كشف تقرير أولي صادر عن المجلس الوطني (الأميركي) لسلامة النقل، أن الحطام في مكان تحطم المروحية الذي أودى بحياة أسطورة لوس أنجيليس ليكرز ودوري كرة السلة الأميركي للمحترفين كوبي براينت وثمانية أشخاص آخرين، الشهر الماضي، لم يظهر أي دليل على عطل في المحرك.
إلى ذلك، أكدت الزوجة فانيسا ما كشفته وسائل الإعلام الأميركية في الساعات الأخيرة عن موعد مراسم تأبين براينت، الذي سيكون في 24 من الشهر الجاري.
وكان براينت، ابن الـ 41 عاماً الذي توج بلقب الدوري الأميركي خمس مرات خلال أعوامه العشرين بقميص ليكرز، وابنته جيانا البالغة من العمر 13 عاماً، من بين تسعة أشخاص لقوا حتفهم عندما تحطمت المروحية في أرض وعرة غرب لوس أنجليس في 26 يناير.
وذكر التقرير: «كل المكونات المهمة للمروحية كانت موجودة داخل منطقة الحطام. أظهر فحص مجموعة الدوار الرئيسي ودوار الذيل أضراراً تتناسق مع الضرر الذي ينجم عن الاصطدام (بالأرض) في حالة التشغيل».
وأضاف: «لم تظهر القطع التي يمكن رؤيتها في المحركين أي دليل على فشل داخلي كارثي أو غير قابل للاحتواء»، متحدثاً عن نسق الضرر الموجود على الشفرات، ومعتبراً ذلك طبيعياً في حالة الاصطدام والمحرك في وضعية التشغيل.
وكان تقرير لخص نتائج المحققين حتى الآن، ومن المتوقع أن يستغرق وضع التقرير النهائي الذي يحدد سبب الحادث ما لا يقل عن عام كامل.
ويبحث محققو المجلس الوطني لسلامة النقل وهيئات تحقيقية أخرى عن الدور الذي يمكن أن يلعبه الضباب الكثيف خلال ذلك اليوم المشؤوم، في حصول الحادث.
وقال رئيس المجلس روبرت ساموولت في بيان «جمع محققونا حتى الآن مقداراً كبيراً من الأدلة حول ظروف هذا الحادث المأساوي»، مضيفاً: «نحن على ثقة من أننا سنكون قادرين على تحديد السبب، وكذلك أي عوامل ساهمت في ذلك، لكي نتمكن من تقديم توصيات لمنع وقوع مثل هذه الحوادث مرة أخرى».
وتوفي في الحادث أيضاً كل من مدرب البيسبول جون آلتوبيلي (56 عاماً) مع زوجته كيري وابنتهما آليسا، زميلة جيانا في الفريق، وطيار المروحية آرا زوبايان (50 عاماً)، وسارة تشيستر (45 عاماً) مع ابنتها بايتون التي تلعب في فريق ابنة براينت، ومدربة كرة السلة كريستينا ماوزر.
وتحطمت طائرة الهيلكوبتر من طراز «سيكورسكي إس 76ب» في كالاباساس، مدينة لوس أنجيليس جنوب ولاية كاليفورنيا، نحو الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي من يوم السادس والعشرين من الشهر الماضي في الوقت الذي كان فيها ضباب كثيف يلف المدينة.
وبحسب المعلومات التي تناولتها الصحف الأميركية، فإن بيانات الرحلة أشارت إلى صعوبات ظهرت لدى تحليق الطائرة فوق حديقة الحيوانات في لوس أنجيليس، عندما تم إبلاغ قائد الطائرة بأنه يحلق على علو منخفض.
وبعدها بدقائق قليلة، يبدو أن طائرة الهليكوبتر اصطدمت بتلة ترتفع نحو 520 متراً عن الأرض قبل أن تشتعل فيها النيران.
ولم يكن للطائرة صندوق أسود، إذ لم يكن مطلوباً لهذا النوع من الطائرات.
