نفق رفح المعقد يشعل معركة باردة..أزمة مقاتلي حماس المحاصرين إلى أين؟

تاريخ النشر: 07 نوفمبر 2025 - 10:14 GMT
_

تتعمق الخلافات داخل مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي السياسية والعسكرية حول كيفية التعامل مع ملف عشرات المقاومين الفلسطينيين المحاصرين داخل أحد الأنفاق في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في ظل مساعٍ حثيثة من الوسطاء لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار المتعثر، وسط تصريحات متناقضة تعكس الانقسام داخل منظومة القرار الإسرائيلي.

وأفادت القناة الثانية عشرة العبرية بأن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير عبّر خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر الليلة الماضية عن معارضته القاطعة لأي مقترح يسمح بترحيل المقاتلين الفلسطينيين المحاصرين، قائلاً إن "الأزمة يجب أن تنتهي إما بمقتلهم أو باستسلامهم الكامل". وأضاف أن الاستسلام من وجهة نظره يعني "خروجهم بملابسهم الداخلية معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي لنقلهم إلى معسكر الاعتقال في سدي تيمان".

وخلال الاجتماع ذاته، شدّد زامير على رفضه الانتقال إلى المرحلة التالية من اتفاق تبادل الأسرى قبل استعادة جثث جنود الاحتلال المحتجزة في قطاع غزة، مؤكداً أنه لا ينبغي الشروع في إعادة إعمار القطاع قبل "نزع سلاحه بالكامل".

في المقابل، كشف وزير الدفاع في حكومة الاحتلال يسرائيل كاتس أن فكرة ترحيل المقاتلين "طُرحت في وقت سابق" لكنها ألغيت لاحقًا، بزعم أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) شنّت هجمات خلال فترات التهدئة أدت إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين. ووفق صحيفة معاريف العبرية، يقدّر جيش الاحتلال أن النفق المحاصر يضم ما بين 120 و150 مقاتلاً من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في منطقة تقع على الجانب الإسرائيلي من "الخط الأصفر".

كما ذكرت هيئة البث العبرية أن جيش الاحتلال بدأ في إعداد خريطة تفصيلية للنفق المعقد في رفح، بينما نقلت عن مصادر أمنية أن الجيش يمتنع عن قصفه خشية فقدان معلومات تتعلق بضابط الاحتلال هدار غولدين، الذي قُتل في معارك رفح عام 2014 وتحتفظ حماس برفاته منذ ذلك الحين. لكن جيش الاحتلال نفى وجود أي دليل يؤكد أن رفات غولدين داخل النفق، واصفًا التقارير المتداولة بأنها "ادعاءات كاذبة تُلحق الأذى بعائلته".

وفي السياق نفسه، أعلن كاتس اليوم الجمعة أنه أصدر أوامر للجيش "بتدمير ومحو جميع أنفاق حماس في قطاع غزة حتى آخر نفق"، قائلاً في منشور عبر منصة "إكس": "إذا لم تكن هناك أنفاق، فلن تكون هناك حماس". وأضاف أن خطة "تجريد غزة من السلاح" تمثل أولوية عسكرية في ما يسمى "المنطقة الصفراء" الخاضعة لسيطرة الاحتلال، والتي تمتد على أكثر من نصف مساحة القطاع.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن