باشر جيش الاحتلال الإسرائيلي استعداداته لإطلاق مناورات عسكرية واسعة في الضفة الغربية ومنطقة الأغوار ومناطق أخرى، ابتداءً من صباح الاثنين، على أن تستمر لثلاثة أيام، وفق ما أعلن في بيان اليوم الأحد.
وأوضح البيان أن المناورات ستتضمن حركة مكثفة للقوات والمركبات العسكرية في تلك المناطق، وتأتي ضمن "خطة التدريب السنوية" لرفع الجاهزية القتالية لقوات الاحتلال، حسب زعمه.
وتأتي هذه التحركات بعد تراجع رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير عن قرار تقليص عدد القوات المنتشرة في الضفة الغربية المحتلة، وذلك عقب احتجاج الجناح الأكثر تطرفاً في الحكومة الإسرائيلية الذي اعتبر الخطوة "تنازلاً أمنياً".
ومن المتوقع أن تحاكي المناورات سيناريوهات عدة، أبرزها حماية المستوطنات الإسرائيلية والتعامل مع أي هجمات محتملة ضدها.
في موازاة ذلك، أصيب شاب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال أثناء محاولته اجتياز الجدار الفاصل في بلدة الرام شمال القدس المحتلة. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن الشاب (21 عاماً) أصيب برصاصتين في الصدر والكتف في منطقة ضاحية البريد بالرام، قبل أن يُنقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
كما هدمت قوات الاحتلال منزل الأسير ماهر زهير سمارة في بلدة بروقين غرب سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، بعد اقتحامه ومحاصرته ومنع المواطنين من الاقتراب من الموقع.
وقال رئيس بلدية بروقين، فائد صبرة، إن قوات الاحتلال ترافقها جرافة عسكرية أقدمت على تدمير المنزل بذريعة "صلة الأسير بعملية إطلاق نار" نفذها نائل سمارة منتصف الشهر الماضي وأسفرت عن مقتل مستوطِنة إسرائيلية، في إطار سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال ضد عائلات الأسرى والمقاومين.
وتأتي هذه الانتهاكات في سياق تصعيد عسكري واسع تشهده الضفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث أسفرت الاعتداءات في الضفة حتى الآن عن استشهاد ما لا يقل عن 1069 فلسطينياً وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف فلسطيني، بينهم 1600 طفل.
وفي سياق متصل، كشفت منظمة "البيدر" الحقوقية الفلسطينية أن مستوطنين شرعوا بإقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي بلدة عناتا شرق القدس المحتلة، قرب تجمعي أبو غالية والعراعرة البدويين، من خلال نصب غرف مؤقتة ووضع قواعد لبناء وحدات استيطانية جديدة.
وحذّرت المنظمة من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تهجير التجمعات البدوية شمال شرق القدس والحد من وصول سكانها إلى أراضيهم ومراعيهم، معتبرة أن ما يجري جزء من سياسة ممنهجة لفرض السيطرة على الأراضي وتوسيع رقعة الاستيطان في المنطقة.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، أقام المستوطنون 114 بؤرة استيطانية خلال العامين الماضيين، في ظل استمرار حرب الإبادة التي ينفذها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة على حد سواء.