الأرجنتين وألمانيا في النهائي الحلم

تاريخ النشر: 13 يوليو 2014 - 12:45 GMT
البوابة
البوابة

ستكون أنظار العالم بأجمعه شاخصة الأحد صوب ملعب ماراكانا الأسطوري في ريو دي جانيرو حيث سيتواجه المنتخبان الألماني والأرجنتيني في موقعة الكبيرين على أرض "العمالقة" البرازيليين في نهائي مونديال 2014.

ومنذ أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في مارس 2003 أن نهائيات كأس العالم 2014 ستقام في أميركا الجنوبية للمرة الأولى منذ أن استضافت الأرجنتين العرس الكروي العالمي عام 1978 وتوجت بلقبه على حساب هولندا، حلم البرازيليون بإحراز اللقب على أرضهم وتعويض الخيبة التي تعرضوا لها عام 1950 حين خسروا النهائي على أرضهم أمام جارتهم أوروغواي (1-2)، لكن حلم أوريفيردي بالتتويج السادس اصطدم بالماكينات الألمانية التي نجحت في الثأر من البرازيليين بعد أن خسروا أمامهم نهائي 2002 (0-2)، وذلك باكتساحهم 7-1 في نصف النهائي.

وتبخرت بالتالي أحلام 200 مليون برازيلي وملايين آخرين من عشاق السيليساو حول العالم بخوض النهائي الحلم في ماراكانا، وما يزيد من حسرة أصحاب الضيافة أن جيرانهم اللدودين سيخضون النهائي في هذا المعقل الأسطوري بمواجهة الألمان في موقعة تحمل نكهة ثأرية للأرجنتين التي احتاجت لركلات الترجيح لكي تتخطى هولندا (0-0 في الوقتين الأصلي والإضافي) في أول وصول لها إلى نصف النهائي منذ 24 عاماً وتحديداً منذ مونديال 1990 في إيطاليا حين خسرت أمام ناسيونال مانشافات بالذات بهدف سجله أندرياس بريمه من ركلة جزاء.

وكان ذلك التتويج الثالث والأخير لألمانيا في العرس الكروي العالمي الذي اتبعته بتتويج آخر كان الأخير لها في البطولات الرسمية وجاء في كأس أوروبا 1996 على حساب جمهورية التشيك (2-1) بفضل هدفين من البديل أوليفر بيرهوف الذي كان صاحب أول هدف بالموت الفجائي.

وتدين ألمانيا بوجودها في النهائي الثامن في تاريخها إلى الأداء الجماعي الرائع لرجال المدرب يواكيم لوف الذين يأملون أن يجعلوا من المانشافت المنتخب الأول الذي يتوج باللقب العالمي في القارة الأميركية التي عجز أي من منتخبات القارة العجوز أن يعود من أراضيها بالكأس، حيث فازت أوروغواي بالنسخة التي استضافتها عام 1930 ثم في نسخة 1950 على الأراضي البرازيلية، قبل أن تفوز البرازيل بنسخة 1962 في تشيلي و1970 في المكسيك ثم الأرجنتين على أرضها عام 1978 وفي المكسيك عام 1986.

واستضافت الولايات المتحدة نسخة 1994 وتوجت البرازيل باللقب للمرة الرابعة في تاريخها.

واللافت أن الأوروبيين لم يتوجوا باللقب سوى مرة واحدة خارج القارة العجوز وكانت في النسخة السابقة التي أحرزتها إسبانيا في جنوب إفريقيا، علماً بأنها كانت المرة الثانية فقط التي تقام فيها البطولة خارج أوروبا أو أميركا، والأولى كانت عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان وأحرزتها البرازيل.

ويأمل الأرجنتينيون بقيادة المدرب أليخاندرو سابيا والنجم الكبير ليونيل ميسي إلى تكريس العقدة الأوروبية بعيداً عن القارة العجوز وإلى تحقيق ثأرهم من الألمان الذين توجوا بلقب 1990 على حسابهم بعد خسارة نهائي 1986 أمام دييغو مارادونا ورفاقه (2-3)، ثم خرجوا من النسختين الأخيرتين على يد المانشافات بالخسارة أمامه في ربع نهائي 2006 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، وربع نهائي 2010 بنتيجة كاسحة 0-4.

وسيكون تركيز المدرب لوف على إيقاف ميسي الذي يشكل التهديد الأكبر للدفاع الألماني بعدما قدم أداءً صلباً في هذه النهائيات بمساندة مذهلة من حارسه مانويل نوير الذي اهتزت شباكه أربع مرات فقط في ست مباريات.

وواجه ميسي في نصف النهائي دفاعاً هولندياً صلباً حد من تحركاته ومنعه من لمس الكرة داخل المنطقة ولو لمرة واحدة من أصل 68 لمسة، لكن الفضل يعود له بوصول بلاده إلى هذه المرحلة بما كان صاحب الركلة الترجيحية الأولى لبلاده في نصف النهائي مما أراح أعصاب زملائه.

ويأمل ميسي أن يتمكن من أن يقدم أداء أفضل أمام الألمان الذين يملكون بدورهم لاعبين رائعين مثل توماس مولر الذي سجل 5 أهداف حتى الآن، وهو نفس العدد الذي سمح له بإحراز الكرة الذهبية في 2010، إضافة إلى المتألق توني كروس.

وبإمكان القول إن ميسي ارتقى أخيراً الى مستوى المسؤولية التي وضعت على عاتقه بعدما سجل أربعة أهداف حاسمة لبلاده ولعب دوراً أساسياً في هدفي آنخيل دي ماريا وغونزالو هيغواين في الدورين الثاني وربع النهائي.

ويبقى معرفة المقاربة التي سيعتمدها سابيا أمام الألمان خصوصاً بعد التألق الدفاعي أمام هولندا حيث نجح في تحييد آريين روبن وويسلي شنايدر وروبن فان بيرسي.