافته ألمانيا عام 2006 وحلت فيه ثالثة.

كان المونديال الألماني التجربة الأولى للوف في أكبر تظاهرة كروية في العالم قبل أن يخوض الثانية بمفرده في جنوب إفريقيا قبل 4 أعوام، لكن المشوار توقف مجدداً عند حاجز نصف النهائي على يد إسبانيا التي توجت باللقب لاحقاً.

لكن لوف حقق الإنجاز الأبرز في النسخة الحالية وقاد المانشافت إلى المباراة النهائية وبفوز ساحق ومذل على البرازيل المستضيفة 7-1 في نصف النهائي جعلت الترشيحات تصب في مصلحة ألمانيا أكثر من أي وقت مضى وأصبح هو شخصياً على مشارف ترصيع سجله التدريبي بأغلى لقب في العالم.

لا يؤمن لوف (54 عاماً) بالترشيحات ويسعى لتحقيق اللقب ومنح ألمانيا لقباً كبيراً كانت أقرب إليه كثيراً في الأعوام الأربعة الأخيرة كونها حلت وصيفة الكأس القارية عام 2008 والمربع الذهبي عام 2012.

يتميز المدرب بهدوء ومعرفة تقنية هائلة وقدرة عالية في التعامل مع نجومه، الجماهير ورجال الإعلام.

عمل لوف طويلاً في ظل يورغن كلينسمان الذي قاد ألمانيا إلى المركز الثالث في مونديال 2006 على أرضها، ثم خلفه في 21 تموز 2006 عند انتهاء العرس العالمي، وضرب بقوة في أولى مشاركاته الكبرى عندما قاد الأسطول الألماني إلى وصافة كأس أوروبا 2008 في النمسا وسويسرا حين خسر أمام إسبانيا في النهائي 0-1.

طريق لوف التدريبية إلى المنتخب لم تكن طريق اللاعب والمدرب الناجح المرصع بالألقاب، فهو لم يحترف كلاعب مع أندية الصف الأول في ألمانيا إذ تنقل بين فرايبورغ وآينتراخت فرانكفورت وكارلسروه قبل أن ينهي مسيرته في سويسرا مع شافهاوزن وفنترثور، ووصل لاعب الوسط المهاجم إلى منتخب ألمانيا تحت 21 عاماً لكنه لم يبلغ يوماً المنتخب الأول.

لكن نجمه كمدرب بزغ مع شتوتغارت (1996-1998)، مستفيداً من رحيل المدرب رولف فرينغر لتدريب منتخب سويسرا، فقاده للقب الكأس (1997) ونهائي كأس الكؤوس الأوروبية حين خسر أمام تشلسي 0-1 في باريس (1998)، وكان في تشكيلته آنذاك الثلاثي الرهيب المكون من لاعب الوسط البلغاري كراسيمير بالاكوف والمهاجمان فريدي بوبيتش والبرازيلي جيوفاني إلبير.

الصعود الصاروخي للمدرب الشاب لحقه هبوط أسرع اذ أقيل من فينيرباهتشة (1999) وعجز عن إنقاذ كارلسروه من الهبوط إلى الدرجة الثالثة (2000)، كما أنه أقيل بعد ثلاثة أشهر من آضنه سبور.

ارتفعت معنويات لوف المتأثرة من الإقالات بعد إحرازه لقب الدوري النمساوي مع تيرول إنسبروك (2002)، لكن الرحلة انتهت مجدداً إثر إفلاس النادي.

عام جديد أمضاه لوف بدون عمل عاد بعده لنادي أوستريا فيينا في العاصمة النمساوية الذي أقاله بعد ثمانية أشهر رغم تصدره ترتيب الدوري.

وفي ظل هذه المعمعة لم يتردد لوف بقبول طلب كلينسمان الباحث عن تكتيكي يطبق فلسفته الهجومية على أرض الملعب إثر الخروج المهين لألمانيا من الدور الأول لبطولة أوروبا 2004، فالتقى كلينسي ويوغي مجدداً بعد أن نالا سوياً دبلوم التدريب وكانا زميلين على مقاعد الدراسة.

