رياضة "وايك سكايتينغ" تخرق سكون وادي الهيدان في الأردن

تاريخ النشر: 14 أغسطس 2018 - 03:48 GMT
الأميركي Brian Grubb يستعرض مهاراته في وادي الهيدان
الأميركي Brian Grubb يستعرض مهاراته في وادي الهيدان

يشكل وادي الهيدان إحدى أهم نقاط الجذب السياحي في محافظة مادبا الأردنية، غير أنَّ صخوره البركانية كانت أخيراً شاهدة على حدث مميز تمثّل باختراق تعرجاته الطبيعية الفريدة... على لوح تزلّج مائي!

"من الرائع أن نكون هنا في الأردن، لم أكن أتصوّر يوماً أنّ في إمكاني أن أمارس التزلّج المائي على اللوح هنا". بهذه الكلمات، استهلّ بطل رياضة الـ "وايك سكايتينغ" للتزلج المائي على اللوح، الأميركي Brian Grubb، مغامرته الجديدة.

رياضي ريد بُل الذي يمارس هذه الرياضة منذ أكثر من 15 عاماً، يخوض هذه المرة تحدياً أكثر صعوبة وخطورة، بعدما جال في مواقع فريدة حول العالم، مخترقاً الثلوج والجداول المائية في ساراييفو وحقول الأرز في الفيليبين. والوجهة هذه المرة هي وادي الهيدان.

تحد مزدوج!

يقع وادي الهيدان قرب مادبا على طول الطريق الملوكي، حيث يمتد على كيلومترات عدة. ويتكوّن الوادي الذي يشكل إحدى روائع الطبيعة من البازلت وهي صخور نارية بركانية صلبة وسوداء، وتكثر فيه المغاور الصغيرة والبرك المائية الطبيعية والبقع الخضراء، حيث تنشط الحياة البرية! وتمر المياه عبر وادي الهيدان لتعبر مسافة طويلة وسط الطبيعة قبل أن تصب في البحر الميت.

وهذه المياه التي يعلو منسوبها وينخفض بحسب مواسم الطبيعة، هي التي أحضرت  Brian Grubbالى هذا الموقع الذي لم يكن عقل بشري ليتصوّر أنه قد يصلح للتزلّج المائي، وخصوصاً الفئة التي يحترفها المغامر الأميركي.

فهو أحد أهم رواد رياضة "وايك سكايتينغ"، إحدى فئات التزلّج المائي على اللوح. والتحدي الذي كان ينتظره مزدوج، فتجهيز الموقع لم يكن يبدو سهلاً على الإطلاق، فيما تنفيذ المهمة دونه صعاب ومخاطر.

ضيافة مميّزة

وتخطي الفريق للعقبات التي تفرضها طبيعة الموقع تطلب مساعدة عدد من السكان المحليين من البدو. وكانت التجهيزات تنقل في القوارب الصغيرة أو تحمل عبر المياه أم فوق الصخور المحيطة بها.

وتسنى لـ Grubb أن يتعرف الى الثقافة المحلية بعدما أمضى أمسية مع السكان المحليين، استمع خلالها الى الموسيقى والأغاني البدوية، وتذوَّقَ المأكولات التقليدية.

وقد اتخذ فريق Grubb موقعاً محدداً عند إحدى قمم الوادي، حيث تم تثبيت آلة سحب السلك الطويل الذي سيتمسك رياضي ريد بُل بطرفه لينطلق في مغامرته بين الصخور البركانية.

أداء يتحدى الطبيعة

Grubb الذي اختارته مجلة "وايك بوردينغ" كرياضي السنة ضمن فئته، يريد أن يرى رياضته الـ"وايك سكايتينغ" تصبح أهم من الـ"وايك بوردينغ"، علماً الفرق بينهما هي أن الألواح في الأولى غير مثبّتة عند قدمي الرياضي، ما يتيح له تنفيذ مزيد من اللقطات المميزة، عبر تحريك اللوح وتبديل وجهته أو إبعاد القدمين عنه لبرهة قصيرة لدى القفز، قبل الوقوف عليه مجدداً لدى الهبوط على المياه.

3-2-1 انطلق! يتمسّك Grubb بكلتا يديه بالعصا الموصول بالسلك، قبل أن يطلق العنان لليسرى مباشرة بعد الانطلاق، ويبدأ بالتمايل بحسب التعرجات التي رسمتها طبيعة المكان، ليبدّل بسرعة خاطفة مع كل قفزة فوق المياه وجهة اللوح تحت قدميه.

وكانت له أيضاً مناورات خاصة عمل خلالها على الالتفاف حول صخور كبيرة كانت تتوسط المياه، والقفز فوق أخرى ليهبط بنجاح ويواصل اختراقه للوادي، على رغم السقوط أحياناً هنا وفقدان التوازن هناك. وفي إحدى اللقطات التي نفذها، نجح في الدوران حول نفسه بالكامل بعدما ترك العصا وأدى حركته الخاطفة ليعيد التقاطها من جديد!

وتمثّلت ذروة التحديات في اليوم الأخير من هذه المغامرة، بعبور صدعٍ ضيق بشكل سريع على لوح التزلج المائي، وهو ما نجح الرياضي الأميركي في إنجازه بشكل لافت، لتعلوَ في نهاية المهمة هتافات الفرح والنصر...


تناقض ساحر

الحدث الذي أقيم بدعم من هيئة تنشيط السياحة في الأردن، أضاء على أحد المعالم الأردنية الفريدة، من زاوية استثنائية.

فالتناقض الساحر كان سيّد الموقف بين الطبيعة الجافة للمكان والمياه التي تروي ظمأ الوادي فيما تزيّنه زهور منتشرة عند جانبي المجاري المائية. أما التناقض الأكبر فتمثّل بطبيعة الحدث الذي لم يكن ليتخيّله إنسان: أن يعبر رجل الممرات الضيّقة والخطرة للوادي، بسرعة خاطفة على لوح تزلّج مائي، منفّذاً مناورات جريئة تخطف الأنفاس.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن