« مدرس « على زميله حسن. ر ان يــكون رمضــان لزميله حسن مدرسة وتحول كبير في حياته، وان تمتد معاملته لما بعد شهر رمضان حتى يغدو جزءًا لا يتجزأ من أخلاقنا وحياتنـا اليومية لا الموسمية فرمضان مدرسة تربوية يتدرب فيها المسلم المؤمن على تقوية العلاقات بين المواطنين،
فيما يعرف «حسن» بين زملائه بانه عصبي ولا يحترم غيره ودائما صوته مرتفا على كل صغيرة وكبيرة ولكن ما ان يطل علينا شهر رمضان تجده باحسن الاخلاق وذات لسن حلو. رمضان عزوف.
واعتبر نوفل ان صيام النفس في رمضان عـزوفا عن الانحراف والانصراف والإسراف والاقتراف ، فالنفس تـعلن الرجوع والقلب يحمل الخشوع والبدن يعلوه الخضوع والعين تجود بالدموع كون لشهر رمضان وقار فلا سِـبـاب ولا اغتياب ولا نميمة ولا شتيمة و لابــِـذاء ولا فحشاء ، وإنما أذكار واستغفار ..
واستسلام للقهار ، فالقلب يصوم عن ارتكاب العصيان وإضمار العدوان ، والعين تصوم عن النظر الحرام، فلا يقع بصرها على الآثام والأذن تصوم عن الخنا واستماع الغنا واللسان يصوم عن الفحشاء والكلمة الشنعاء والجمل الفظيعة واليد تصوم عن أذية العباد ومزاولة الفساد والرجل تصوم عن المشي إلى المحرم فلا تسير إلى إثم ولا تتقدم فرمضان هو نفحة من نفحات الله عز وجل التي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالتعرض لها واستثمارها وهو فرصة للتغيير إلى الأفضل. وخلص نوفل بالقول لحسن الخلق ثمار كثيرة منها ما هو في الدنيا، ومنها ما يكون في الآخرة، ولا شك أن ما يكون في الآخرة أعظم وأجل، فمن ثمار حسن الخلق في الدنيا أن يكثر أحباب الإنسان ويقل أعداؤه.
حياة مختلفة. اما مدير مركز الثريا للدراسات والاستشارات والتدريب الدكتور محمد الجريبيع فعلق على الامر بالقول ان المتابع لكثير من حياة الافراد يجد انها تختلف خلال رمضان عن غيره ، فخلال شهر رمضان يكون الالتزام الديني والاخلاقي عال ، وتتجسد فيه روح التواصل والتكافل فتصبح العلاقات الاجتماعية أكثر حميمية وتواصلا ، وتكثر أعمال الخير وصلة الرحم وغيرها من الاعمال الدينية ، وبالرغم من اهمية ذلك خلال شهر رمضان المبارك الا أن الالتزام المسلكي والتواصل وصلة الرحم وعمل الخير يجب ان يكونوا على مدار العام، ويجب أن تسود روح الالفة والمحبة بين الأفراد كما أن شهر رمضان المبارك يتميز بان الافراد تسموا باخلاقياتها وسلوكياتها وتصبح مثالا يحتذى بالتسامح.
خصوصية ويضيف الجريبيع لشهر رمضان خصوصية في العالم العربي والاسلامي ويحاط بقدسية خاصة تتغير من خلاله حياة الافراد والجماعات ، فتتغير سلوكيات عديدة منها الالتزام الأخلاقي والديني احتراما لقدسية هذا الشهر الفضيل وتطغى عليه سلوكيات ملتزمة تختلف عن السلوكيات التي تسود قبل وبعد رمضان ، وهذا مرده الى ضعف الوعي بالمفاهيم الاخلاقية والدينية والتي هي هي سواء في رمضان وغيره ، فالالتزام الاخلاقي والديني يجب ان يكون خلال رمضان وباقي أشهر السنة ، لأن الله عندما خلق الكون والبشر أوجد معها قواعد وسلوكيات أساسية، والاسلام نظم علاقات البشر مع بعضهم البعض وعلاقات البشر مع الخالق، وبالتالي أصبحت هناك منظومة من القواعد والسلوكيات والتي تحدد مسلكيات وعلاقات الناس.
ويقول الجريبيع اذ الملاحظ لاختلاف مسلكيات الناس في شهر رمضان وغير رمضان يجد هنالك تناقضا كبيرا وهذا التناقض مرده قصور في القيم الدينية والاجتماعية التي جاء بها الاسلام والتي حددت سلوك الافراد على مدار الحياة، لذلك يتوجب على الجميع أن يتوافق مع ذاته وان تكون مسلكياته وقيمه الدينية والاخلاقية هي على مدار العام وليس لرمضان فقط، مع تاكيدنا على خصوصية شهر رمضان وما يحمله من قيم دينية تجمع الناس وتهدي نفوسهم وتأطر تواصلهم الاجتماعي.