نجح كلينسمان بمساعدة لوف في إيصال ألمانيا إلى نصف نهائي مونديال 2006 إلا أنه سقط في فخ إيطاليا (0-2) التي أحرزت اللقب لاحقاً على حساب فرنسا، فوصفت مسيرة المانشافت بالناجحة، إلا أن كلينسمان رفض تمديد عقده وفضل الاستمتاع بشمس كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، ناصحاً الاتحاد الألماني بتسمية لوف خلفاً له وهو ما حدث.

فتح لوف - أحد ثلاثة مدربين لم يلبسوا قط قميص المنتخب الألماني الأول بعد أوتو نيرتز وإيريك ريبيك - صفحة جديدة في كتب التدريب الألمانية، فأدار ظهره لطريقة اللعب المحافظة وفرض فلسفته التدريبية وحبه للحياة، وسيبقى لفترة طويلة على رأس المانشافت على حد قول الهداف السابق أوليفر بيرهوف الذي يشغل حالياً منصب مدير المنتخب.

ويذهب اللاعبون في السياق ذاته إذ يعتبر المهاجم لوكاس بودولسكي أن لوف "يترك مواهبنا تتفجر، ويعتمد على الشباب"، فيما قال المخضرم ميروسلاف كلوزه "لم يتغير لوف منذ عام 2004، يتحدث دائماً إلى اللاعبين وعن الخطط التكتيكية، إنه إنساني جداً، يتحدث إلى جميع اللاعبين ويستمع إليهم، يقدم دائماً أشياء جديدة في التدريبات، إنه مدرب رائع".

لا مكان للعواطف عند لوف عندما يتعلق الأمر بمصير المنتخب الألماني، ففي مونديال 2010 استبعد هداف شالكه كيفن كوراني عن النهائيات بعد نشوب خلاف بينهما إثر إخراجه للاعب المولود في البرازيل في منتصف مباراة روسيا ضمن التصفيات المؤهلة.

كما اتخذ قراراً جريئاً باستبعاد القائد ميكايل بالاك عقب المونديال (غاب عنه بسبب الإصابة) مفضلاً عليه الجيل الشاب في خط الوسط خصوصاً باستيان شفاينشتايغر وسامي خضيرة ومسعود أوزيل وماريو غوتزه ونجح في رهانه إلى حد بعيد لأن هذا الجيل وضع ألمانيا في قمة كأس العالم للمرة الأولى منذ 24 عاماً.

كان بإمكان كلوزه معادلة أو تحطيم الرقم القياسي في عدد الأهداف في تاريخ كأس العالم في النسخة السابقة بجنوب إفريقيا في مباراة تحديد المركز الثالث، ولكن لوف حرمه من ذلك لأنه لم يكن في قمة مستواه بنسبة 100%، فجلس على مقاعد البدلاء حتى أنه لم يمنحه الفرصة في المباريات الأولى من النسخة الحالية مفضلاً عليه غوتزه، قبل أن يشركه أساسياً في المباراتين الأخيرتين.

على الرغم من سجله الرائع مع منتخب بلاده حيث حقق 69 فوزاً في 101 مباراة دولية مقابل 17 تعادلاً و15 هزيمة خلال 8 سنوات، يحتاج لوف إلى تاج كأس العالم حتى يعتبر أحد أفضل مدربي المانشافت ويحقق آمال الجمهور الألماني في إحراز أول لقب منذ 18 عاماً.

ووحده لقب كبير يفصل لوف عن مقارنته بسجل المدربين الأسطوريين القيصر فرانتس بيكنباور الذي قاد المنتخب إلى لقب كأس العالم عام 1990، وبيرتي فوغتس الذي قاد ألمانيا إلى كأس أوروبا عام 1996.