الخمول والكسل يُفسدان جوهر رمضان

تاريخ النشر: 29 يوليو 2012 - 11:00 GMT
ارتبط رمضان عند البعض بالخمول والكسل وإهمال العمل وتقليل ساعات الانتاج
ارتبط رمضان عند البعض بالخمول والكسل وإهمال العمل وتقليل ساعات الانتاج

شرع الله الصيام لتقوية إرادة وعزيمة المسلم وترويض نفسه وتعويدها على الصبر والتحمل لأداء ما عليه من عبادات دينية وأعمال والتزامات دنيوية على أكمل وجه وفي أشد الظروف واصعبها وقد فطن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك وأدركوا جوهر الصيام فارتبط رمضان لديهم بأشق ألوان العمل وهو الجهاد وكان موسماً للانتصارات الإسلامية الكبرى ولكن اليوم ــ وللأسف ـ صار رمضان عند البعض شيئاً آخر غير الذي أراده الشارع الحكيم، فقد ارتبط عند البعض بالخمول والكسل وإهمال العمل وتقليل ساعات الانتاج.

ويقول د. محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون: ونحن نستشرف منازل الخير والفضل في تجليات شهر رمضان ونحن ننهض لزيادة الإنتاج، ونكرس الجهود للعمل والبذل، ونحن نجود بالقوة للسعي نحو حياة افضل مع نسمات شهر رمضان، مع كل هذا الجهد ومع تهيئة الطاقات وتنشيط الحركة للعطاء تدور في الذهن تساؤلات عما يتردد عن معاني شهر رمضان وقيمته وأثره في البحث العلمي ومناشط الحياة وزيادة الإنتاج والبذل والعطاء فهل يا ترى هو ذاك الشهر الذي يتسم بالرتابة وثقل الحياة والخنوع والإخلاد للراحة والكسل؟ وهل شهر رمضان أصبح شهراً للنوم وضياع الوقت وتأجيل المصالح وتأخير العمل وتقليل ساعات الإنتاج؟ أم أن شهر رمضان هو شهر الانتاج وزيادة العمل وشهر تعزيز الارادة والصلابة وقوة النفس وشدة التحمل والحركة والعمل الرشيد؟.

ويضيف د. عثمان: ان ما يحزن له الإنسان وتتألم منه النفس أن يفهم بعض الناس ان شهر رمضان هو شهر الكسل والدعة والراحة وترك العمل وتأجيل المصالح وتقليل الإنتاج وان مما يأسف له ذوو الإدراك الواعي والفهم المستنير لمعاني الصيام وفلسفته وقيمته ان ثمة اعراضاً سلبية تظهر في المجتمع المسلم في شهر رمضان على النقيض تماماً لفلسفة الصيام، وهي هدم لمعاني القيام والصيام وكل ذلك يتناقض مع حكمة الصوم وفلسفته.