العراق ينوي تزويد الأردن بالنفط والغاز

تاريخ النشر: 19 أبريل 2012 - 07:38 GMT
تعتبر الحركة التجارية بين البلدين بحالة تنامي عام بعد عام فقد بلغت المستوردات العراقية من الأردن عام 2010 مبلغ 1,2 مليار دولار
تعتبر الحركة التجارية بين البلدين بحالة تنامي عام بعد عام فقد بلغت المستوردات العراقية من الأردن عام 2010 مبلغ 1,2 مليار دولار

قال السفير العراقي في عمان الدكتور جواد هادي عباس أن الحكومة العراقية تقدر الموقف الأردني الداعم للشعب العراقي أيام المحن التي مر بها العراق وأنه ومن منطلق التكامل الأخوي والاقتصادي العربي فإن العراق بصدد استصدار قرار قريب لتزويد الأردن بالنفط والغاز تقديراً لحاجة الأردن لهاتين المادتين وقرب العراق منه وتوفرهما فيه.

وأكد أن قرار وقف استيراد المنتج الزراعي الأردني العام الماضي ليس له أية روابط سياسية بين البلدين الشقيقين وأنما كان لامتصاص المنتج الزراعي العراقي الوطني، جاء ذلك خلال زيارة السفير أمس لمنطقة وادي الأردن وإتحاد مزارعي الوادي وسوق العارضة المركزي ومتصرفية لواء دير علا.

وقال عباس أنه وبعد النظر لحاجة السوق العراقي للمنتج الزراعي فكان الأردن الدولة الوحيدة التي رفع الحظر عنها وسمح لمنتجاتها الزراعية بدخول السوق العراقية لمساعدة المزارع الأردني وللتخفيف من الكلفة الإستهلاكية الخضرية على المواطن العراقي بعد ارتفاع أسعارها هناك قبل رفع الحظر.

أما فيما يتعلق بالنفط والغاز فقد أجريت مباحثات مطولة مع وزيري الصناعة والتجارة والطاقة الأردنيين حول موضوع تزويد الأردن بالنفط والغاز العراقي وقد أعلمت من رئيس الوزراء العراقي نور الدين المالكي والمؤشرات إيجابية على قرب موعد تنفيذ البرتوكول البترولي مابين البلدين.

وبيّن عباس أن الحركة التجارية بين البلدين بحالة تنامي عام بعد عام فقد بلغت المستوردات العراقية من الأردن عام 2010 مبلغ 1,2 مليار دولار زادت العام الماضي بنسبة 12% مما يؤكد عمق التكامل الاقتصادي بين البلدين الشقيقين حيث استورد العراق بمبلغ 50 مليون دولار بندورة من الأردن في العام 2010.

وقال السفير العراقي أننا نكن للأردن كل إحترام وتقدير فهو الدولة العربية التي وقفت مع العراق أيام المحن التي مرت بها واستقبل أفواجاً من العراقيين على أرضه في اثناء الحرب ولازالوا يتمتعون بالحرية والاحترام بين إخوانهم الأردنيين كما أن جلالة الملك عبدالله الثاني قد سمح للطلبة العراقيين بالتعلم في مدارس المملكة مجاناً أسوة بالطلبة الأردنيين ما يؤكد صحة وسلامة الموقف الأردني الرسمي تجاه إخوتهم العراقيين، كما أننا في العراق نقدر ونثمن هذه المواقف الرسمية والشعبية تجاه أبناء العراق وحمل همهم فإنه من الواجب أن يكون الرد بالمثل استمراراً للعلاقات الأخوية القائمة بين البلدين منذ أمد بعيد ولهذا فان الأردن ومزارعيه الذين ينتجون طعام الشعب العراقي هم في موضع الاهتمام الرسمي والشعبي معبرا عن شكره وتقديره للمزارعين الأردنيين.

وأضاف: إن إعتزازي بالمزارع الأردني كبير ولاحد له كونه المنتج الحقيقي للغذاء، وفي الفترة الماضية التي تلت قرار الحظر أنصب جهدي مع المسؤولين العراقيين على السماح للمنتج الزراعي الأردني بدخول أسواق العراق لمساعدة المزارعين ورفع العبء التسويقي عنهم والتخفيف من حجم الخسارة الزراعية والتخفيف من عبء نفقات المستهلك العراقي.

ووعد السفير العراقي بأن يتم تسهيل تجارة الترانزيت الأردنية عبر الحدود العراقية إلى تركيا وأوروبا، مبيناً أنه تحدث مع وزير النقل العراقي بهذا الشأن وتم وضع الترتيبات الامنية اللازمة التي تساعد في عبور الشاحنات الأردنية الأراضي العراقية وخروجها إلى تركيا وأوروبا تحت الحراسة الأمنية العراقية.

وقال عباس سنحاول ومن خلال وزارتي الزراعة في البلدين الشقيقين الاستفادة من التجربة التي مرت العام الماضي والعمل على تنسيق الجهود لضمان انسياب السلع التجارية والزراعية بين البلدين الشقيقين دون استثناءات فالأردن هو عمق العراق كما هو العراق عمق الأردن.

وقال أطلب إليكم أن تثقوا بنا أننا اخوة لكم في السراء والضراء وأنه لاتفصلنا عن بعضنا أية فواصل وأن المصلحة مشتركة والتكامل الاقتصادي عنوان أساسي في علاقاتنا الأخوية.

ووعد السفير العراقي بترتيب لقاء عراقي أردني في بغداد للمتعاملين بالشأن الزراعي في البلدين الشقيقين طالباً من الجانب الأردني تزويد السفارة بمذكرة حول هذا الموضوع لنقلها للحكومة العراقية في بغداد لدراستها وتحديد موعد اللقاء ومناقشة القضايا الزراعية والتسويقية.

وكان السفير في بداية جولته قد زار متصرفية لواء دير علا والتقى المتصرف حكم الفاعوري الذي عبر باسمه واسم الحكومة الأردنية والمزارعين عن بالغ شكرة وتقديره للدور العراقي الاخوي في إعادة فتح السوق العراقي أمام المنتج الزراعي الوطني والعمل المضني الذي الذي بذله السفير عباس في هذه المسألة.

كما شكر نائب لواء دير علا طلال الفاعور باسمه واعضاء مجلس النواب الحكومة العراقية والسفير العراقي بشكل خاص على جهودهم المضنية في اعادة فتح السوق العراقي أمام المنتج الزراعي الأردني مطالباً باستمرارية مثل هذه العلاقات الأخوية على مدار أيام العام لتلبية إحتياجات مواطني البلدين من منتجات البلد الاخر.

كما زار مبنى إتحاد مزارعي وادي الاردن والتقى رئيس الإتحاد عدنان الخدام واعضاء مجلس الإدارة حيث نقل الخدام باسمه وأعضاء مجلس الإدارة والمزارعون شكرهم وتقديرهم للحكومة العراقية وللسفير العراقي على اهتمامه البالغ في الشأن الزراعي الأردني والذي أسفر على استثناء الأردن من قرار الحظر العراقي للمنتج الزراعي الأردني.

وقال رئيس جمعية الاتحاد لمصدري الخضار والفواكه سليمان الحياري أن القرار العراقي برفع الحظر عن المنتج الزراعي الأردني إنما هو قرار أخوي واستمرار للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين عبر مايزيد عن خمسة عقود واستكمال للتكامل الاقتصادي بين البلدين الشقيقين.

كما قدم المزارعون هدية رمزية للحكومة والشعب العراقي عبر السفير في عمان هي عبارة عن بندقية إنجليزية ليعبروا فيها عن تضامن البندقية الأردنية مع البندقية العراقية في مواجهة التحديات.