سوار": فيلم سعودي يحاكي الوجدان الإنساني بقصة واقعية تهز الأعماق

تاريخ النشر: 20 يوليو 2025 - 12:12 GMT
سوار
سوار

ستعد صالات السينما في السعودية لاستقبال الفيلم الروائي الطويل "سوار"، بدءًا من 31 يوليو الجاري، بعد أن أثار ضجة كبيرة خلال عرضه الافتتاحي في مهرجان أفلام السعودية بنسخته الحادية عشرة في أبريل الماضي، حيث لاقى إشادات واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء، لما يحمله من محتوى إنساني عميق وأسلوب سردي مشوّق.

قصة تنبض بالواقع وتُحرّك المشاعر

يرتكز "سوار" على قصة واقعية مؤلمة، تدور أحداثها حول طفلين – أحدهما سعودي والآخر تركي – تم استبدالهما بالخطأ لحظة ولادتهما في أحد المستشفيات. وبعد مرور سنوات من العيش في بيئة مغايرة لأصلهما، تنكشف الحقيقة عبر تحليل الحمض النووي (DNA)، لتبدأ بعدها رحلة معقدة من البحث عن الهوية، والانتماء، ولمّ شتات الحقيقة.

أداء تمثيلي لافت وإخراج مبهر

يقوم ببطولة الفيلم نخبة من الممثلين السعوديين والأتراك، منهم يوسف ديميروك، سارة البهكلي، علي آل شكوان، توجس يولكو، سيكان جينتش، وفهيد بن دمنان الذي يؤدي دور "حمد" بإحساس إنساني عالٍ. ويُعد الفيلم التجربة الإخراجية الروائية الطويلة الأولى للمخرج أسامة الخريجي، الذي أبدع في رسم معالم القصة برؤية بصرية تلامس الواقع وتغوص في العمق النفسي.

جمال العلا.. خلفية درامية ساحرة

جرى تصوير الفيلم بالكامل في منطقة العلا، التي منحت العمل خلفية طبيعية آسرة وجعلت من مشاهده إطارًا بصريًا فريدًا يُعزز من تأثير القصة. وقد استفاد طاقم العمل من تضاريس العلا وتكوينها الثقافي، ما أضاف قيمة جمالية وروحية تُثري التجربة السينمائية للمُشاهد.

بنية درامية ثلاثية وتأملات فلسفية

ينقسم الفيلم إلى ثلاثة فصول درامية، تتناول كل منها جانبًا من التحديات التي تواجه العائلتين، خاصة من الناحية النفسية والاجتماعية، مع تسليط الضوء على صدمة الهوية والانفصال العاطفي عن "العائلة الخطأ". ويطرح الفيلم أسئلة جوهرية حول معنى الهوية: هل تُولد معنا، أم تُشكّلها البيئات التي نترعرع فيها؟

"سوار".. أكثر من مجرد اسم

أوضح المخرج أسامة الخريجي أن اختيار اسم "سوار" جاء من الرمز الطبي الذي يُثبّت على معصم المولود، والمفترض أن يحفظ هويته ويمنع الخطأ، إلا أن هذا الرمز ذاته قد يكون سببًا في مأساة إنسانية. ومن هنا ينبثق البُعد الرمزي للفيلم الذي يعالج موضوع الخطأ البشري، وما قد يترتب عليه من آثار لا تُمحى.

توقعات بنجاح جماهيري ونقدي

يجمع "سوار" بين القصة المؤثرة، والإخراج المُتقن، والأداء الصادق، ما يجعله مرشحًا قويًا لتحقيق نجاح كبير عند طرحه في دور العرض. ومن المتوقع أن يحظى الفيلم باهتمام محلي وعربي، لما يقدّمه من معالجة سينمائية فريدة لقضية إنسانية شديدة التعقيد، وبأسلوب لا يخلو من الجمال الفني والتساؤل الوجودي.