دعوات لتعزيز سياحة السفن السياحية في منطقة الخليج خلال ندوة بمعرض سوق السفر العربي بدبي

دعا خبراء مشاركون في ندوة كبيرة حول السفن السياحية عقدت خلال معرض سوق السفر العربي (الملتقى) 2011 بدبي الى تعزيز هذا القطاع السياحي المهم. وقال نيل بالمومبا رئيس العمليات التنفيذي في شركة "ام اس سي كروزيز" ان المنطقة تعاني من خيارات محدودة بالنسبة للموانئ الخاصة بالسفن السياحية وانه يجب فعل الكثير لتطوير البنى الاساسية لتمكين خطوط السفن السياحية من جلب سفن اضخم وتمديد موسم فصل الشتاء. 

وستقوم الشركة بوضع سفينتها ليريكا في ابوظبي ابتداء من نوفمبر المقبل لتنظيم 19 رحلة سياحية تزور كلا من مسقط والفجيرة وخصب ودبي. وقال بالمومبا ان التوقعات تشير الى انه يمكن زيادة الطاقة الاستيعابية مستقبلا بسفينة اضخم ورحلات اكثر. 

واضاف: "من التحديات الاخرى تكلفة القيام بالاعمال حيث ان الرسوم المفروضة على مشغلي السفن السياحية تعادل تلك التي في اوروبا وهي منطقة ذات طلب عالي تبرر تلك الرسوم. اما اولويتنا الرئيسية هنا فهي زيادة نشاطاتنا التسويقية المحلية حيث تقل احتمالات النمو بدون مسافرين من المنطقة". 

وأيدت هذه الآراء ايضا هيلين بك مديرة الممثلين الدوليين في الشرق الاوسط وشمال افريقيا لشركة رويال كاريبيان التي قالت ان الشركة تضطر الى تقديم خيارات مرنة حيث تتاح للمسافر الاختيار من بين رحلتين اثنتين من مركز واحد. 

وقالت موضحة: "من الفرص الاساسية بالنسبة لنا توسيع نطاق رحلاتنا. نحن نواجه محدودية الخيارات هنا ويتوجب علينا ان نقدم رحلات للمنطقة ككل. ورغم ان الموانئ موجودة الا ان البنية الاساسية مفقودة فهي مخصصة لسفن الشحن وليس للسفن السياحية". 

واضافت قائلة: "بالنظر الى الخريطة اعتقد تماما انه يمكننا التوجه جنوبا حتى صلالة وشمالا حتى الكويت والبحرين وفي نهاية المطاف لإيران والسعودية الا انني لا ارى دلائل على ان هذه الموانئ بدأت تتخذ خطوات للاستثمار في مرافقها". 

وابرزت آراء ايان كالفرت من شركة "نايس ستاي ترافيل"- وهي احدى الشركات الكبيرة المصدرة للمسافرين على السفن السياحية الى المنطقة - الحاجة الى ترقية وتوسيع المنتج السياحي البحري لمنطقة الخليج. 

وقال: "برهنت منطقة الخليج انها وجهة سياحية شهيرة الا ان ما يعيقها هو محدودية الرحلات البحرية وبالتالي من الصعب استقطاب العملاء مرة ثانية.. المنطقة تحتاج لتتعاون مع بعضها البعض لتشجيع المسافرين على العودة اكثر من مرة". 

واضاف: "قال لنا المسافرون انهم يعتقدون بأن الموانئ الاقليمية ليست جميلة وان العاملين فيها ليسوا ودودين بما يكفي؛ الكتيبات السياحية تظهر الصحراء والثقافة العربية الا ان هذا لا يبدو واضحا على الارض وبالتالي فإن الميناء العربي الحقيقي سيحقق نجاحا سياحيا كبيرا". 

وفي مواجهة هذه التحديات قال لورانس فرانكلين مدير الاستراتيجية والسياسيات في هيئة سياحة ابوظبي ان ميناء زايد يخضع لمشروع تطويري ضخم وفي المستقبل ستكون جزيرة السعديات الفريدة ومتاحفها ذات التصميم المعماري البارز ووجهاتها المختلفة اولى الوجهات التي تستقبل المسافرين على متن السفن السياحية التي ترسو في العاصمة. 

وقال: "نعترف بأن هناك فرق بين ميناء الشحن وميناء السفن السياحية". 

وفي دبي تنفذ خطط على قدم وساق لتعزيز الموافق في الموانئ وفقا لحمد بن مجرن من دائرة السياحة والتسوق التجاري في دبي الذي قال بأن قطاع السفن السياحية بات في السنوات الاخيرة واحدا من اهم القطاعات السياحية مع تحقيق نسب نمو هائلة خلال العامين الماضيين تحديدا. 

وقال بن مجرن: "هناك خطط للبناء والتوسع في الميناء لاستيعاب النمو في المستقبل". 

واتفق المشاركون في الندوة ان توفير تأشيرة دخول متعددة في الامارات العربية المتحدة سيساعد في تعزيز اعداد المسافرين على متن السفن السياحية مع جذب اعداد اكبر من الاسواق الصاعدة حيث يضطر الزوار الى دفع مبلغ يصل الى 50 دولار امريكي لكل تأشيرة في الرحلة البحرية السياحة التي تزور عدة موانئ. 

وقالت هيلين بك: "يمكننا القيام بالكثير لولا وجود هذا العائق الذي يضيف 600 دولار اخرى من التكلفة على العائلة الواحدة المكونة من اربع اشخاص القادمة من دول مثل روسيا". 

واكد فرانكلين من هيئة ابوظبي للسياحة ان الهيئة تدرس مع السلطات المعنية امكانية اصدار تأشيرة سياحة بحرية مشيرا الى ان تطبيق نظام الكتروني جديد للجوازات سيسهل من امكانية اصدار مثل هذه التأشيرات. 

وقال: "نعلم ان هذا عائق كبير وموضوع تجب معالجته". 

ويختتم معرض سوق السفر العربي 2011 الذي ينعقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي اعماله اليوم الخميس 5 مايو في مركز دبي العالمي للمعارض والمؤتمرات متوقعا استقطاب 22 الف زائر. وتشمل فعاليات المعرض عقد الندوات وورش العمل بمشاركة الخبراء اضافة الى ايام خاصة بالقطاعات المتخصصة مثل يوم وكلاء السياحة والسفر ويوم الوظائف ويوم المستهلك. 

وتشارك عدة دول في معرض هذا العام للمرة الاولى ومنها العراق وبولندا وهنغاريا والمكسيك وسلوفينيا واوكرانيا وتشاد. 

كما شمل برنامج مؤتمرات الملتقى 2011 مناقشة موضوعات حيوية في مجالات التكنولوجيا ومنها جلسات حول كيفية تأثير مواقع التواصل الاجتماعي والميديا المتحركة على القطاع.