وستحتفل مدينة لوس أنجيليس بالأسطورة في مراسم تأبينية تقام في 24 الشهر الحالي، وفقاً لمنشور مؤثر نشرته زوجته فانسيا على «إنستغرام»، مؤكدة الموعد الذي ذكرته الخميس وسائل إعلام محلية، في مقدمتها صحيفة «لوس أنجيليس تايمز» وشبكة «سي إن إن».
وكتبت الزوجة المكلومة على زوجها وابنتها في صفحتها على إنستغرام «#2 #24 #20 عاماً كلاعب في ليكرز»، كاشفة أن مراسم التأبين التي ستكون «احتفالاً بالحياة»، ستقام في العاشرة صباحا (18:00 بتوقيت غرينتش) من يوم الاثنين في 24 الشهر الجاري في ملعب «ستايبلز سنتر»، حيث تألق براينت بقميص ليكرز طوال 20 عاماً من مسيرته في الدوري قبل الاعتزال عام 2016.
وأشارت فانيسا إلى أنه سيتم الكشف عن المزيد من التفاصيل في وقت لاحق، في حين أكد مدير ملعب «ستايبلز سنتر» لي زيدمان لصحيفة «لوس أنجيليس تايمز» أن تجهيز الملعب لمراسم التأبين لن يشكل أي مشكلة وحتى إن كان فريق المدينة الآخر لوس أنجيليس كليبيرز، سيخوض مباراته ضد ممفيس غريزليز في اليوم ذاته.
وأوضح زيدمان: «استضاف ستايبلز سنتر مباراتين في يوم واحد أكثر من 220 مرة طوال أعوامه العشرين. على الرغم من أنه سيكون يوماً عاطفياً جداً لعائلة براينت ولوس أنجيليس ليكرز، مدينة لوس أنجيليس، وكذلك للرجال والنساء الذين يعملون في ستايبلز سنتر، فنحن على ثقة كبيرة من أننا سنكون مستعدين لفتح الأبواب في الساعة السادسة مساء من أجل مباراة كليبيرز وممفيس».
ويحمل موعد «24 - 2 - 20» للمراسم التأبينية رمزية بما أن براينت ارتدى الرقم 24 خلال النصف الثاني من مسيرته في الدوري، فيما ارتدت ابنته جيانا الرقم 2 في فريق مدرستها وأكاديمية «مامبا» التي أسسها والدها، في حين أن رقم 20 (عام 2020) يرمز للأعوام العشرين التي أمضاها ابن فيلادلفيا في صفوف ليكرز.
وفي مباراته الأولى بعد هذه الفاجعة، كرم ليكرز نجمه السابق في 31 يناير في مباراة مؤثرة جداً خسرها في نهاية المطاف أمام بورتلاند ترايل بلايزرز.
ووُضِع على كل مقعد في الملعب الذي يتسع لما يقارب العشرين ألف متفرج قميص براينت مع الرقم 24 أو 8 الذي ارتداه كوبي في أول مسيرته، وخصص مقعدان فارغان على جانب الملعب وضعت عليهما باقتان من الورود وقميص براينت الرقم 24 وآخر لفريق مامبا مع الرقم 2 الذي حملته ابنته جيانا.
وعُرضت بعدها فيديوهات لبراينت على الشاشات العملاقة في الملعب تضمنت مقابلات ولقطات له خلال مسيرته مع الفريق وصوراً مع العائلة.
وتوجه صديق براينت نجم ليكرز الحالي لوبرون جيمس إلى الجماهير بكلمة من القلب بعدما ذكر أسماء الأشخاص التسعة الذين لقوا حتفهم قائلاً: «أول ما يخطر في بالي هي العائلة. وأنا أنظر في أرجاء الملعب، جميعنا حزينون، جميعنا متألمون وجميعنا مكسورو القلب. عندما نمر بأوقات مماثلة، أفضل ما يمكنك القيام هو أن تتكئ على أكتاف أعضاء عائلتك».
وأكد جيمس الذي توج مع براينت بذهبتي أولمبياد بكين 2008 ولندن 2012 مع المنتخب الأميركي: «سنحمل أنا وزملائي إرثه، ليس فقط لهذا العام، ولكن ما دمنا نلعب رياضة كرة السلة التي نحب، لأن هذا ما يريده كوبي».
