حركة خليجية وعربية ناشطة في عيد الأضحى... لكن الأسواق جامدة
حجوزات الفنادق قاربت الـ 120% في بيروت والشقق المفروشة 80% كعادتها منذ أعوام، تنتظر القطاعات السياحية والتجارية فترة الاعياد لتعوض ما فاتها. هذه السنة، فاقمت الاوضاع غير المستقرة في سوريا من تراجع الحركة السياحية في المنطقة وخصوصا في لبنان. لكن يبدو أن السياح اعتادوا هذه الاضطرابات، بدليل ارتفاع حجوزات فنادق والشقق المفروشة في بيروت والمناطق في فترة العيد.
عيد الأضحى في لبنان
يعجّ هذا الموسم بالعرب والمغتربين، بدليل حجوزات الطيران اللافتة من دول الخليج والأردن. ووفق رئيس الدائرة التجارية في شركة طيران الشرق الاوسط "الميدل ايست" نزار خوري، ارتفعت الحجوزات بنسبة 10% في عيد الاضحى هذه السنة مقارنة بعام 2010، موضحا ان غالبية الزيادة "كانت من الدول العربية، اذ بلغت 15%، بينما بلغت من الدول الاوروبية والدول الاخرى نحو 8%". وبغية استيعاب ارتفاع الحركة، سيّرت "الميدل ايست" رحلات اضافية الى البلدان العربية.
أما نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود، فأشار الى ان نسبة الحجوزات في اسبوع العيد تقدّر بـ100% وخصوصا من البلاد العربية والخليجية. ويعوّل على حركة الحجوزات الناشطة في فترة الاعياد "علها تعوض التراجع في الحجوزات من اول السنة التي وصلت الى نحو 17% عن العام الماضي، وخصوصا من الدول الاوروبية". وإذ لاحظ تراجعا طفيفا في عدد الأردنيين "بسبب الاوضاع المادية والاحداث في سوريا"، أمل في ان يتغير هذا المشهد خلال هذا الاسبوع "وخصوصا ان ثمة 5 رحلات يومية من الاردن الى بيروت".
اجتماعات ومؤتمرات رجال الاعمال والشركات قبل عيد رأس السنة تساهم في تشغيل الغرف الفندقية التي تقدر في هذه الفترة بين الـ70 و80%. فالاوضاع غير المستقرة في سوريا ومصر جعلت لبنان وجهة جاذبة لرجال الاعمال، بهدف السياحة الى جانب الاعمال. أما في فترة العيد، فيؤكد نقيب أصحاب الفنادق بيار الاشقر أن الطلب على الحجوزات ناهز الـ100% وقارب الـ120%. وهذا الضغط على بيروت، يساهم برأيه، في انعاش حركة الفنادق خارج العاصمة كجونيه وبرمانا ومناطق الجبل، لافتا الى ان الحجوزات تمتد الى نحو 5 ايام. وعلى غير عادتهم، لم يحتل الخليجيون الصدارة في حجوزات الفنادق، اذ حل مكانهم السياح الاردنيون والسوريون. وفي السبب، يرى الاشقر ان الخليجيين لم يعودوا كما في السابق، يشجعون بعضهم البعض للمجيء الى لبنان بسبب الاوضاع غير المستقرة.
وبما أن العطلة ستمتد في الدول العربية الى نحو اسبوع، تفضل العائلات أن تمضيها في الشقق المفروشة لكلفتها الاقل. لذا، فإن نسبة الحجوزات وصلت الى 80% في بيروت وبين 50 و60% في خارجها نهاية الاسبوع، على امل ان تصل الى 100% هذا الاسبوع. ويلفت رئيس نقابة اصحاب الشقق المفروشة زياد اللبان الى ان الاقبال جيد جدا في فترة العيد وخصوصا من سوريا والاردن، مشيرا الى ان العرب اعتادوا على الاوضاع السياسية في لبنان "لكن المهم أن تكون الاوضاع الامنية مستقرة".
حركة الأسواق خجولة
على نقيض حركة الطيران والفنادق، فإن الاسواق الداخلية لا تشهد الحركة المعتادة عشية العيد. ويبدو ان هذا الوضع لا يقتصر على هذه السنة، فالاسواق على حالها من الجمود منذ ما يناهز الثلاثة اعوام وفق نائب رئيس جمعية تجار بيروت جهاد التنير، الذي وصف الحركة عشية العيد بـ"الجامدة نسبيا". ويعزو السبب الى الوضع المادي للبنانيين الذين لم يعد في مقدورهم الانفاق على الكماليات "اذ يكتفون بضروريات الحياة". والى الاوضاع المادية، ثمة عامل طبيعي اضافي يتمثل في حلول عيد الاضحى هذه السنة بين موسمي الصيف والشتاء، وتاليا فإن الناس تحار ماذا تشتري لأولادها من ملابس بما يجعلهم يتغاضون عن ذلك ويكتفون بشراء الضروريات من المحال التي تناسب اوضاعهم المادية. ومن المعروف ان قطاع المطاعم يعتمد على اللبنانيين طوال ايام السنة، لكنه يعول في فترة الاعياد على زحمة السياح لزيادة "الخير" الذي شحّ هذه الفترة بسبب الاوضاع المادية الصعبة.
في بيروت ما لا يقل عن 1200 مطعم. وفي منطقة الحمراء - فردان تحديدا نحو 170. هذه المطاعم، وفق رئيس نقابة المطاعم والمقاهي والملاهي بول عريس، لا تعمل كلها بالمستوى عينه، "اذ يعمل معظمها من دون تحقيق أي ارباح...". ويعزو سوء الاحوال الى الوضع المتردي في سوريا، "إذ كان يدخل شهريا من سوريا والعراق والاردن وتركيا عبر الحدود نحو 50 الف زائر، اضافة الى الخليجيين الذين كانوا يدخلون بالآلاف اسبوعيا".