يعود "الثلاثة الكبار" في كرة المضرب، المصنف أول عالمياً حامل اللقب الصربي نوفاك جوكوفيتش والثاني الإسباني رافايل نادال والثالث السويسري روجر فيدرر، مجدداً إلى الأرضية الصلبة لفلاشينغ ميدوز مع انطلاق منافسات بطولة الولايات المتحدة المفتوحة الاثنين في نيويورك.
الأرضية الصلبة ليست فقط نوعية الملاعب التي تستضيف مباريات آخر البطولات الأربع الكبرى لهذا الموسم، بل ترمز أيضاً الى السطوة المطلقة لهذا الثلاثي على أهم بطولات الكرة الصفراء في الأعوام الأخيرة، كونهم أحرزوا فيما بينهم آخر 11 لقباً في غراند سلام، و54 من آخر 65 بطولة كبيرة (هي إضافة الى فلاشينغ ميدوز: أستراليا المفتوحة ورولان غاروس الفرنسية وويمبلدون الإنجليزية).
بالنسبة لفيدرر، حامل الرقم القياسي في ألقاب البطولات الكبرى مع 20، الذي أتم هذا الشهر الثامنة والثلاثين من العمر، فهيمنة هذا الثلاثي على منافسات غراند سلام "ليست مشكلة".
وأضاف: "الآن مع تمتع نوفاك، نادال وأنا بصحة جيدة مجدداً، أندي موراي أيضاً يعود بشكل تدريجي.. بات الأمر أصعب بكثير على اللاعبين الشبان للتمكن من الفوز بالألقاب الكبيرة".
وأضاف السويسري الذي توج في فلاشينغ ميدوز خمس مرات متتالية (2004-2008) أن اللاعبين الشبان: "يقرعون بالتأكيد الباب بشكل قوي الآن (أي يقتربون من الألقاب). هذا الأمر مشجع جداً للذين يرغبون في رؤية أبطال جدد. أعتقد أن هيمنة نوفاك ورافا غير طبيعية بالنسبة للعبة كرة المضرب".
ورأى فيدرر أن اللاعبين الشبان سيحظون بفرصهم مع مرور الوقت، مشدداً على أن فوزهم بالألقاب الكبرى "لن يكون مفاجئاً نظراً إلى الأداء الذي يقدمونها في الأعوام القليلة الماضية".
لكن اللاعب الباحث عن لقب أول كبير منذ تتويجه في أستراليا مطلع 2018 رأى أنه في الوقت الراهن "يبدو أن اللاعبين أنفسهم سيكونون المرشحين مرة جديدة.. سيكون مفاجئاً في حال فاز أحد آخر هنا".
أبرز المرشحين سيكون بطبيعة الحال جوكوفيتش، المتربع بأريحية في صدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين، والمتوج بألقاب أربع من آخر خمس بطولات غراند سلام.
ويعود الفوز الأخير للصربي البالغ من العمر 32 عاماً الى بطولة ويمبلدون الإنجليزية في يوليو الماضي، حين تغلب على فيدرر في مباراة نهائية ماراثونية امتدت خمس مجموعات.
رفع الصربي رصيده من الألقاب الكبرى الى 16، وبات على بعد لقبين من نادال، اللاعب الوحيد الذي كسر هيمنته على البطولات الكبرى في الأشهر الأخيرة، باحتفاظه بلقب رولان غاروس 2019.
ويدخل جوكوفيتش البطولة الأميركية التي أحرز لقبها ثلاث مرات (2011 و2015 و2018) مطمئناً إلى قدرته على الدفاع عن لقبه، مؤكداً أنه بات خبيراً في: "تحدي الدفاع عن لقب بطولة غراند سلام".
وأضاف: "هذه هي البطولات التي ترغب بالفوز بها، بالبروز فيها".
من جهته، يدخل نادال (33 عاماً) البطولة التي توج بلقبها مرتين (2010 و2013) مرتاحاً إلى موسم أحرز فيه ثلاثة ألقاب، وذلك في رولان غاروس، إضافة الى دورتي روما وكندا (مونتريال) للماسترز.
وقال الماتادور الإسباني: "بلوغ الأحداث الكبيرة بشعور جيد أمر يساعد" في المسعى لتحقيق نتائج إيجابية، مضيفاً: "هذا يعزز الثقة".
وأكد نادال الذي سبق له أن عانى من الإصابات، ولا سيما على مستوى الركبة في الأشهر الماضية، أنه تدرب: "بشكل جيد طوال الأسبوع. الآن يتبقى وقت قصير للضغط بشكل أكبر ومحاولة بدء البطولة بشكل جيد".
ويبدأ جوكوفيتش غداً الاثنين الدفاع عن لقبه في مواجهة الإسباني روبرتو كارباليس بايينا، في يوم يشهد أيضاً خوض فيدرر مباراته الأولى ضد الهندي سوميت ناغال. أما نادال الذي أوقعته القرعة في القسم الثاني من الجدول فيخوض الثلاثاء مباراته الأولى ضد الأسترالي جون ميلمان.
تهديد تييم ومدفيديف
على الرغم من أن الألقاب الكبرى بقيت حتى الآن بعيداً من متناول الشبان، فإن عدداً منهم فرضوا أنفسهم بقوة هذا الموسم في ملاعب كرة المضرب، ولا سيما النمساوي دومينيك تيم الرابع عالمياً الذي خسر نهائي رولان غاروس 2019 ضد نادال، والروسي دانييل مدفيديف الخامس.
وحقق مدفيديف (23 عاماً) مساراً تصاعدياً هذا الموسم، فتقدم من المركز الـ 16 عالمياً مطلع العام إلى الخامس حالياً، وأحرز لقبين أبرزهما دورة سينسيناتي الأميركية للماسترز الشهر الجاري، علماً بأنه بلغ أيضاً نهائي دورة كندا للماسترز إذ خسر أمام نادال، وقبله نهائي دورة واشنطن حيث خسر أمام الأسترالي نيك كيريوس.
لكن الروسي شدد قبل انطلاق فلاشينغ ميدوز على أنه لا يعتبر نفسه: "من المرشحين للقب لمجرد أني في هذه المرحلة من مسيرتي"، مذكراً بأنه لم يتمكن حتى الآن من بلوغ ربع نهائي أي بطولة كبرى.
وتابع: "بلوغي ربع النهائي سيكون في ذاته خطوة إلى الأمام وسأكون سعيداً بذلك فعلاً. عندما أقدم أفضل كرة مضرب لدي، أنا قادر على الفوز على الجميع، وهذا ما أحتاج إلى مواصلة القيام به هنا".
أما تيم، فلقي إشادة نادال الذي رأى أنه: "يحسّن مستواه كل عام، لديه كل ما يلزم للفوز بالأحداث الكبيرة"، معتبراً أن كل ما يحتاج إليه "هو الوقت لتحقيق أهدافه".
