اسرائيل قد تسعى لاتفاق سلام مؤقت مع الفلسطينيين

تاريخ النشر: 01 مارس 2011 - 07:26 GMT
نتانياهو
نتانياهو

قال مسؤول رفيع في الحكومة الاسرائيلية ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس العمل على إبرام اتفاق سلام مؤقت مع الفلسطينيين في إشارة على ان الحكومة قد تتخلى عن جهود للتوصل الى اتفاق شامل.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الافصاح عن اسمه أن نتنياهو ربما يحاول السعي الى "مسار مرحلي" صوب اتفاق سلام دائم بدلا من اتفاق يحل جميع القضايا المحورية طبقا لما سعت اليه الولايات المتحدة والحلفاء الاوروبيون.
وقال المسؤول "بالطبع اسرائيل تفضل (التفاوض على) اتفاقية للوضع النهائي لكن الرفض الفلسطيني المستمر يجعل ذلك أمرا صعبا."
ويجادل مسؤولون اسرائيليون منذ فترة طويلة بأن التوصل الى اتفاق مؤقت يستمر عدة سنوات سيكون أسهل من التفاوض على معاهدة واحدة تتناول جميع القضايا الجوهرية الصعبة مثل وضع القدس.
ويقول محللون ان هذا النهج سيتضمن منح الفلسطينيين فرصة لاقامة دولة مستقلة على جزء من الضفة الغربية وقطاع غزة مع امكانية توسيع رقعة أراضيها لاحقا.
وامتنع المسؤول عن إعطاء أي تفاصيل ولم يتضح ان كان الفلسطينيون سيقبلون مثل هذا الاجراء.
ومن المقرر ان يلتقي المفاوضون الاسرائيليون والفلسطينيون، كل على حدة، مع ممثلين عن اللجنة الرباعية (الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا) الاربعاء في بروكسل.
لكنه ليس من المؤكد بعد بحسب الصحف الاسرائيلية، ما اذا كان نتانياهو قد قرر ارسال كبير المفاوضين اسحق مولخو هذا الاسبوع الى بروكسل.
ويخشى نتانياهو الذي يرأس ائتلافا حكوميا يطغى عليه اليمين ان تفرض عليه "اطر" للمفاوضات مثل الاعتراف بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967 اي تضم كامل القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة من اجل تسهيل المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.
من جهتها، افادت مصادر في السلطة الفلسطينية في رام الله ان المفاوضين الفلسطينيين قد وصلوا الى بروكسل.
من جهة اخرى، ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة هآرتز ان نتانياهو ابلغ مساء الاثنين نواب حزبه الليكود (يمين) ان اسرائيل تتعرض لضغوط دولية قوية حول مسألة الاستيطان لكنه وعدهم ب"المحافظة على وتيرة البناء على وضعها الحالي".
ووقعت مواجهات عنيفة الاثنين بين مستوطنين في شمال الضفة الغربية وعناصر من الشرطة والادارة العسكرية اتوا لتفكيك مبان غير شرعية في مستوطنة هفات جلعاد العشوائية.
وتعتبر الاسرة الدولية جميع المستوطنات غير شرعية، وكانت اللجنة الرباعية اعربت مؤخرا عن "اسفها" لعدم قيام اسرائيل بتمديد قرار تجميد اعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية في اواخر ايلول/سبتمبر.
وحتى الولايات المتحدة التي استخدمت مؤخرا حقها في الفيتو ضد قرار في الامم المتحدة يدين الاستيطان الاسرائيلي، اقرت بان هذه الاخيرة تقوض "الثقة بين الجانبين" وتهدد "فرص السلام".
واستؤنفت مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين لفترة وجيزة في مطلع ايلول/سبتمبر قبل ان تتوقف نهاية الشهر نفسه اثر عدم تمديد قرار تجميد الاستيطان الذي التزمت به اسرائيل لعشرة اشهر في الضفة الغربية.
ويشترط المفاوضون الفلسطينيون لاستئناف المفاوضات قرار تجميد جديد يشمل القدس الشرقية وهو ما ترفضه اسرائيل رغم ضغوط دولية قوية.
واكدت اللجنة الرباعية مؤخرا "وجوب" استئناف مفاوضات السلام خصوصا بالنظر الى الازمة التي تشهدها المنطقة.
و"حثت" اللجنة الرباعية الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على "تجاوز العقبات".
ومن المفترض ان يلتقي اعضاء اللجنة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزراء خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون وروسيا سيرغي لافروف والاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في اواسط اذار/مارس في باريس.