فيلم سوبرمان يثير الجدل: رسالة سياسية أم إسقاط مباشر على واقع غزة؟

تاريخ النشر: 14 يوليو 2025 - 07:20 GMT
سوبر مان
سوبر مان

فيما ينتظر عشاق السينما انطلاقة العالم السينمائي الجديد لشركة DC بقيادة جيمس غَن، أثار فيلم "سوبرمان" الجديد موجة من التفاعل الحاد عبر الإنترنت، ليس فقط بسبب حبكته المشوقة، بل لما اعتبره البعض إسقاطاً سياسياً جريئاً يعكس الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رغم غياب أي تصريح رسمي من صنّاع الفيلم يؤكد ذلك.

مشهد مثير للجدل... وجمهور يستنتج الرسالة

أحد أبرز المشاهد التي أثارت هذا الجدل، يظهر فيه جيش قوي ومدجج بالأسلحة يهاجم مدنيين عبر الحدود، في ظل تهديد مباشر لحياة الأطفال. هذا المشهد تحديدًا دفع بعض المشاهدين لاعتباره انعكاسًا سينمائيًا واضحًا لما يحدث في غزة. ومع أن المخرج جيمس غَن لم يشر صراحةً إلى إسرائيل أو فلسطين، فإن التفسيرات الجماهيرية انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي لتنسج رواياتها الخاصة.

تقييمات لاذعة وصدى واسع على المنصات

تقييم نُشر على تطبيق Letterboxd وصف الفيلم بأنه "ضد إسرائيل جداً" وحظي بتفاعل ضخم بلغ قرابة 9 ملايين مشاهدة. أما على منصة X، فقد تجاوز منشور مشابه حاجز 11 مليون مشاهدة، مما عزز النقاش حول نوايا الفيلم السياسية. وفي مقابلة سابقة مع The Times، صرّح غَن أن الفيلم يتناول مواضيع "السياسة والأخلاق" من خلال قصة "مهاجر"، لكنه لم يربط الأحداث بأي صراع سياسي محدد.

بورافيا وجارهانبور... استعمار مغلف بالخيال؟

تدور القصة بعد أسابيع من قيام سوبرمان بمنع غزو دولة "بورافيا" – الحليفة للولايات المتحدة – لجارتها "جارهانبور" الفقيرة والمُستضعفة. يُصوَّر جيش بورافيا بتقنيات متقدمة ودعم أميركي، فيما تظهر جارهانبور كأرض يسكنها الفقراء والمضطهدون. هذه الديناميكية، إلى جانب الفروقات العرقية بين الطرفين، دفعت البعض لربطها مباشرة بقضية الاحتلال والتهجير.

في أحد المشاهد، تُجري الصحفية "لويس لين" مقابلة مع سوبرمان وتقول له: "وزير الدفاع سيفتح تحقيقًا في تصرفاتك"، فيرد: "تصرفاتي؟ لقد أوقفت حرباً."، في دلالة على البعد الأخلاقي الذي يحمله البطل.

 

رمزية بصرية تُحاكي الواقع

الإعلان الترويجي يعرض مشاهد لجنود بيض البشرة يهاجمون مدنيين من عرقية مختلفة، بينهم أطفال ونساء يفرّون حفاة من القصف. أحد الأطفال يلوّح بعلم سوبرمان، وكأن الفيلم يدعو لإعادة تعريف البطولة بعيداً عن الولاءات السياسية.

اللافت أن قائد بورافيا، الجنرال "فاسيل غلاركوس"، يؤدي دوره الممثل زلاتكو بوريك، ويشبه في ملامحه بشكل لافت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويتحالف هذا القائد مع شخصية "ليكس لوثر" الشريرة، التي يجسدها نيكولاس هولت، في تحالف يصوّره الفيلم كمحور للعدوان والهيمنة.

ليكس لوثر: نسخة سينمائية من ترامب؟

ليكس لوثر، العدو التاريخي لسوبرمان، لم يكن بعيداً عن السياسة بدوره. فبحسب ما كشفه كاتب القصص المصورة جون بيرن عام 2016، استُلهمت شخصية لوثر من دونالد ترامب، وهو ما تعززه إحدى نسخ القصص المصورة التي صدرت بغلاف يحاكي غلاف كتاب ترامب الشهير The Art of the Deal.

خلف الكواليس... أحداث غزة تُخيّم على الإنتاج

اللافت أن جيمس غَن بدأ بكتابة السيناريو قبل اندلاع حرب غزة في عام 2022، بينما انطلق التصوير في فبراير 2024، واختُتم في يوليو من نفس العام. خلال هذه الفترة، أعلن الإعلامي باسم يوسف أنه خسر دوراً في الفيلم بسبب مواقفه الداعمة لغزة، لكن غَن نفى ذلك موضحاً أن الدور لم يُعرض عليه في الأساس، مؤكدًا في منشور على Threads: "لا يوجد طرف على حساب طرف. تحدثت مع باسم وتفاهمنا."

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن