"العجوز" مع "السيدة العجوز": خاتمة تليق بأنيلكا

تاريخ النشر: 28 يناير 2013 - 10:37 GMT
البوابة
البوابة

انتقل الفرنسي نيكولا أنيلكا إلى يوفنتوس حتى نهاية الموسم... صفقة يمكن اعتبارها مفاجأة من جانب اليوفي، نظراً إلى العديد من المعطيات، مع لاعب بات في أمتاره الأخيرة في الملاعب، وهذا ما يجعل منها، انتصاراً لأنيلكا الذي يتوقع أن ينهي مسيرته الطويلة قريباً.

قبل أيام خرجت صحيفة "ذا صن" البريطانية بخبرٍ اعتبرته في خانة (الحصري) مفاده أن النجم الفرنسي المخضرم نيكولا أنيلكا سيعتزل كرة القدم هذا الشتاء، بحسب ما أسرّ اللاعب به لأحد المقربين إليه.

وأول أمس، كان اللاعب نفسه يحطّ رحاله في مدينة تورينو موقّعاً على عقد قصير الأمد لخمسة أشهر مع بطل ايطاليا يوفنتوس.

من قرأ خبر الصحيفة البريطانية السالف أيقن بعد رحيل أنيلكا الى يوفنتوس أنه لم يكن ربما إلا "انتقامياً" من صاحب الـ 33 عاماً بعد فشل انتقاله الى كوينز بارك رينجرز كما كان متوقعاً على نحو كبير.

وكان الإنجليزيون يتمنون عودة هذا المهاجم الفذ إلى ملاعبهم التي تحكي عن أهم انجازاته في مسيرته، هناك، حين قمصان أندية آرسنال وليفربول ومانشستر سيتي وبولتون وتشلسي، وحصل على جائزة أفضل لاعب واعد في الدوري الإنجليزي الممتاز عام 1999 عندما كان في صفوف آرسنال، وتوّج هدافاً في ما بعد للبريميير ليغ عام 2009 بقميص البلوز.

لكن أنيلكا أبى إلا أن تحطّ قدماه في ملاعب إيطاليا مع قرب اعتزاله، وهو الذي لعب في إنجلترا، وإسبانيا (ريال مدريد)، وتركيا (فينيرباهتشه)، وفي الصين (شنغهاي شينوا)، وطبعاً في بلاده فرنسا (باريس سان جيرمان).

هكذا، سيكون السيري آ الدوري السادس الذي يلعب فيه النجم الفرنسي متنقلاً بين 10 فرق.

إلا أن هذه المحطة الجديدة لأنيلكا، رابع أغلى لاعب في تاريخ فرنسا (انتقل من ريال مدريد إلى سان جيرمان مقابل 33 مليون يورو عام 2000)، كانت مفاجئة لكثيرين بعكس تنقلاته السابقة في الأندية الأوروبية الكبرى حين كان الفرنسي في أوج عطائه وكان مطلوباً بقوة من الجميع.

هذا الامر يتضح من خلال تصويت قامت به صحيفة "لا غازيتا ديلو سبورت" الايطالية الشهيرة أظهر أن 76% من القراء يرون أن أنيلكا ليس صفقة جيدة للفريق. حتى أن مواطن أنيلكا، الهداف السابق جان بيار بابان، بدا مستغرباً لانتقاله إلى يوفنتوس، بقوله: "لا أفهم خياره هذا".

إلا أنه كان الأجدى ببابان أن يقول جملته هذه بصيغة معاكسة، على الشكل الآتي: "لا أفهم خيار يوفنتوس هذا".

نعم، إذ لا يبدو مفهوماً أن يتعاقد نادي "السيدة العجوز" مع لاعب يمكن وضعه في خانة "العواجيز" حالياً، خصوصاً أنه يضم في صفوفه خمسة مهاجمين هم المونتينيغري ميركو فوتشينيتش وفابيو كوالياريلا وأليساندرو ماتري وسيباستيان جيوفينكو والدنماركي نيكلاس بيندتنر المعار من آرسنال.

لا أحد ينكر موهبة أنيلكا بالتأكيد، لكن منذ عامه الأخير في تشلسي وبعده في شنغهاي، بدا واضحاً أن الفرنسي فقد الكثير من سرعته وقدراته الفنية، هذا فضلاً عن صعوبة اللعب في الدوري الإيطالي أمام مدافعين على قدر عالٍ من القوة.

انطلاقاً من هذه النقطة، فإن القول بأن أنيلكا يمكن أن يفيد يوفنتوس في اللحظات الحاسمة بفعل خبرته، يبدو مستبعداً على نحو كبير، إذ إن أنيلكا لم يُعرف بذلك اللاعب الذي يمكن أن يطلق عليه "رجل المهمات الصعبة"، كما حال "رفيق دربه" في السنوات الأخيرة، الإيفواري ديدييه دروغبا، بل إن نجاحه كان على نحو أكبر من خلال الثنائيات، كما كان عليه الأمر مع دروغبا نفسه ومن ثم مع الاسباني فرناندو توريس في تشلسي وقبل ذلك مع السنغالي الحاجي ضيوف في بولتون.

صفقة أنيلكا الى يوفنتوس إذاً لا يمكن أن تُفهم إلا أنها انتصار للاعب من كافة الجوانب، أو بعبارة أدق، هي خاتمة مشوار لاعب كبير في فريق كبير.

حسن زين الدين