باشر اليمين الاسرائيلي المتطرف بالتواطؤ مع حكومة بنيامين نتنياهو مرحلة جديدة من مراحل استفزاز فلسطينيي الداخل كمقدمة لاستدراجهم الى مواجهات تؤدي في نهاية المطاف الى تهجيرهم من ديارهم. وقد دخلت عناصر الشرطة الاسرائيلية ضحى اليوم الاربعاء الى مدينة ام الفحم العربية بعد ان اطلقت الرصاص المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على اهالي المدينة المشاركين في تظاهرة سلمية ضد مسيرة قام بها اليمين الاسرائيلي المتطرف بقيادة باروخ مارزل وايتمار بن-غفير. وطالب اليمينيون المتطرفون باعتبار الحركة الاسلامية حركة محظورة في اسرائيل.وقالت مصادر فلسطينية ان عضو الكنيست من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وابن مدينة أم الفحم عفو إغبارية، بجروح من جراء إطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وتحدثت تقارير وانباء عن اصابة النائب حنين زعبي الى جانب عدد من أهالي أم الفحم الذي تصدوا لنشطاء اليمين الإسرائيلي
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية بواسطة وحدة مستعربين ثمانية شبان من المدينة. وأعرب رئيس بلدية أم الفحم الشيخ خالد حمدان عن استغرابه واستيائه من تصرف الشرطة.
ومن المعروف ان مدينة ام الفحم هي معقل الشيخ رائد صلاح الذي يقضي حالياً حكماً بالسجن في سجن اسرائيلي. وكان الشيخ رائد صلاح الذي يرأس الحركة الاسلامية في اسرائيل رئيساً لبلدية ام الفحم لسنوات تمكن خلالها من النهوض بالبنية الاساسية في بلدته.
وقالت عضو البرلمان الاسرائيلي حنين الزعبي من ام الفحم: "نحن اقلية مهددة ليس فقط من اليمين الاسرائيلي المتطرف وانما ايضاً من حكومة اسرائيل". واضافت ان الشرطة الاسرائيلية التي جاءت الى ام الفحم فعلت ذلك تواطؤاً مع عناصر اليمين المتطرف وليس لحماية اهالي ام الفحم.
وزادت ان الرسالة الواضحة التي يريد فلسطينيو الداخل ارسالها الى حكومة بنيامين نتنياهو هي ان العرب في اسرائيل سيصمدون في وطنهم. وشارك في الاحتجاج على المسيرة اليمينية المتطرفة رئيس التجمع العربي الديموقراطي جمال زحالقة.
وكان مئات من الاسرائيليين المتطرفين قد شاركوا الثلاثاء في احتفال اقيم بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لاغتيال كاهانا زعيم حركة "كاخ" العنصرية المطالبة بتهجير العرب من فلسطين.
وقال مراقبون في ام الفحم ان الرسالة التي وجهها سكان مدينة ام الفحم الى اليمين المتطرف وحكومة نتنياهو هي ان المواطنين العرب في اسرائيل باقون حيث هم ولن يرهبهم استفزاز اليمين.
ولم يدخل اليمنيون المتطرفون مدينة ام الفحم اليوم وانسحبوا من محيطها بعد فترة قصيرة وبعد رشقهم بالحجارة من داخل المدينة.
وتجمع الآلاف من سكان أم الفحم في المدخل الجنوبي للمدينة احتجاجاً على التظاهرة، ومن بينهم رئيس لجنة المتابعة العربية العليا محمد زيدان وعدد من نواب الكنيست العرب.
وحرصت الإذاعة الإسرائيلية على التأكيد أن التظاهرة تجري بموافقة محكمة العدل العليا، وأن المحكمة رفضت السماح للعناصر اليمينية بالتظاهر قبالة مكاتب الحركة الإسلامية في أم الفحم أو قبالة منزل رئيسها الشيخ رائد صلاح في المدينة.