نشأة البنوك في مصر

تاريخ النشر: 16 يناير 2012 - 02:08 GMT
ما حدث بعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية وهبوط أسعار القطن عرض نشاط البنك لعدة صعوبات مالية
ما حدث بعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية وهبوط أسعار القطن عرض نشاط البنك لعدة صعوبات مالية

في النصف الثاني من القرن 19 اتجهت أنظار بريطانيا إلي انشاء أول بنك لها في مصر باعتبارها محطة في الطريق إلي الهند خاصة بعد أن زادت صادرات مصر إلي انجلترا من 3 ملايين جنيه سنة 1854 إلى 8 ملايين جنيه سنة 1861. وفي سنة 1856 تم انشاء بنك مصر وهو ليس بنك مصر الذي انشأه طلعت حرب وكان الغرض منه العمل علي رواج التجارة بين مصر وبريطانيا وضمان الحصول علي القطن المصري الذي كانت تعتمد عليه اعتماداً كلياً المصانع البريطانية وكذلك كان هذا البنك على علاقات كبيرة مع الحكومة المصرية لشراء أذونات الخزانة التي كانت تصدر بوفرة في عهد سعيد باشا بفائدة قدرها 30%.

ولكن ما حدث بعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية وهبوط أسعار القطن عرض نشاط البنك لعدة صعوبات مالية ولكنه أعيد تكوينه في سنة 1867 كما يقول الدكتور أحمد الشربيني في كتابه تاريخ التجارة المصرية.. وقد ظل البنك يعمل بنشاط واسع في مصر وأصبح له فروع كثيرة في مصر والسودان. ورغم ذلك الانتشار إلا أن مركزه المالي اهتز هزة عنيفة نتيجة إسرافه في توظيف القروض قصيرة الأجل التي حصل عليها من الخارج بضمان الأوراق المالية والأراضي الزراعية والمباني.. وفجأة أعلن أحد كبار عملاء البنك إفلاسه.. ولجأ بنك مصر إلي البنوك الانجليزية لتجديد التسهيلات البنكية الممنوحة له.. ولكن كلها رفضت منحه هذه التسهيلات مرة أخري.. وبالتالي اضطر البنك في سنة 1911 إلي التوقف عن سداد التزاماته وأعلن إفلاسه!! وتولي البنك الأهلي تصفيته..

الواضح أن هذا البنك لم يكن يتبع الأصول التجارية والاقتصادية وأسرف في منح القروض.. وفي التعامل مع الحكومة علي أذونات الخزانة التي كانت تصدر بوفرة والتوسع في عمليات شراء القطن دون دراسة احتمالات تخفيض اسعاره.. وبالتالي أفلس.. حدث هذا منذ مائة عام.. وخلال السنوات الثلاثين الماضية فعلت الحكومة شيئاً مماثلاً عندما وضعت علي أحد البنوك المصرية قيادة فاشلة أدت إلي ارتباك أوضاعه المالية.. وتعرض لخسارة فادحة مما دعا الحكومة إلي التدخل وكالعادة قررت التخلص منه وبيعه لمستثمر أجنبي.. ولكن قوبل هذا القرار عندما نشر في الصحف وفي أجهزة الإعلام بمعارضة شديدة وكاد العاملون في البنك أن يضربوا عن العمل احتجاجاً علي عملية البيع.. ونجحت المعارضة في صدور قرار آخر بإرجاء الخصخصة والبيع.. وبعد تعيين قيادة جديدة.. وبعد ثورة 25 يناير لم يعد هناك تفكير في التصرف فيه.. وكانت الحكومة قد أصدرت قراراً منذ سنوات ببيع أحد البنوك المصرية الناجحة والتي تحقق أرباحاً ولها سمعة ممتازة في الأسواق وبسرعة غريبة نشرت الصحف صورة توقيع عقد بيع هذا البنك لمستثمر أجنبي.. وحتي الآن مازالت هناك أسئلة حائرة حول صفقة بيع هذا البنك!! وهناك أسئلة أخرى حول أوضاع بعض البنوك الأخري!!

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن