قوات القذافي تسيطر على معظم الزاوية وحديث عن خسائر بشرية

تاريخ النشر: 09 مارس 2011 - 01:16 GMT
تقطع السبل للمعارضين الليبيين في الزاوية ومصراتة
تقطع السبل للمعارضين الليبيين في الزاوية ومصراتة

قال أحد السكان ومقاتل بالمعارضة المسلحة ان القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي ضيقت الخناق على المعارضة في مدينة الزاوية بغرب البلاد  الاربعاء وحاصرتهم بالدبابات والقناصة في الميدان الرئيسي.

وقال مقاتل من المعارضة بالهاتف لرويترز من داخل الزاوية أقرب مدينة منشقة الى العاصمة طرابلس "يمكننا رؤية الدبابات. الدبابات في كل مكان."

وقال أحد السكان "انهم يحاصرون الميدان بالقناصة والدبابات .. الوضع مخيف للغاية. هناك الكثير من القناصة."

وفي ظل تردد المجتمع الدولي بشأن كيفية الرد على الازمة في ليبيا منع هجوم مضاد شنه الموالون للقذافي تقدم المعارضة في الشرق كما أدى الى تقطع السبل باخرين في مدينتي الزاوية ومصراتة بالغرب.

وأوضحت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان واشنطن تعتقد أن اي قرار لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا مسألة متروكة للامم المتحدة ويجب الا تكون مبادرة تقودها الولايات المتحدة.

وقال مقاتل يدعى ابراهيم من المعارضة الليبية المسلحة واحد السكان يوم الاربعاء ان القوات الموالية للقذافي مسيطرة على الطريق الرئيسي والضواحي. وأضاف أن المعارضة مازالت مسيطرة على الميدان وان قوات القذافي على بعد نحو 1500 متر.

وأضاف ابراهيم أن قناصة من الجيش منتشرون فوق معظم المباني ويطلقون النار على من يجرؤ أن يترك منزله ايا كان.

وقال "العديد من القتلى سقطوا ولم يتسن حتى دفنهم. الزاوية باتت مهجورة ولا احد في الشوارع ولا حتى الحيوانات ولا طيور في السماء."

وقال متحدث حكومي ان القوات مسيطرة على معظم أنحاء الزاوية لكن هناك مجموعة صغيرة من المقاتلين. وأضاف في طرابلس أنه ربما يختبيء ما بين 30 و40 شخصا في الشوارع والجبانة ووصفهم باليائسين.

ومنع المراسلون الاجانب من دخول الزاوية على بعد 50 كيلومترا غربي طرابلس ومدن أخرى قرب العاصمة دون أن تتم مرافقتهم بشكل رسمي.

وأدى تزايد الخسائر البشرية والتهديد بالجوع وأزمة النازحين الى زيادة الضغوط على الحكومات الاجنبية لتتحرك لكن كثيرين يخشون الانتقال من العقوبات الى العمل العسكري.

وقالت كليتنون لقناة سكاي نيوز "نريد أن يؤيدها المجتمع الدولي."

واضافت قولها "اعتقد انه من المهم للغاية الا يكون هذا جهدا تقوده الولايات المتحدة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي تحدث بالهاتف مع الرئيس الامريكي باراك أوباما عن فرض منطقة حظر جوي لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ان التخطيط ضروري في حالة رفض القذافي التنحي في مواجهة الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في منتصف فبراير شباط.

وأضاف "أعتقد أن علينا الان الاستعداد لما قد نقوم به اذا استمر في المعاملة الوحشية لشعبه."

وقال البيت الابيض في بيان انه في مكالمة هاتفية اتفق الزعيمان على "المضي في التخطيط بما في ذلك على مستوى حلف شمال الاطلسي وعلى النطاق الكامل من الردود الممكنة بما في ذلك المراقبة والمساعدة الانسانية وتطبيق حظر على الاسلحة وحظر طيران."

وتسعى بريطانيا وفرنسا الى استصدار قرار من الامم المتحدة يجيز فرض منطقة حظر طيران لشل قدرات طائرات القذافي ومنعه من نقل القوات جوا. ولا تؤيد روسيا والصين اللتان تملكان حق النقض في مجلس الامن الدولي هذه الفكرة.

وقال حافظ خوجة المتحدث باسم المجلس الوطني الليبي المؤقت للمعارضين في مؤتمر صحفي في بنغازي التي يسيطرون عليها "سيكتمل نصرنا حينما نحصل على منطقة حظر الطيران. واذا جرى ايضا تحرك لمنعه (القذافي) من استئجار مرتزقة فان نهايته ستأتي خلال ساعات."

وفي الشرق الذي يسيطر المعارضون على معظمه قصفت طائرات حربية مواقع للمقاتلين حول ميناء راس لانوف حيث يقاتل أفراد المعارضة المسلحة في سيارات رباعية الدفع مزودة بالاسلحة الجيش في هجمات وهجمات مضادة.

وبدأت فيما يبدو تتراجع الحماسة الثورية. وقال عبد السلام محمد (21 عاما) لرويترز قرب راس لانوف "الناس يموتون هناك. قوات القذافي معها صواريخ ودبابات... هل ترون هذه.. انها ليست جيدة" مشيرا الى البندقية الالية التي كان يمسكها.

واستهدفت ضربات جوية قوات المعارضة خلف منطقة واقعة بين راس لانوف وبن جواد على بعد 550 كيلومترا الى الشرق من طرابلس. وتبلغ المسافة بين البلدتين نحو 60 كيلومترا على الطريق الساحلي الاستراتيجي بامتداد البحر المتوسط.

وقال أحد السكان في مكالمة هاتفية ان بعض القوات الحكومية التي كانت تحاصر مدينة مصراتة التي تسيطر عليها قوات المعارضة غادرت المدينة أمس متجهة شرقا نحو سرت مع مجيء بعض القوات الموالية للقذافي من طرابلس. وأفادت تقارير بأن سرت تلقت تعزيزات من الجنوب.

وتقع سرت معقل القذافي ومسقط رأسه على الطريق المؤدي الى جبهة المعارك التي تقسم البلاد طبقا لاعتبارات قائمة منذ قديم الازل مع وجود منشات النفط في المنتصف.

ووصف القذافي قوات المعارضة بأنها تتألف من شبان يتعاطون المخدرات يدعمهم تنظيم القاعدة وقال انه يفضل الموت في ليبيا على الاستسلام. وقال أحد ابنائه انه اذا تنحى القذافي فستنزلق ليبيا الى حرب أهلية.

وزار القذافي فندقا في طرابلس يقيم فيه صحفيون أجانب في وقت متأخر أمس وسمح بأن تجرى معه مقابلات قصيرة مع أطقم تلفزيون من فرنسا وتركيا.

وفي وقت مبكر يوم الاربعاء عرض التلفزيون الليبي خطابا سجل قبل يوم للقذافي موجها الى زعماء قبائل في طرابلس وهو رابع خطاب ينقله التلفزيون منذ بدء الانتفاضة.

وقال القذافي ان قوات المعارضة تريد تمهيد الطريق الى عهد استعماري جديد سيتيح لبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تقسيم البلاد والسيطرة على الثروة النفطية.

والتقى ممثلان للمعارضة الليبية بمسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في ستراسبورج ويعتزمان توجيه كلمة في البرلمان الاوروبي يوم الاربعاء.

وقال محمود جبريل رئيس لجنة الازمة بالمجلس الوطني الليبي ان على الاتحاد الاوروبي أن يعترف بالمجلس باعتباره الممثل الوحيد المشروع للشعب الليبي.

ووافق الاتحاد الاوروبي يوم الثلاثاء على ادراج المؤسسة الليبية للاستثمار في قائمة الجهات المفروض عليها عقوبات. وتشمل القائمة بالفعل 26 شخصية ليبية من بينهم القذافي وأفراد أسرته.